جانب من عملية عاصفة الحزم

خيمت أجواء التوترات الجيوسياسية على أسواق المال في دول المنطقة، مع استمرار الضعف الشديد في السيولة جراء عزوف المستثمرين عن ضخ سيولة شراء قوية، وذلك مع تزايد مخاوفهم من تداعيات أكبر للتوترات في المنطقة (خاصة فيما يتعلق بالملف اليمني)، بعد دخول أطراف اقليمية ودولية على خطة الأزمة اليمنية، وتهديد حدود المملكة العربية السعودية وأمن دول منطقة الخليج العربي والملاحة الدولية في باب المندب، وهو ما سرع في البدء بـ"عاصفة الحزم" من قبل تحالف ضم 10 دول .

 وخلال الأسبوع فقدت أسواق المال في الدولة 56 .5 مليار درهم مع إغلاق سوق دبي المالي على انخفاض بنسبة 9 .1% عند مستوى 25 .3407 نقطة، فيما أغلق سوق أبوظبي للأوراق المالية على ارتفاع بنسبة 8 .0% عند مستوى 13 .4373 نقطة، وأغلق مؤشر سوق الإمارات على انخفاض بنسبة 78 .0% عند مستوى 42 .4365 نقطة . 

وتراجعت أسعار معظم أسهم الشركات المدرجة في أسواق المال في الدولة، وهبطت المؤشرات القطاعية لأسهم شركات الخدمات 53 .4%، والنقل 89 .3%، والاستثمار 8 .2%، والعقار 69 .2%، كما هبطت المؤشرات القطاعية لأسهم شركات التامين والطاقة والبنوك بنسب اقل . وفي المقابل ارتفعت المؤشرات القطاعية لأسهم شركات السلع الاستهلاكية بنسبة 61 .2%، ولشركات الصناعة 03 .1% .

وخلال الجلسة الأخيرة من تداولات هذا الأسبوع استوعبت أسواق المال نسبيا الصدمة القوية لـ"عاصفة الحزم" التي هبطت في أسواق دول المنطقة إلى مستويات متدنية (هبط السوق السعودي في بداية الجلسة بأكثر من 5%، فيما هوى سوق دبي بنسبة تجاوزت 6%)، وفتحت فرص قوية لدخول المستثمرين مقتنصي الفرص لشراء الأسهم على هذه المستويات المتدنية، والدفع بالأسعار نحو الصعود لجني الأرباح المجزية في الجلسة نفسها .

 لكن الثقة في أداء الأسواق لا يزال يشوبها الغموض والترقب من قبل المستثمرين خاصة وان "عاصفة الحزم" بدأت أواخر الأسبوع، وربما تظهر تداعياتها بشكل أوضح خلال الأسبوع المقبل، وهو ماجعل الكثير من المستثمرين مترددين في ضخ سيولة لشراء الأسهم .