دور المرأة في سوق العمل

ناقش المتحدثون في الجلسة الأولى من المنتدى وهم الدكتور فاروق إقبال، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي، الولايات المتحدة الأمريكية والبروفيسور يوكو إشيكورا، أستاذة فخرية في جامعة هيتوتسوباشي، اليابان، والدكتور هشام العجمي، المدير التنفيذي لمنتدى ثروات للشركات العائلية والمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) في سويسرا والتي أدارتها لبنى قاسم، نائب الرئيس وأمينة السر والمستشار العام في بنك الإمارات دبي الوطني، دولة الإمارات العربية المتحدة باقة متنوعة من المواضيع التي تقع في إطار التنافسية العالمية، مع تسليط الضوء على أبرز المواضيع التي تتعلق بالمرأة العربية والاقتصاد والمشاركة الفاعلة وتأثيرها في التنافسية الدولية.

وأكد الدكتور فاروق إقبال على دور المرأة الكبير وتأثيره في التنافسية الوطنية في مجال الاقتصاد إذ قال: " تبلغ نسبة المساهمة النسائية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي ما يقارب 35%، في حين لا يتخطى عدد الرؤساء التنفيذيين من النساء في أكبر 500 شركة عالمية (حسب مجلة فورتشن) 3% ولا تتعدى نسبة تمثيلهن في مجالس إدارة هذه الشركات 14%.

وأشار إلى أن البنك الدولي لاحظ أن نسبة التعليم للنساء في الشرق الأوسط هي الأعلى عالميا، حيث كان معدل سنوات الدراسة لكل امرأة في منطقة الشرق الأوسط أقل من عامين خلال 1997، وهي اليوم تتخطى 7 سنوات، وهو ما يعطي للمنطقة نسبة النمو الأعلى عالميا.

وأضاف أن المرأة تمثل ما يعادل نصف المجتمع لذا فهي تلعب دورا قياديا هاما قي جميع المحافل. وأضاف: " لتحقيق التنافسية في أي دولة في العالم يجب أن تتوافر الموارد اللازمة لذلك، كما أن جودة التعليم تساهم في تعزيز دور المرأة في سوق العمل، فتحسين التعليم هو تحدٍ كبير للرجل بشكل عام وللمرأة بشكل خاص".

كما أكدت البروفيسور يوكو إشيكورا على أهمية الدور الذي تلعبه المرأة وتأثيرها في المجتمع وأوضحت: " في أي دولة عدد النساء يماثل عدد الرجال أي أنها تمثل نصف أي دولة في العالم، ولذا فإننا إذا قمنا بتقديم كل الإمكانات وساعدناها على القيام بدور فعال فذلك سينعكس إيجابياً على دولتها ومجتمعها ككل".

وأضافت أن المساواة بين الرجل والمرأة يجب أن تبدأ من المراحل الأولى للتعليم، والذي سينتج عنه صنع جيل لا يؤمن بالتفرقة بين الجنسين، خصوصاً مع التقدم الذي شهده العالم على كافة المستويات ومنها التكنولوجي.

وأضافت أن المرأة الإماراتية تعتبر مثالاً لكسر قيود المجتمع والتغلب على التحديات، حيث إن المجتمعات العربية بشكل عام تنظر إلى المرأة على أن المنزل مكانها الطبيعي، وهذه معاناة لا تقتصر فقط على العالم العربي بل حتى في اليابان وأغلب الدول المتقدمة، مشيرة إلى أن المرأة الإماراتية استطاعت بقوتها وعزيمتها التغلب على هذه التحديات ووصلت اليوم إلى أن تكون مثالاً يحتذى به ليس فقط على الصعيد الإقليمي بل العالمي.

من جانبه أوضح الدكتور هشام العجمي "في الوقت الحالي، نرى مشاركة كبيرة وفعالة للمرأة في اتخاذ القرارات، ففي السابق لم تكن المرأة معنية باتخاذ القرارات بشكل كبير، أما الآن فقد انخرطت المرأة بشكل واضح في اتخاذ القرارات على جميع الأصعدة " كما أكد على أهمية القضاء على التفرقة بين الجنسين، ودور ذلك في تقدم المجتمع، بالإضافة إلى أهمية الاحترام بين الجنسين وأهمية إشراك المرأة في جميع المجالات.

وأشار إلى أن مؤسسته قامت بدراسة عالمية متخصصة في تقييم نمو الاقتصاد العالمي في حال ألغيت الفجوة بين الرجل والمرأة، وأن هذه الدراسة خلصت إلى أن العالم سينمو بشكل أسرع لو طبق مبدأ المساواة بين الجنسين، حيث ستبلغ نسبة النمو في أميركا 9% مقارنة مع 2% حاليا، وفي الاتحاد الأوروبي 13% مقارنة مع 3% حاليا و16% في اليابان، في حين ستبلغ هذه النسبة 14% في الدول الـ15 الأكبر اقتصاديا في العالم.