انخفاض الدرهم

 

قال جميل أحمد رئيس الاستراتيجية العالمية للعملات وأبحاث السوق في شركة «فوركس تايم»، إن انخفاض الدرهم بسبب تراجع الدولار الأميركي يعتبر مفيداً للاقتصاد الإماراتي، حيث يزيد من تنافسية صادرات الدولة ويحسن من عائدات التصدير.

وأضاف في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» إن انخفاض العملة الوطنية يمكن أن يكون وسيلة ضمن السياسات المالية من أجل تعزيز النمو الاقتصادي، بتنمية الصادرات وإعادة تعديل الميزان التجاري.

وتوقع أن يشهد أداء الاقتصاد الإماراتي زخمًا متزايدًا هذا العام، حيث إن تراجع قيمة الدرهم بسبب انخفاض الدولار الأميركي من المفترض أن يدعم قطاعات مثل السياحة والبيع بالتجزئة والتصنيع نتيجة لزيادة قوة الجنيه الإسترليني واليورو والين الياباني وغيرها مقابل الدولار.

وأوضح أن ضعف الدولار يُنظر إليه باعتباره ذا تأثير إيجابي على اقتصاد البلدان التي تربط عملتها بالدولار الأميركي ولا يوجد سبب يستدعي القلق بأن هذا النظام سيتغير قريبًا، والبلدان التي تربط عملتها بالدولار فعلت ذلك منذ سنوات طويلة، ومن غير المتوقع أن هناك خطرًا في إمكانية أن يتغير هذا الأمر في ظل الظروف الحالية.

معنويات

ورجح أن يواصل الدرهم والعملات المربوطة بالدولار (بما في ذلك عملات معظم بلدان مجلس التعاون الخليجي) التراجع أمام معظم العملات الرئيسية خلال العام الحالي، ولا يرجع ذلك إلى أمر سلبي أو إشكالي متعلق بالاقتصادات الخليجية نفسها، ولكن لأن معنويات السوق لا تزال سلبية إلى حد كبير تجاه العملة الأميركية.

ولفت إلى أنه تم بنجاح الإبقاء على ربط العملات بالدولار عندما بلغ أعلى مستوياته في عدة سنوات (منذ 2014 إلى مطلع 2017) وقال: إن المعنويات السلبية تجاه العملة الأميركية منذ مطلع 2017 تمنح فرصة للبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم لتجديد احتياطاتها من الدولار.

ورجح أن يستمر اتجاه قيام البنوك المركزية في البلدان التي تربط عملاتها بالدولار بالسير على نفس المسار الذي تسير فيه السياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي.

تحسن

وتابع: من المفترض أن يؤدي تحسن المعنويات تجاه أسواق النفط أيضًا إلى مساعدة اقتصادات جميع البلدان المصدرة للنفط، مشيداً بالخطوات التي قامت بها دولة الإمارات نحو تنويع اقتصادها بعيدًا عن قطاع النفط.

ولفت إلى أنه من الواضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والإدارة الأميركية يريدان أن يشهد الدولار مزيدًا من التراجع، في حين أن السوق قد سعرت سياسات ترامب الداعمة للنمو الاقتصادي مثل خفض الضرائب، وسياسات «أميركا أولاً» والحوافز المالية، منذ أكثر من عام.

وأوضح أن تراجع ثقة المستثمرين في الدولار بسبب الطبيعة التي لا يمكن التنبؤ بها للسياسة الأميركية والسياسة الخارجية كعلاقات ترامب مع كوريا الشمالية والصين وروسيا، على سبيل المثال لا الحصر وخطر اندلاع حرب تجارية محتملة، وأدى ذلك بالتالي إلى التأثير على العملات المربوطة بالدولار.

تفاؤل

وأكد أن التفاؤل بشأن صحة الاقتصاد العالمي في عام 2018 لم يكن بمثل القدر الحالي من الارتفاع منذ بداية الأزمة المالية العالمية في 2008، مضيفاً أن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الاقتصاد العالمي سيواصل قوته، وهو الأمر الذي يمكن أن يفيد الإمارات وبلدان مجلس التعاون الخليجي أيضًا نتيجة لتحسن التفاؤل الاقتصادي.

وذكر أن المخاوف بشأن السياسة الخارجية الأميركية وخطر اندلاع حرب تجارية محتملة بين الولايات المتحدة والصين لا يشكل خطرًا محتملاً، والذي من المأمول أن يتم تفاديه.

وتوقع أن تشهد المعنويات تجاه أسواق النفط تحسنًا على نحو مستدام، وهناك أمل بأن أسواق النفط ستحاول الوصول إلى مستوى 80 دولارًا للبرميل خلال الفترة المتبقية من العام.

وردًا على سؤال عن الأحداث العالمية التي يجب أن يحتاط لها المتداولون خلال 2018، قال إنه يجب متابعة الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية للرئيس الأميركي، ولاسيما العلاقات بين الولايات المتحدة وكل من كوريا الشمالية والصين وروسيا، مضيفاً أنه نظرًا لعدم إمكانية التنبؤ بما يمكن أن تتخذه الإدارة الأميركية من إجراءات وقرارات، من المرجح أن تواصل احتلال العوامل الخاصة بالاقتصاد الكلي مكانة ثانوية في ظل استمرار تركيز الأسواق على ترامب وقراراته.

صعود الأصفر

قال جميل أحمد إن هناك آمالاً كبيرة بتحسن المعنويات تجاه الذهب أيضًا، ولا يزال مستوى 1370 دولارًا يشكل حاجز مقاومة عنيداَ، ولكن إذا تمكنت السوق من اختراق هذا المستوى فإن ذلك سيفتح المجال أمام صعود المعدن الأصفر النفيس بعد ذلك ربما إلى مستوى 1400 دولار.