قال جاري دوجان، كبير مسؤولي الاستثمار في آسيا والشرق الأوسط في بنك "كوتس" ذراع الصيرفة الخاصة لبنك رويال بنك أوف اسكوتلند (آر بي إس) إن السندات التي أطلقتها دبي مؤخراً هي الأكثر جاذبية مقارنة مع سندات الكثير من أسواق السندات في الدول الناشئة وذلك بفضل حيوية اقتصاد الإمارة وقدرته على توليد العوائد في الوقت الذي تشهد فيه الكثير من الاقتصادات حول العالم ركودا بنسب مختلفة. وأضاف : هناك قطاعات أساسية في الإمارات كالسياحة والضيافة توّلد مداخيل قوية لاقتصاد الدولة وهذا واضح من نسب الإشغال الفندقي وبيانات السياحة وهذا كله يدعم إصدار الصكوك والسندات ولكن قدرة السندات على توليد العوائد أصبحت ضعيفة خصوصاً مع احتمالات التضخم التي يفرضها انخفاض أسعار الفائدة إلى حدّها الأدنى في الولايات المتحدة بالنظر إلى ارتباط الدولار بالدرهم والعملات الخليجية الأخرى. والقلق هو أنه في حال أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة على مستوياتها المتدنية الحالية فقد يؤدي ذلك إلى حدوث تضخم بنسب أكبر وخصوصاً في الأسواق الناشئة." وأشار دوغان خلال لقاء صحفي في دبي أمس استعرض خلاله تقرير بنك كوتس السنوي لعام 2013 حول آفاق المخاطر والفرص التي سوف تواجهها الاستثمارات والتي سوف ترسم شكل تطورات الأسواق خلال الشهور الاثنتي عشرة المقبلة أن أسعار الفوائد في هذا الوقت هي في أدنى مستوياتها ما يعني أن هناك اتجاها وحيدا وهو الصعود، ما يعني أن الأسهم هي الخيار الأمثل للاستثمار في هذا العام بهدف التحوط وتنويع الاستثمارات. وأضاف :"نعتقد أن عام 2013 قد يكون عاماً مفصلياً يشهد تحولاً حاسماً في توجهات الأسواق، خاصة في مجال عودة الأسهم التي تتصدُّر اهتمامات المستثمرين. وسوف يحدث تحول عميق بالفعل، لأن المستثمرين لن يعتبروا السندات بعد اليوم ذلك الملاذ الآمن التي كانت تمثله في نظرهم حتى الآن. ومع بلوغ تقييم السندات ذرى مبالغ بها، نشعر بالقلق من المخاطر الحقيقية للخسائر التي قد يتعرض إليها المستثمرون في السندات. ونرى بالتالي، أن إدارة المخاطر باتت تشكل صمام أمان متزايد الأهمية نواصل منحه الأولوية في كل قرار نتخذه لتخصيص أصول للاستثمار". تقرير "كوتس" إلا أن تقرير بنك كوتس يرى أنه رغم التحديات التي تواجه المستثمرين في السندات، لا تزال هناك مبررات للتفاؤل هذا العام بعد التقدم الكبير الذي تم إحرازه لنزع فتيل أزمة منطقة اليورو. وحذَّر التقرير من استمرار وجود المخاطر الناجمة عن أزمة عام 2008 المالية، مع توقع استمرار تأثيرها لفترة أخرى من الزمن. وقال إنه على سبيل المثال، فإن تأثير الأحداث والقرارات السياسية بات الآن أكبر من السابق، ومن المرجَّح أن يظل أحد المخاطر الرئيسية التي ستواجه الاستثمار عام 2013. وأضاف أن تأثير إجراءات التيسير الكمّي واستمرار أزمة منطقة اليورو، تشكل أيضاً مخاطر محتملة يتوجب أخذها في عين الاعتبار. وبغض النظر عن هذه الخلفية القاتمة، يطرح التقرير عدداً من العناصر التي تدعو إلى التفاؤل، فيشير إلى وجود فرص استثمارية جيدة في قطاعي الطاقة والمستحضرات الصيدلانية، وفي اليابان رغم الصعوبات التي يواجهها اقتصادها. ويملك كوتس مكاتب في دبي وأبوظبي وقطر وينوي توظيف 11 مصرفياً خلال العام القادم، ومراكز لفتح حسابات عملاء الشرق الأوسط في لندن وجنيف.