أبوظبي - سعيد المهيري
أكد تقرير صادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أنّ دولة الإمارات وبناءً على توجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كانت من أولى الدول التي تحركت بشكل سريع وفاعل لتخفيف معاناة الشعب النيبالي، عبر مبادرات متنوعة شاركت فيها مختلف المؤسسات الإنسانية والخيرية العاملة في الدولة.
ووجه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالبدء في تسيير جسر جوي للضحايا والمتضررين في نيبال، كما جهزت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، كميات من المساعدات الإنسانية وشحنتها إلى نيبال، وأرسلت وفدًا إغاثيًا إلى الهند، للعمل بأقصى سرعة لتأمين قوافل الإغاثة العاجلة للمتضررين، من خلال شراء المواد الإغاثية من السوق الهندية وشحنها إلى نيبال.
في سياق متصل، بادرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، لإغاثة المنكوبين هناك، وشارك فريق الإمارات للبحث والإنقاذ في عمليات الإغاثة الدولية في نيبال.
وأوضح التقرير أنّ دولة الإمارات دائمًا ما تقدم النموذج في المبادرات الإنسانية الفاعلة، لمساعدة الشعوب والمجتمعات في مناطق الأزمات والكوارث الإنسانية، بل وتشجع الآخرين على إتباع النهج نفسه، ولهذا تترسخ صورتها في أذهان ملايين البشر وقلوبهم، باعتبارها عنوانًا للنجدة والتضامن الإنساني لأنّ مبادراتها في هذا الشأن تتسم بالفاعلية والتأثير، خصوصًا أنها ترتكز على مؤسسات تمتلك خبرة كبيرة في العمل الإغاثي الخيري، ولا تكتفي بإرسال المساعدات إلى المتضررين وحسب، بل تسارع إلى الحضور إلى المناطق المنكوبة والتفاعل المباشر مع مشكلاتها عن قرب، بإرسال وفودها إلى نيبال للوقوف عن قرب على احتياجات المتضررين وتأمين الإغاثة العاجلة لهم في أسرع وقت ممكن.
وأشار التقرير إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها نيبال جراء كارثة الزلزال الذي ضربها قبل أيام، ما يبعث على القلق خصوصًا في ظل التقديرات الرسمية لحكومة نيبال، التي تتوقع أن يصل عدد الضحايا إلى عشرة آلاف شخص، فضلًا عن تشريد مئات الآلاف من الأشخاص، وسط ظروف صعبة أدت إلى شح مياه الشرب النظيفة، ومخاوف من نفاد الغذاء ومخاطر كبيرة تتعلق بالصحة العامة.
ولفت التقرير إلى أنه حسب تقديرات الأمم المتحدة الثلاثاء المُنقضي، فإنّ الزلزال تسبب في كارثة إنسانية في نيبال تؤثر على حياة 8 ملايين من أصل 28 مليون نسمة، فضلًا عن أنّ هناك أكثر من 1.4 مليون شخص آخرين بحاجة إلى المواد الغذائية والأدوية والاحتياجات الضرورية، مشيرًا إلى أنّ هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة تتطلب مزيدًا من التحرك الإنساني من جانب المنظمات الأممية والدولية المعنية للتعامل معها، والعمل على تخفيف معاناة الضحايا والمتضررين.
وذكر التقرير أنّ الكارثة الإنسانية التي تعيشها نيبال هذه الأيام تثير الكثير من التساؤلات حول كيفية تعامل المجتمع الدولي، بشكل فاعل مع هذه النوعية من الكوارث والأزمات مُستقبلًا، خصوصًا أنّ هذه الكارثة ليست الأولى التي تعرضت لها البشرية في السنوات الأخيرة، وإنما شهد العالم الكثير من الأزمات والكوارث الطبيعية التي خلفت وراءها آلاف القتلى والمشردين، وفي كل مرة تتزايد الدعوات المطالبة بتقديم المساعدات، لكن من دون أن تترجم إلى آلية محددة تعبر عن طموحات شعوب العالم في التضامن الإنساني، وتنهض بالدور الرئيسي في إدارة هذه الكوارث والأزمات والاستفادة من الدروس السابقة في هذا الشأن.
وأكد التقرير أنّ هناك استنفارًا وتضامنًا دوليًا كبيرًا مع الأزمة الإنسانية في نيبال، لكن من المهم والضروري أن ينطلق العالم من هذه الأزمة لوضع آلية دولية فاعلة، لإدارة مثل هذه الكوارث مُستقبلًا، خصوصًا من حيث التنسيق فيما يتعلق بنوعية المساعدات المقدمة، أو تقدير الاحتياجات الضرورية والأساسية، وسرعة إرسالها إلى المناطق المنكوبة في أي مكان في العـالم.
أرسل تعليقك