كشفت السلطات السودانية عن ضبطها، الجمعة، لشاحنات محملة بالوقود وبضائع أخرى مهربة إلى دولة جنوب السودان وقالت وسائل الإعلام السودانية الرسمية "إن فرقة للجيش السوداني ترابط في منطقة بابنوسة تمكنت من القبض على 50 شاحنة محملة بالوقود والمواد الغذائية كانت مهربة في طريقها إلى دولة جنوب السودان، و استطاعت قيادة الفرقة 22 مشاة بقيادة اللواء الركن كمال عبد المعروف (أحد جنرالات الجيش السوداني الذي قاد معركة استرداد منطقة هجليج السودانية من جنوب السودان نيسان/ ابريل من العام الماضي ) من توقيف الشاحنات قبل أن تعبر الحدود السودانية في اتجاه جنوب السودان  عبر طرق فرعية غير مطروقة وبتصاريح سفر لوجهات ومناطق أخرى لا علاقة لها بالمنطقة . ونقل عن نائب والي جنوب كردفان اللواء أحمد خميس خلال زيارته لقيادة الفرقة العسكرية في قوله "إن الحكومة السودانية والسلطات في ولاية جنوب كردفان المجاورة لدولة جنوب السودان لن تتهاون في حسم تحركات المهربين الذين وصفهم بالمخربين لاقتصاد بلاده"، ووصف اللواء خميس كل من يتعامل مع حكومة الجنوب، أو يسعى لتهريب البضائع إلى هناك "بالخيانة"، مبينًا أن مثل هذا السلوك هو الذي يدفع حكومة جنوب السودان للتعنت واتخاذ مواقف متشددة خلال المفاوضات، وعرقلة تنفيذ اتفاقية التعاون الموقعة بين البلدين سبتمبر الماضي.  هذا ووجه بتكثيف دوريات المراقبة في المنطقة لوقف عمليات تهريب البضائع والسلع، وكانت الحكومة السودانية أعلنت وقف التعاون التجاري مع جنوب السودان عبر الحدود منذ منتصف العام الماضي وتوعدت من يخالف ذلك بعقوبات رادعة ، ونشطت السلطات في الولايات السودانية الحدودية مع جنوب السودان الأشهر الماضية في تنفيذ حملات ضد مهربي البضائع والسلع إلى جنوب السودان وأصدرت أحكامًا بالسجن بحق المتورطين في تهريب البضائع وقامت بمصادرة الشاحنات المستخدمة في ذلك النشاط التي تصفه بالهدام والضار، لكن البعض يعتقد أن السلطات السودانية لن تستطيع وقف نشاط هؤلاء بالنظر إلى اتساع الحدود وامتدادها آلاف الكيلومترات مع جنوب السودان، يضاف إلى ذلك أن التجار يمكنهم الحصول على مبالغ مالية ضخمة كعائد من رحلة تهريب ناجحة إلى جنوب السودان، ويشجعهم هذا العائد على الاستمرار في رحلات إضافية.  و من جانبه قال مصدر فضل عدم الكشف عن اسمه لـ "العرب اليوم" "إن  كثير من هؤلاء في ولايات تجاور جنوب السودان ومنها ( سنار والنيل الأزرق وجنوب كردفان وجنوب دارفور والنيل الأبيض) يعتمدون بشكل رئيسي على عمليات كهذه في ظل حالة الكساد التجاري في أسواق في هذه الولايات".   هذا و عبر عضو برلمان جنوب السودان جوزيف ابان دينق عن أسفه لما أسماه بسياسة الحصار والتضييق التي تمارسها السلطات السودانية ضد بلاده حاليًا ،  وقال جوزيف في تصريحات عبر الهاتف من مدينة جوبا لـ "مصر اليوم" "كنا نأمل بأن تمتد علاقات التعاون والمصالح المشتركة بين البلدين"، مضيفًا "إن بلاده لن تعجز عن توفير ما تحتاجه من سلع من بلدان مجاوره".  وكان وزير النفط في جنوب السودان استيفن ديو قال هو الآخر في تصريحات لـ "مصر اليوم"،  الجمعة "إن مصالح شعبي البلدين يجب لا ترهن لخلافاتهما السياسية الحالية".   تجدر الإشارة إلى أن حالة من التوتر بدأت تسيطر أخيرًا على علاقات البلدين في أعقاب تعثر تنفيذ اتفاق التعاون الشامل، حيث تتبادل الخرطوم وجوبا الاتهامات وتبادل الطرفين ويقول كل طرف أن الآخر يحشد جيشه وقواته على الحدود .