يعاني أكثر من نصف سكان جنوب السودان نقص الغذاء نتيجة ضعف الإنتاج الزراعي وبدائية وسائله. وتحاول حكومة جوبا تشجيع القطاع الزراعي وإبراز مقومات البلاد في هذا المجال بهدف استقطاب الاستثمارات الخارجية. وافتتح في جوبا معرض للمنتجات الزراعية بهدف التعريف بإمكانيات البلد الزراعية، والفرص المتاحة للإستثمار فيها، التي يرى البعض أن مقوماتها متوافرة. ويعتمد أكثر من سبعين في المائة من السكان خاصة في المناطق الريفية على الزراعة التقليدية بغرض الاكتفاء الذاتي، وتوفير حاجة الناس من الحبوب والفاكهة دون الاهتمام بالقيمة التجارية لتلك المحاصيل ما يجعلها خارج إجمالي الدخل القومي. وقالت الخبيرة الزراعية "أن إيتو" إن "المزارعين المحليين بحاجة إلى المساعدة لمساعدة أنفسهم بالدرجة الأولى ومن تزويد الأسواق المحلية بالمنتجات الزراعية". وأضافت: "أماكن أخرى في العالم ينتظم المزارعون الصغار في تعاونيات وينتجون كميات تصدر بعضها إلى الخارج... أرى إنه مازال أمامنا الكثير من العمل كي نحسن من نظامنا الزراعي". ويبدو أن حكومة جوبا تحاول معالجة مشكلة الاستثمار بإعلانها سياسة تشجع الإنتاج الزراعي، وتحاول استقطاب رؤوس أموال أجنبية لتطويره خاصة بعد الفجوه التي سببها خروج عائدات النفط من معادلاتها الاقتصادية. وتنظر الحكومة إلى الزراعة باعتبارها بديلا يمكن الاعتماد عليها بعد فقدان عائدات النفط، لكن الزراعة التي تعاني معوقات تقنية وتمويلية ستحتاج على ما يبدو إلى مبادرات إضافية بغية نقلها من مرحلتها البدائية إلى مستوى يمكن الاعتماد عليه تجاريا.