فوق سطحٍ من الصفيح الساخن
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

فوق سطحٍ من الصفيح الساخن

فوق سطحٍ من الصفيح الساخن

 صوت الإمارات -

فوق سطحٍ من الصفيح الساخن

رضوان السيد
بقلم - رضوان السيد

العنوان مأخوذ بالطبع من عنوان مسرحية للكاتب الأميركي تنيسي ويليامز: «قطة فوق سطحٍ من الصفيح الساخن». والصفيح الساخن هو الذي تقبع عليه مرغمةً عدة شعوبٍ عربيةٍ لا تتمكن حتى من القفز من سخونته والتهابه. والذين يضعون الشعوب في النار المشتعلة هم فرقاء داخليون في الأعم الأغلب، يقتلون ويُقتلون ويتقاتلون دونما تراجعٍ أو ترددٍ أو إصغاء للوساطات ولاستغاثات الهَلكى في الصراع من حولهم من نساءٍ وأطفال وشيوخ!

سأُوجز حديثاً غريباً دار بيني وبين أحد المتضامنين مع «تيار المقاومة» في لبنان. كنت أتحسر على الشبان الذين يموتون كل يومٍ في الجنوب بحجة التضامن مع غزة ومساعدة «حماس» ضد الإسرائيليين. قلت إنّ موت هؤلاء الشبان لا يفيد «حماس» في شيء، ثم إنّ تبادل إطلاق النار خطير لعدة جهات فقد أفضى إلى قتل مئات الشبان، وهجّر أكثر من مائة ألف، وخرّب ألوف المساكن. وهناك احتمال أن يتطور التبادل إلى حربٍ شاملةٍ تهدّد العمران والإنسان في كل لبنان- وإلى هذا وذاك وذلك ليس من حق الحزب ومسلحيه توريط لبنان وشعبه في حربٍ ما استُشيروا فيها وتهدد دولتهم ووطنهم وهي ليست حرباً دفاعية، بل هي داخلة في الاستراتيجية الإيرانية! وما كان الرجل مسروراً بهذا الاعتراض الذي سماه «معلقة» لكنه قال إنه لن يجيب إلّا على الجزء الأول منه وهو التحسر على موت الشبان. قال: لا داعي للتحسر فهؤلاء ينتمون إلى جماعة عقائدية، وقد نُشّئوا على ذلك وتربّوا ودُفعوا للتدريب والاحتراف، وهم يعرفون أنهم يمكن أن يكونوا وقوداً في حربٍ عاجلاً أم آجلاً. هم جميعاً في كنف الحزب بمخصصاتهم الشهرية وزواجاتهم وتعلّمهم، و«عقد» العمل القائم يشارك فيه أهاليهم وأقاربهم. فالتزامهم أعمق من التزام «الفدائيين» لأنه، نوعاً ما، عقلاني وليس عاطفياً وهو معروف العواقب، ولذلك ليس من حق أُسَرِهم التحسُّر عليهم لأنهم جميعاً كانوا يعرفون منذ البداية، وهم مقتنعون بهذا المصير الذي يعتبرونه ماجداً بغضّ النظر عن الألم المضني للفقدان وقطع تلك الأغصان الغضة في مطلع العمر!

لقد اعتدنا في الزمنين الأولين القومي والإسلامي أن يكون العزاء بأمل التحرير وأنه في جوهره دفاعي عن الوطن والمواطنين، وله معانٍ دينية وقومية وشخصية. وكان الذين يقومون به عسكراً محترفين. ثم قيل إنّ الجيوش ما عادت تنفع ووقع واجب تحرير فلسطين على الفدائيين فنشأت وازدهرت خلال ثلاثة عقودٍ تنظيمات ضخمة قومية وإسلامية، وصارت الصراعات مزدوجة في ما بينها من جهة، وضد العدو من جهةٍ ثانية. قال لي حزبيٌ فلسطيني بارز وكنت أمزح معه أن التحرير صار احترافاً ليست له مدة محددة أو أفق واضح، وميزته أنه لا يكلّف من المصاريف ما تكلّفه الدولة فقد تمضي سنوات من دون قتال! قال: أنت واهم لأن المصاريف لا تقل في زمن السلم إنما يقل عدد القتلى فقط. فرواتب المتفرغين مدفوعة، والإنفاق على عائلات الشهداء، واستمرار التعليم والتدريب، وشراء الأسلحة وتجديدها... إلخ. إنما الأهمّ الأهمّ كما قال أنك لا بد يوماً ما أن تعود للقتال أو تفقد التماسك والدعم والتأييد، ويتوقف العدوّ عن احترامك! وقلت: لكنكم دخلتم في عدة حروب مع العدو وخرجتم خاسرين ولا يُنتظر أن تربحوا في حربٍ جديدة. فقال: هذا قَدَرُنا ولا يتصور جيلنا - كما الجيل السابق - القيام بحلِّ التنظيم بداعي الفشل، فأنت محقٌّ وإن كنتَ ساخراً لجهة الاحتراف فالثورة حرفةٌ في هذا الزمان وما عادت مرحلةً للانتقال إلى الدولة!

