البيع بالتفاهة

البيع بالتفاهة

البيع بالتفاهة

 صوت الإمارات -

البيع بالتفاهة

محمد اليامي
بقلم - محمد اليامي

أقرأ هذه الأيام كتاب "نظام التفاهة" للفيلسوف الكندي المعاصر آلان دونو الذي ترجمته الدكتورة مشاعل الهاجري وقدمت له بإسهاب وصل إلى حد الكتاب الصغير المكثف الذي يسبق الكتاب الكبير، وهو إسهاب مفيد وعميق يؤكد أن المترجم شريك وليس ناقلا فقط.
كان عنوان الكتاب أول ما خطر لي وأنا أرى التعليقات على خطأ ورد في إحدى شرائح العرض التقديمي لوزارة الصحة في المؤتمر الصحافي الدوري للوزارة مع وزارة الداخلية. الخطأ الذي بدا ظريفا للوهلة الأولى، وانتشر على نطاق واسع، لكن التأمل فيه يحيل إلى طبيعة المرحلة من ناحية الاتصال والتواصل والتسويق.
هذا الخطأ أسهم في انتشار تلك الشريحة التي تشكل جزءا من الجهود التوعوية والإجراءات الاحترازية التي تقدمها الوزارة وتنادي بها، أي أنها حققت زيادة المعرفة بهاthe awareness، أو بالجزء المتعلق بهذا الخطأ، لكنها معرفة سطحية عابرة تركزت فيما بعد على الكلمة وليس على ما ارتبطت به، وبالطبع ليس على موضوع الجائحة.
القصة تفتح باب النقاش حول مستويات قبول الابتذال والتفاهة في التسويق الذي انجرفت إليه بعض الشركات كونهما يصلان بالمنتج أسرع ويحققان الفرقعة، خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي التي تكاد تنعدم فيها المعايير نظرا إلى طبيعتها الاستهلاكية، استهلاك الرسالة لحظيا.
الرسالة التافهة تنتشر أسرع، والحماقة في القول أو الفعل تفعل المثل، وجميعنا يتلقى رسائل في تطبيقات المحادثة تنقل له الأكثر تفاهة أو الأكثر خروجا عن النص في وسائل التواصل الاجتماعي، وبهذا تتكرس مع الوقت علاقة التفاهة بالشهرة، والخشية أن يتكرس القبول بشروط الشهرة الجديدة لتصبح مسلمة ذهنية، تتحول فيما بعد إلى سمة أخلاقية ethic في بعض المجالات، وتبدأ مرحلة عدم عد التفاهة تفاهة، إن لم تكن بدأت بالفعل.
قد يتحقق بيع أكثر باستخدام التفاهة لإثارتها بعض الحماس أو الضحك، لكنه دوما مؤقت، وفي الأغلب زائل، لأن المستهلك سيقفز إلى الحماس الجديد والضحكة المقبلة، فلا يتحقق للمنتج أو الخدمة الثبات، وأحيانا أخرى لا يتحقق الاحترام وهذا على المدى الطويل يضر بالأعمال.
أخيرا وعودا على الخطأ الشهير فقد تمنيت لو أن خبر "التحقيق العاجل" مع الموظف كان أولا اعتذارا للناس وتحملا للخطأ كفريق، لأن هناك خطأ آخر لقائد فريق العرض التقديمي، أنه لم يراجعه أو يلقي عليه النظرة الأخيرة، وخطأ جماعي أن الصورة لم تزل فورا أو يتم التعديل عليها، والقصة فيها درس يعرفه الجميع في عالم الأعمال وتتضمنه دورات القيادة عن الفرق بين القائد والمدير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيع بالتفاهة البيع بالتفاهة



GMT 02:01 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ما يجب ألا ننساه في صخب مؤتمر أربيل!

GMT 01:59 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لا النظام ولا الدستور

GMT 01:58 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

... يستبقون الحرب على الصين بتطويقها بحرياً!

GMT 01:58 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وعد الحر دين عليه

GMT 01:57 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الخلاف حول اليمن

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 15:42 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

"كارولينا" تحبس كل من يخلف في وعده بالزواج

GMT 01:31 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

أحمد شوبير ينتقل إلى أون سبورت

GMT 17:34 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

55 مشاركًا وأكثر من 100 لوحة فنية تجمعها خيمة الفنون

GMT 07:54 2015 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

إقبال لافت على مشاهدة عروض المهرجان المصري للمسرح

GMT 07:04 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

لوس انجلوس تستعد لاستقبال أوسكار 2016

GMT 12:32 2015 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"شانيل" تطرح بإبداع تشكيلة مجوهرات "سولاسين دي ليون"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates