النخبة الصامتة

النخبة الصامتة

النخبة الصامتة

 صوت الإمارات -

النخبة الصامتة

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

«تحدث حتى أراك».. لا أدري ما حقيقة الواقعة التي جعلت «سقراط» يطلق هذه العبارة، فأصبحت -للأسف- حجة على فراغ البعض ممن لا نسمع لهم صوتاً حولنا، ودليلاً على قصورهم وجهلهم، بينما -وهذا ما أدركته من واقع التجربة- أن بعضاً من أولئك الصامتين إنما يملكون من المعرفة والحكمة أضعاف ما يملكها الذين يتصدرون المنصات المنتشرة حولنا، ولكنهم ارتأوا أن يبقوا على الجهة المقابلة، مستمعين ومراقبين، سواء كانوا مستمتعين أو متحسرين على ما يدور أمامهم، ولكنهم في كل الأحوال كانوا على الجهة المقابلة منصتين بهدوء!
 لقد جاء مفهومنا عن أولئك الذين لا نراهم بسبب غلبة الثقافة البصرية على مدركاتنا، فأصبحنا لا نعترف إلا بمن نراه وما يتصدر المشهد أمامنا، وهذا ما جعلنا أيضاً نسارع لنكون متصدرين بأي وجه من الوجوه، سواء بتصدير صورنا أو أصواتنا، لكي يرانا الآخرون. 
 في الوقت الذي اعتقدت فيه أن بعض حواسنا بدأت في الاضمحلال، وأن الحاسة الوحيدة التي ستتصدر اهتمامات منتجي السلع والخدمات هي البصر والاعتناء بكل شيء بصري، ظهرت منصة جديدة تعيد تصوراتنا من جديد حول ما يمكننا أن ندركه عن أنفسنا وعن الآخرين، بطريقة مختلفة، عما ساد خلال العقد الأخير.. صحيح أن منصة اجتماعية مثل (Clubhouse)، أو «كلوب هاوس» قائمة في أساسها على غرف دردشة، وأن هناك من يتصدر الحديث في الغرف، إلا أن قوة الغرف -في رأيي- نابعة من حضور مستمعين حقيقيين -وصل في بعضها بين 500 و2000 شخص- لحوار حول موضوع ما في وقت ليس بالقصير، هو ما لم أتوقعه، وخصوصاً أن فرص الحضور للمشاركة تكاد تكون معدومة في ظل هذا العدد الكبير منهم، وذلك حسب ما يسمح لهم صاحب الغرفة، وهو ما يجعلهم النخبة الحقيقية الصامتة. 
 على الرغم من أن غرف الدردشة ليست جديدة على عالم «الإنترنت»، غير أن مستخدمي هذه المنصة رفعوا من قيمتها، سواء الاقتصادية أو الثقافية؛ فقيمة الاستماع والإنصات تفوق قيمة التحدث، التي أخبرنا عنها سقراط، وخصوصاً في وقت كالذي نعيشه الآن، وقت لم يعد فيه أحد.. ينصت لأحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النخبة الصامتة النخبة الصامتة



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

GMT 16:55 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
 صوت الإمارات - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:46 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 صوت الإمارات - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 18:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 07:14 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيري يعود إلى الشرق الأوسط لدفع محادثات السلام

GMT 21:18 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عائلة تركية تتجول بين 26 دولة حول العالم بالدراجة الهوائية

GMT 03:08 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل وزارة الدفاع يستقبل مساعد وزير الدفاع الباكستاني

GMT 05:57 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

عبدالله مال الله يكشف أصعب لحظاته في الملاعب

GMT 18:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

"سانغ يونغ" تبدأ باختبار سيارات "Korando"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates