أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، على أن تركيا واليونان، هما جزء من حل الأزمة القبرصية، لا جزءا منها، لافتا إلى أنهما كدولتين مفتاحيتين للأزمة، يمكنها إيجاد الحل لها. وأضاف في مؤتمر صحفي، عقده مع رئيس الوزراء اليوناني، أنتونيوس ساماراس، أن أنقرة وأثينا  ستلعبان دورهما في حل المشكلة القبرصية، لتغدو أزمة في حكم التاريخ. وأوضح أن علاقات البلدين تاريخية، مشددا على ضرورة أن تكون الأقليات المتواجدة في كل من اليونان وتركيا، جسرا للصداقة بين الشعبين، ولافتا إلى أن الطرفين يسعيان من أجل إقامة علاقات طيبة بين البلدين. وأشار أردوغان إلى أنه بالرغم من اختلاف وجهات النظر بين تركيا واليونان حول عدد من النقاط، إلا ان الحكومة التركية تسعى إلى حل الخلافات بالحوار بين الجانبين، مؤكدا أن أنقرة تشعر بدعم اليونان لها في مسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتأمل في أن يستمر هذا الدعم. وفي الجانب الاقتصادي كشف أردوغان ان حجم التبادل التجاري في العام الماضي بين الدولتين بلغ 5 مليار دولار، حيث استوردت تركيا 1.5 مليار دولار من اليونان، وصدرت 3.5 مليار دولار إليها، فيما شهدت حركة السياحة بين البلدين ارتفاع حجم الزيارات إلى أكثر من مليون شخص خلال العامين الماضيين، في وقت، لفت فيه إلى أن اليونان استثمرت في تركيا أكثر من 6.5 مليار دولار في السنوات الأخيرة. وأشار أردوغان إلى أن المفاوضات بين الجانبين، أفضت إلى توقيع نحو 25 اتفاقية بين البلدين، مشدد على أن لقاءات الوزراء كانت مثمرة جدا. من ناحيته، كشف ساماراس ان بلاده تدعم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بعضوية كاملة، وأن يكون لها دور في حل الأزمة القبرصية ضمن رؤية الاتحاد الأوروبي، وقرارات الأمم المتحدة، واصفاً تركيا بالجارة الجيدة، التي حققت مستويات جيدة ومقاييس عالية، من خلال الاصلاحات الناجحة التي تقوم بها، ومركزا على أهمية أن تكون العلاقات المشتركة ضامنة للاستقرار في المنطقة. وأوضح أنه من الأفضل للبلدين أن يتعاونا، ورغم أن التاريخ قد يحمل أمور غير جيدة، إلا أنه سيكتب منذ الآن، وسيكون أفضلا من خلال القرارات المتخذة، والاحترام المتبادل من أجل استقرار المنطقة. وأشاد ساماراس بالاتفاقيات الموقعة بالنسبة لتعزيز التجارة الثنائية، وازدياد السياحة، والاستفادة من الميراث الثقافي المشترك، فضلا عن التعاون التقني المشترك، ومحاربة الهجرة غير الشرعية والإرهاب. يذكر أن ساماراس بدأ اليوم زيارة رسمية إلى تركيا، التقى فيها المسؤولين الأتراك، وأفضى اجتماع مجلس التعاون الأعلى بين الدولتين، إلى التوقيع على 25 اتفاقية، حسبما جاء في المؤتمر الصحفي.