حقيقة الكذب 2

حقيقة الكذب (2)

حقيقة الكذب (2)

 صوت الإمارات -

حقيقة الكذب 2

آن الصافي

صوته هلامي، ونبرته باهتة المعالم، بأنفاس متقطعة تحدث، 
 ياصديقي، ما جدوى أن أنخرط في مجتمع يفضل القشور الزائفة على الجواهر النقية!
 هل إنسحابك عن الحياة العامة، سيجلب لك السعادة؟
كلهم يستغلوني، يستفيدون مني وينسحبوا بعدها  في صمت، بعد أن يحققوا مطامعهم. آه سؤالك عن السعادة، ما هي السعادة ياصديقي؟-أن تكون راضياً عن نفسك، وعن علاقاتك مع من حولك، بشكل يبث الأمان في تفاصيل حياتك.
حظي عاثر. ومن حولي لا يفهموني، كلهم كائنات محدودة التفكير.  لن أضيع وقتي معهم!
حسب علمي أنهم يحترمونك، الأصدقاء والزملاء وأفراد أسرتك أيضاً، يعتبرونك مكان ثقة لهم أجمعين. أرى تأثيرك في من حولك يتحقق بشكل طيب. لا يوجد سبب لإنعزالك.
يا صديقي، أنت تجاملني فيما تقول. أعلم جيداً بأني أعني لا شيء لكل من حولي. أسبب عادة الشقاء لكل من يقترب مني. إنني ألوم نفسي على كل المصائب، التي لحقت بهولاء الأبرياء، الذين تعاملوا معي ككائن طبيعي مثلهم. لقد تعرضت زوجتي للمرض بسبب عدم فهمي لها وسوء تصرفاتي التي طالما أزعجتها، لذا هجرتني وإنفصلت عني. كما تعرض صغاري للبؤس بسبب محدودية دخلي، وحالياً  يتجنبوني لكثرة إنتقاداتي لسلوكياتهم، وأصبحت أمثل لهم مصدر إزعاج، شخص يأمر وينهي ولا يساند. وذات يوم تعرض صديقي للإفلاس، لأنه وقف معي في محنتي، حين لم يكن لدي عمل، لمدة عامين متواليين. هناك أمثلة عدة لمن تسببت لهم في آلام ومشقة يصعب حصرهم!
لم هذه النظرة القاتمة لذاتك؟ أسمع، أنت من تعقد حياتك بنفسك. من منا لا يخطئ ولا يمر بظروف سيئة، هناك دائما فرصة جيدة للتواصل وإصلاح الأمور. عزيزي هناك دائماً بدايات جديدة، وإلا لتوقفت الحياة منذ نقطة البداية. أتمناك أن تنظر للحياة بصورة أفضل، فقط لا تنزوي في صمت، أرى بوادر الإكتئاب تلفك.
نعم أنا مكتئب جداً، وغارق في سوداوية، كما تقول لي أنت، الحقيقة يا صديقي هذا الواقع الوحيد الذي أعرفه.  عدا ذلك أجد الوهم والسذاجة، تملأ الفضاء وعقول البشر. ياصديقي أشعر بالإثم، وأكاد أرى العقاب السماوي،لما سببته من شقاء لغيري، يجلدني في كل لحظة بمصيبة جديدة. 
هل لجأت إلى طبيب؟
تعني طبيب نفسي أو عقلي؟ لا.. بالطبع لا! أعلم دائي وأعلم دوائي. لا تنسى مجرد لجوئي لطبيب نفسي سيمنحني لقب المجنون. ستكون وصمة عار أمام زملائي وصغاري، وقد أفقد وظيفتي، عدا أن هذا النوع من الاستشارة والعلاج، يكلف مبالغ طائلة، لا طاقة لي بها. لا تشغل نفسك بي. أعلم دوائي في الخمر والإنعزال...
وجلد الذات؟! لا لا هذه كلها مشكلات وليست حلول. 
علي أن أنهي المكالمة. أشعر بدوار وصداع، ربما من الأرق الذي يسكن ليالي وأيامي دون هوادة.
إن لم ترغب في تواصلي معك عبر الهاتف أو مقابلتك، أرجو أن تطمئنني عليك، ولو برسالة نصية مقتضبة من حين لآخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقة الكذب 2 حقيقة الكذب 2



GMT 12:23 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 18:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 11:27 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 00:44 2024 الأحد ,18 شباط / فبراير

النفط يرتفع بسبب التوترات في الشرق الوسط

GMT 04:15 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

تضحية غريبة من شاب هندي لإعادة محبوبته

GMT 02:26 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

غادة عبد الرازق تكشف عن حقيقة زواجها مرة أخرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates