5000 مزارع يدخلون باريس بجراراتهم

صعد المزارعون ومربو الماشية الفرنسيين من احتجاجاتهم ضد ما يصفونه بتدني أسعار منتجاتهم ومنافسة المنتجات الزراعية المستوردة التي تعرضها شركات أجنبية في السوق الفرنسية.

ووصل صباح اليوم نحو خمسة آلاف مزارع ومربي ماشية على متن ألف وسبعمائة جرار رافعين شعارات غاضبة إلى العاصمة الفرنسية مسببين اختناقا شديدا في شوارع العاصمة وتعطيل حركة المرور.

واحتج المزارعين على تدني أسعار منتجاتهم مهددين الحكومة بتصعيد أكثر ما لم تتدخل لإجبار المتاجر على عرض المنتجات الفرنسية وحدها و رفع سعرها .

وطالب المحتجون المفوضية الأوروبية بتوحيد أسعار اللحوم والألبان في الدول الأوروبية بسبب تضررهم من المنافسة خاصة من المنتجات القادمة من إسبانيا والمانيا وإيطاليا التي تباع بسعر أقل من السعر الذي تباع فيه منتجاتهم الفرنسية بسبب تدني مستوى المعيشة و انخفاض التكلفة في هذه البلدان مقارنة بفرنسا.

وفي تصريح لوكالة انباء الامارات "وام" قال فيليب لومبي العضو في الاتحاد الفرنسي للمزارعين وهو على متن جراره إن المزارعين عبروا عن غضبهم في بلداتهم على الصعيد المحلي لكن الحكومة لم تستجب لمطالبهم فقرروا المجيء إلى باريس.

وأضاف " قطعت 700 كيلومتر بالجرار من أجل الوصول إلى باريس .. موضحا ان حال المزارعين صعب والديون المصرفية تكاد تصيبنا بالإفلاس والحكومة وعدتنا خلال المفاوضات التي أجريناها مع وزير الزراعة لكنها لم تنفذ شيئا وكلما اشتغلنا أكثر زادت خسائنا وهذا وضع لم نعد نطيقه.. زراعتنا باتت في خطر".

بدوره قال جيرارد لوفيليي منتج ألبان كان يقود جراره في ساحة ناسيون الباريسية في تصريح مماثل.. ان الحكومة حددت سعر الحليب بـ / 340 / يورو لكل ألف لتر لكني أضطر إلى بيعه في السوق بـ/320 / يورو وهذا يعني الخسارة واحيانا أعجز حتى عن بيعه بكلفة الإنتاج.

وأضاف ننتظر قرارات هامة على الحكومة الفرنسية والمفوضية الأوروبية اتخاذها على وجه السرعة خلال اليومين المقبلين على أبعد تقدير .. موضحا ان تحركاتهم لا تهدف إلى إزعاج المواطنين أو عرقلة وصولهم إلى عملهم بل هدفنا فقط إيصال صوتنا وسماعه .

ورفضت المتاجر الفرنسية الكبرى طلب اتحادات المزارعين رفع اسعار منتجاتهم من اللحوم والألبان رغم وساطة الحكومة .. بينما يصر المزارعون على ضرورة تدخل الحكومة من أجل رفع سعر ما ينتجون من قبل المتاجر الكبيرة و المراكز التجارية و الوسطاء التجاريين رغم الاجراءات التي أعلنتها الحكومة عن خطط عاجلة لدعم قطاع المزارعين .

وكانت الحكومة الفرنسي سارعت إلى اتخاذ اجراءات دعم مستعجلة تصل الى مليار و100 مليون يورو لمؤازرة المزارعين ومربي المواشي في محاولة لوقف احتجاجاتهم التي تصاعدت في الايام الاخيرة .. غير أن المزارعين يعتبرونها غير كافية لإنهاء معاناتهم.

وتسعى الحكومة الفرنسية من جهة أخرى إلى التدخل لدى المصارف المالية لحثها على إعادة هيكلة ديون المزارعين طويلة ومتوسطة المدى وتخفيف قبضتها بعد تحذيرات وجهتها اتحادات المزارعين ومربي الماشية من أن كثير من المزارعين باتوا مهددين بشبح الإفلاس والعجز عن دفع أقساط الديون جراء تدني أسعار المنتجات الزراعية.