كشف خبراء عقاريون سعوديون عن تراجع الطاقة الاستيعابية  لمكة المكرمة بسبب مشاريع التوسعة والتطوير خاصة حول الحرم المكي (المنطقة  المركزية)، مشيرين إلى أن ما يوجد حاليا من دور سكنية في العاصمة المقدسة قد لا  يلبي احتياجات 50 في المائة من الأعداد المتوقع توافدها إلى مكة خلال فترة رمضان  وما يليها من موسم الحج. في الوقت نفسه، صرح المهندس عباس قطان المشرف العام على مشروع تطوير الساحات الشمالية  للمسجد الحرام والمشروعات بأنه تم صرف نحو أربعة مليارات ريال كتعويضات لملاك  المباني المزالة بجوار المسجد الحرام في مرحلتها الرابعة، وهو ما يمثل نحو 20 في  المائة من القيمة الإجمالية والبالغة نحو 20 مليار ريال. وقال قطان ، لصحيفة “الاقتصادية” السعودية اليوم،: ”المرحلة الرابعة تم البدء فيها  منذ قرابة الشهرين، ونحن نسير فيها على وتيرة عالية في الصرف، والأمر ينطبق على  المرحلة الثالثة، ونحن نقوم بإنهاء إجراءات تعميد الصرف متى ما كانت جميع المتطلبات  متوافرة”. وأضاف قطان ”بالنسبة للمرحلتين الأولى والثانية هما شبه منتهيتين، وسيتم صرف التعويضات وفق الآليات المحددة لها، وقد واجهتنا بعض العراقيل، ومن أهمها التأخر في إحضار التقديرات المالية، وهو الأمر الذي أسهم في تأخر اعتماد صرف التعويضات”. من جهتهم، أكد مختصون في الشأن العقاري في مكة المكرمة، أن ما حدث في المنطقة المركزية المجاورة للمسجد الحرام من إزالات لمصلحة المشاريع التنموية التي تنفذ حاليا، والتي ساهمت في خروج عدد كبير من الدور السكنية عن سباق التسكين، أفضى إلى انخفاض في نسبة المعروض وارتفاع في المقابل في نسبة الطلب، مشيرين إلى أن ما يوجد حاليا  من دور سكنية في العاصمة المقدسة، في ظل مشروعات التوسعة والتطوير، قد لا يلبي  احتياجات 50 في المائة من الأعداد المتوقع توافدها إلى مكة خلال فترة رمضان وما يليها من موسم الحج. وقال بندر الحميدة عضو اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة: ”مما لا شك فيه أن مكة المكرمة تشهد تحولات جغرافية في المشهد العقاري، خصوصا أن هناك إزالات كثيرة تشهدها المنطقة لمصلحة المشاريع التنموية، وهو الأمر الذي أسهم في انخفاض المعروض وارتفاع نسبة الطلب على الدور السكنية”. وأضاف الحميدة ” الدور السكنية الحالية الموجودة في العاصمة المقدسة، سواء القائمة منذ زمن أو تلك التي تم الانتهاء منها أخيرا قد لا تلبي نصف الاحتياج الفعلي للتسكين، ولا سيما أن هناك توقعات بتوافد أعداد مليونية إلى العاصمة المقدسة خلال شهر رمضان وموسم الحج . وأشار إلى أنه من المتوقع أن تستمر حالة الاحتياج السكني طوال السنتين أو الثلاث المقبلة وهي الفترة المطلوبة للانتهاء من المشاريع التنموية الخاصة بالدور السكنية  التي بكل تأكيد سترفع نسبة الإشغال في العاصمة المقدسة ولكن بشكل تدريجي”. من جانبه، قال محسن السروري المثمن والمختص العقاري في العاصمة المقدسة إن المشاريع التنموية التي تخص الإسكان سترفع في المستقبل الطاقة الاستيعابية للسكن في مكة المكرمة، وحاليا ستشكل الطاقة الاستيعابية لمشاريع التسكين ما بين 10 و15 في المائة فقط، مع العلم أن هناك احتياجا كبيرا في مسألة التسكين نظرا لخروج العديد من الدور السكنية التي كانت بجوار المنطقة المركزية للمسجد الحرام، بسبب الإزالات لمصلحة المشاريع التوسعية التي تنفذها الحكومة السعودية”.