سوق المال الإماراتي

شهدت توجهات الأسهم الخاصة ورأس المال الجريء تباينًا في العام الماضي، حيث ارتفع إجمالي الصفقات مع ارتفاع مستويات نمو استثمارات رأس المال الجريء، فيما أدى الانخفاض في عدد صفقات الأسهم الخاصة ذات القيمة الأعلى إلى انخفاض القيمة الإجمالية للاستثمارات، وفق التقرير الصادر عن اتحاد الأسهم الخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 

وكشف التقرير، الذي جرى إصداره خلال مؤتمر صحفي أمس بمشاركة ديلويت كوربوريت فاينانس المحدودة وتومسون رويترز، بالإضافة إلى مركز دبي المالي العالمي وتي في إم كابيتال، ومورغان لويس آند بوكيس كرعاة، عن استمرار ارتفاع النشاط الاستثماري ليسجل 244 صفقة في العام الماضي وهو المستوى الأعلى لعدد الصفقات منذ 2008. 

ولفت التقرير إلى أن الإمارات استقطبت 62% من النشاط الاستثماري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب القيمة، وذلك بارتفاع جوهري مقارنة بالعام 2015 نتيجة الاستقرار الذي تتمتع به الإمارات وجاذبية الأصول النوعية، كما ساهمت البيئة الغير مستقرة في المنطقة في استقطاب مدراء الصناديق للاستثمار في الإمارات بشكل أكبر، كما استحوذت الإمارات على أكبر حجم صفقات بنسبة بلغت 34%.

وقال سلمان جعفري، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال لدى سلطة مركز دبي المالي العالمي، إن دور قطاع الأسهم الخاصة يشهد أهمية متزايدة في دعم تطور الشركات، لاسيما مع استمرار النمو والتطور الاقتصادي الذي تشهده المنطقة. وأضاف أن التقرير هذا العام يبرز الإقبال المتزايد للاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والتي تشمل قطاع تكنولوجيا المعلومات، والتكنولوجيا المالية (فينتك) والتجارة الإلكترونية 

ولفت إلى أن هذه القطاعات سيواصل مركز دبي المالي العالمي تطويرها من خلال منصات الصناديق والقواعد التنظيمية، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات مثل فنتك هايف في مركز دبي المالي العالمي، أول مسرع للتكنولوجيا المالية في المنطقة. وأكد التزام مركز دبي المالي العالمي التزامه على دعم قطاع الأسهم الخاصة سواء في القطاعات التقليدية، أو التي في مراحل النمو الأولية التي تركز على الابتكار.

من جانبه، قال الدكتور هلموت شوسلر، الرئيس التنفيذي لدى شركة «تي في إم كابيتال» وعضو اللجنة التوجيهية لدى اتحاد الأسهم الخاصة، إن هناك توجهًا قويًّا نحو ريادة الأعمال، حفزه الدعم الحكومي في بعض الدول، وأصبح له أهمية استثمارية متميزة نتيجة قدرته على استقطاب استثمارات رأس المال الجريء بشكل أكبر.

 وأضاف أن هذا التطور سيجعل القطاع الاستثماري أكثر نشاطًا ومرونة، كما سيساهم في تعزيز التنوع الاستثماري وبناء شركات جديدة في المنطقة.

وبحسب التقرير، فإن قيمة الاستثمارات الصفقات المعلنة انخفضت 25% لتسجل 1.1 مليار دولار، وهو انعكاس لبيئة استثمارية أكثر تحديًا، لافتاً إلى أن شركة كريم، المزود الإقليمي لحلول النقل عبر تطبيق الهاتف المتحرك، كانت من أبرز الصفقات حيث قامت بجمع 350 مليون دولار في 2016. 

وواصلت الصناديق الاستثمارية في المنطقة العمل في بيئة اتسمت بتحديات أكبر ناتجة عن مخاوف تتعلق بحالة عدم الاستقرار الجيوسياسية، وتم جمع 7 صناديق في 2016، إلا أن عدد الصناديق التي تم إغلاقها انخفض إلى 7 بعد أن كان 9 في 2015، وانخفض حجم الأموال التي تم جمعها إلى أقل من 582 مليون دولار.

وواصل الاستثمار في قطاع النفط والغاز الانخفاض إلى أدنى مستوى، بينما استحوذ قطاع المواصلات على أكبر قيمة استثمار، كما أن التوجهات العالمية نحو التجارة الإلكترونية، والتطورات في قطاع التكنولوجيا المالية وغيرها، إضافة إلى التحول نحو الاقتصاد الغير تشكل دافعًا قويًّا لتحفيز قطاع ريادة الأعمال. 

وتواصل البيئة الاستثمارية التركيز على القطاعات الاستهلاكية، مثل قطاع التجزئة، والرعاية الصحية، والمواد الغذائية والمشروبات، بالإضافة إلى القطاعات المتعلقة بالتعليم. وانخفض عدد صفقات التخارج إلى 14 صفقة في 2016 مقابل 21 في 2015، وبلغت قيمة صفقات التخارج 462 مليون دولار.

شهدت استثمارات رأس المال الجريء تطورًا مستمرًا كفئة أصول هامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام 2016، وكان هناك عدد صفقات بارزة في استثمارات رأس المال الجريء، وتصدرت الإمارات نشاط رأس المال الجريء.