المرأة الاماراتية

تعتبر المساواة بين الرجل والمرأة في العمل إشكالية تقليدية يُتهم بها العالم العربي ، في وقت أصبحت تحظى بأولوية في العالم، خاصة في الدول المتقدمة.

وبينما تتصدر أجندةَ الدول الغربية مسألةُ القضاء على عدم المساواة في توفير فرص العمل للجنسين، والترقيات، إضافة إلى إجازات الأمومة والولادة- فإن الوضع في الدول العربية يحتاج إلى تقييم جاد بعيدًا عن الصور النمطية، في ظل سعي بعض الدول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا للحاق بالدول الغربية ، لتوفير الأمن الوظيفي للنساء وتعويضهن بالشكل المناسب.

وفِي هذا الإطار، أجرى موقع "بيت" الإلكتروني ، أكبر مواقع البحث عن الوظائف في المنطقة دراسةً ، نقلها موقع Pop Sugar، شملت الجزائر، والبحرين، ومصر، والأردن، والكويت، ولبنان، والمغرب، وعُمان، وقطر، والسعودية، وسورية، وتونس، والإمارات.

وتبيَّن من خلال الدراسة، أنَّ الإمارات هي الدولة الأكثر تقدمًا وإنجازًا في ذلك المجال ، ووفقًا لآراء 4035 شخصًا شملتهم الدراسة، أعربت 80% من المشاركات بالإمارات عن شعورهن بالمساواة مع النساء في الدول العربية، حسب النتائج التي توصلت لها الدراسة بالتعاون مع موقع يوغوف لأبحاث السوق.

ويرى ثلاثة أرباع المشاركين في الإمارات، أنَّ الناس يحصلون على الوظائف اعتمادًا فقط على خبراتهم ومؤهلاتهم، وليس جنسهم ، بينما أعرب 75% من المشاركين بمعظم الدول التي شملتها الدراسة، أنَّ لديهم مزيجًا جيدًا من النساء والرجال بأماكن عملهم، فإنَّ تلك النسبة تزيد في الإمارات وتصل إلى 84%.

الرجال الأعلى ترتيبًا
ورغم التقدم في معالجة مشكلة عدم المساواة ، ما زال عدد الرجال الذين يشغلون المناصب الإدارية أكبر من النساء ؛ إذ أفاد 74% ممن يعملون في بيئات عمل مختلطة بأنَّ لديهم مديرين ذكورًا.

و70% من النساء اللاتي شملتهن الدراسة في الإمارات، قلن إنَّهن يعملن عدد الساعات نفسه كنظرائهن الذكور، بينما قالت 16% إنَّهن يعملن وقتًا أكبر.

وأفادت 6% بأنَّهن يعملن وقتاً أقل. هذا مقارنةً بنسبةٍ وصلت إلى 68% في باقي المنطقة، قلن إنَّهم يعملن عدد الساعات نفسه.

ومن الميزات الأخرى التي تحظى بها النساء العاملات في الإمارات، إمكانية الحصول على إجازة أمومة مدفوعة الأجر لا تقل عن شهر، وفقًا لـ69% من المشاركات في الدراسة.

بينما كشفت 5% من المشاركات أنَّهن يحصلن على وقتٍ أقل لإنشاء علاقةٍ وثيقة مع أطفالهن حديثي الولادة، وقالت 9% منهن إنَّه ليست هناك سياسة رسمية في العمل بشأن ذلك الشأن، جرى إطلاعهن عليها ، ولكن الأمر ليس جيدًا بهذا الشكل في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسب الدراسة ، فإن 44% من المشاركات من الدول يرين أنَّ جنسهن كان عائقًا أمام الحصول على ترقيةٍ يستحققنها، ويعتقد 30% أنَّهن لم يحصلن على التدريب الكافي للقيام بأدوارهن في العمل.

وقالت أنغالي شابرا، المديرة المساعدة لقسم البحوث في شركة يوغوف "بينما يتقدم العالم لتحقيق المساواة بين الجنسين في أماكن العمل بصورةٍ أكبر، فإنَّ التصورات والآراء كالتي تقدمها هذه الدراسة، توفر معلوماتٍ قيمة عن الممارسات الناجحة وما تحتاج المؤسسات إلى تطويره.

وتسعى هذه الدراسة إلى إطلاع المنظمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحول العالم كذلك، على الكيفية التي يمكنها بها تحقيق المساواة بين موظفيها في مكان العمل، وخاصةً أولئك الموظفين الذين يحاولون الموازنة بين وظائفهم ومسؤولياتهم الشخصية والعائلية.