بعد الثوران القومي الذي خمد عندما تولت أمره الدول، انفجر الثوران الإسلامي وأصوله عجيبة بالفعل، فقد صنعه الأميركيون لقتال السوفيات بأفغانستان. ثم تفرع فروعاً لا حصر لها، وجمع مغامرين ونصّابين وباحثين عن بطولات وتجار مخدرات، وصارت الأصوليات الإسلامية أو باسم الإسلام قناعاً صالحاً لكلّ جرائم القتل وشواذ الخطابات والتصرفات. لقد انتشروا في جميع الأنحاء، وقاموا بعمليات إرهابية في كل العالم وعلى الخصوص الغارة على أميركا عام 2001. بيد أنّ عملياتهم الكبرى ظهرت آثارها الأكبر في سوريا والعراق. ورمزاها الكبيران: «القاعدة» و«داعش». وقد تسببا بقتل عشرات الألوف وتهجير الملايين، وتشويه وجه الإسلام، وصارا عباءةً لكلّ ناعقٍ باسمٍ أو من دون اسم ومن الشرق الأوسط إلى الساحل الإفريقي.

أما الفصل الرابع المستمر من فصول الميليشيات المسلَّحة الملقية بأثقالها على الدول العربية وشعوبها، فهي تلك التي ظهرت مع حركات التغيير التي بدأت عام 2011. لقد استطاعت الدول القوية إخماد حركات الغوغاء هذه. أما الإدارات الضعيفة فقد خلدت فيها الميليشيات وهي مجموعات من المرتزقة تتبدل شعاراتهم بين القومي والوطني والإسلامي وتكويناتهم قيادات وكوادر رئيسية ثم آلاف من الأتباع. ويعتمد البعض على الدعم الخارجي، أما البعض الآخر فيعيش على النهب الداخلي. وهؤلاء منتشرون في سوريا وليبيا والعراق والسودان، وهم إما يتقاسمون السلطة مع إدارة الدولة الموجودة أو يعملون عسكراً عندها أو يصارعونها لأخذ السلطة منها أو من جيوشها.

هناك أربعة أنواعٍ إذن من الميليشيات التي تنتشر في عددٍ من البلاد العربية وهي: الميليشيات الإيرانية، والميليشيات الإسلامية العنيفة، وميليشيات القضية الفلسطينية، وميليشيات الانقسامات الداخلية (= المرتزقة).

أيها الأشد ضرراً؟

كلها شديدة الضرر، لأنها تنازع الدول وجيوشها على السلطة، وتنشر الفوضى والخراب. فحتى في فلسطين هناك التنظيمات التي انقسمت عن السلطة الفلسطينية، فأضعفت إلى حدٍ بعيد قدرات الفلسطينيين على الصمود تحت الاحتلال! وقد كان يمكن القول إنّ ميليشيات الانقسام الداخلي يمكن بالتفاوض الحدّ من سيطرتها. لكنّ ما جرى ويجري في ليبيا والسودان يثبت أنّ الأمر من الصعوبة بمكان.

من يتحمل المسؤولية الكبرى عن الوضع الحالي؟

في البدء كانت المسؤولية على إدارات الدول القديمة أو الجديدة. أما الآن وقد صارت كل الميليشيات حتى المحلي منها مدعومةً أيضاً من دولٍ خارجية؛ فهو سطحٌ من الصفيح الساخن يحرق كل الوقت ولا ملاذ منه ولا مهرب!

لكلٍّ من دول المعاناة اليوم تاريخ عريق في التحرير والنهوض والحضارة والعمران. وحتى الفلسطينيون اللاجئون في لبنان كانت مدارسنا في الخمسينات والستينات تعتمد عليهم في تدريس الرياضيات والإنجليزية. وهذا إلى شواهد العمارة والجامعات والمستشفيات وصناعة الجديد والمتقدم في شتى المناحي. كل هذه الجهود التنويرية تزيلها الميليشيات (الوطنية) بالنار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوق سطحٍ من الصفيح الساخن فوق سطحٍ من الصفيح الساخن



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates