الأسس الأخلاقية للمجتمعات المسرحية
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

الأسس الأخلاقية للمجتمعات المسرحية

الأسس الأخلاقية للمجتمعات المسرحية

 صوت الإمارات -

الأسس الأخلاقية للمجتمعات المسرحية

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

المجتمعات بشكل عام فيها درجات متنوعة من الأداء المسرحي، ولكنني هنا أدعي أن المجتمعات العربية هي مجتمعات عالية المسرحة، بمعنى أن الفرد يؤدي فيها دوراً على خشبة المسرح الاجتماعي، وربما لمدة تغطي كل مساحة يقظته.
في المجتمعات المسرحية هناك أيضاً مبالغة في استخدام الجسد كلوحة إعلانات مكتظة بإشارات سياسية ودينية واجتماعية، ويستخدم فيها الوجه والرأس كأهم مساحة إعلانية، إما أن تضع غطاءً بشكل معين على الرأس أو الرأس والوجه معاً في حالة النساء، أو لحية وزبيبة في حالة الإعلان على وجوه الرجال. واللافت في مجتمعاتنا هو أن الإعلانات في معظمها ترسم علامات المواطن الصالح أو المتدين، ويتخطى ذلك الواقع الاجتماعي إلى العالم الافتراضي. فمثلاً تجد على صفحة بعضهم على «تويتر» و«فيسبوك»، إما علماً لبلد كرمز للوطنية، أو لإعلان سياسي أو ديني من نوع آخر. والسؤال هنا لماذا يبالغ الأفراد في مجتمعاتنا في ادعاء التدين الزائد عن الحد، أو المبالغة في الإعلان عن حب وطن مفترض أن يكون حبه متساوياً لدى الكل، ولا خصوصية لأحد في ذلك، فلماذا المبالغة؟
طبعاً الإعلان ليس حكراً على العرب ومجتمعاتهم، ففي المجتمعات الأخرى يعلن الناس عن هوياتهم الاجتماعية من خلال الماركات الشهيرة التي يلبسونها، لكن في معظمها إعلانات غير مبالغ فيها، ولا ترسم حدوداً فاصلة فيها نوع من الفجاجة في إعلان التفوق على الآخر من خلال علاقات القوى.
المجتمعات المسرحية هي مجتمعات في معظمها مغلقة يمتد فيها الطيف من عالم العبودية على طرف والحرية على طرف آخر، وما بينهما مساحات واسعة. في دراسات مجتمعات دعنا نقل الرق في الولايات المتحدة لاحظ الدارسون ما سموه مسرحة الحياة اليومية داخل بيوت السادة، من خلال تحليل خطاب الأرقاء، لاحظوا أن الرقيق يؤدي دور الخادم المخلص المتفاني والمطيع على خشبة مسرح غرفة المعيشة عندما يكون في حضرة سيده، ويلعن السيد في الخفاء أو عندما يترك غرفة المعيشة العامة، وتأوي الخادمة إلى المطبخ أو يذهب الرقيق إلى المكان المخصص لحياة الأرقاء، والذي ينزل فيه من على خشبة المسرح ويكون نفسه، فيتحدث مع رفاقه عن ظلم السيد وقسوته. فبينما كان يعلن أمام سيده أنه خادم مطيع، وحين يمرض السيد يقول له: «هل نحن مرضى يا سيدي»؟، أي يتوحد معه في حالة المرض، إلا أنه وعندما يعود للحياة تحت خشبة المسرح مع رفاقه وفي جو من الأمان يلعن هذا السيد وبأقسى الألفاظ.
علاقة القوة والخوف هي التي تصنع العالم الممسرح، سواء داخل البيت بين الرقيق وسيده، أو على المستوى العام في حالة المجتمعات الديكتاتورية أو التسلطية، وهنا أتحدث عن المجتمعات وليس فقط علاقة الدولة بالمجتمع، فعلاقات القوة ليست دائماً رأسية بين دولة ومجتمع، وإنما علاقات أفقية بين مكونات المجتمع ذاتها، وهذا ما يؤدي إلى حالة الرياء الصارخ في المجتمعات.
أخلاقيات مجتمعات المسرح مرتبطة بالفارق بين مجتمعات كوابحها تتمثل بالإحساس الداخلي بالذنب مقابل مجتمعات الفضيحة والخجل. في مجتمعات الفضيحة لا يحس الإنسان بجريمة السرقة أو الأذى، بل يريد فقط ألا يراه أحد، إذا لم يعرف الناس بالفضيحة فلا عار هناك، أما مجتمعات الإحساس الداخلي بالذنب ففيها يحس السارق بذنبه ويؤنبه ضميره، يخشى عذاب الضمير أكثر مما يخشى المجتمع.
الانتقال من عالم الفضيحة إلى عالم عذاب الضمير يمثل الفارق ما بين المجتمعات الإنسانية الطبيعية ومجتمعات الفضيحة والعار الاجتماعي.
مجتمعات المظهر أو التي تركز على الظاهر لا الباطن أو الخارج على حساب الداخل، هي مجتمعات تنتشر فيها أنواع العنف المخفي أو السري، هي مجتمعات يسود فيها الابتزاز باسم الفضيحة فيتم ابتزاز الرجل فيها بزوجته وأمه وأخته، مجتمعات تتم فيها جنسنة السياسة ويدجن فيها الرجال على أجساد النساء، ويصبح فيها جسد المرأة مسرحاً للصراعات السياسية والاجتماعية.
لكي ينتقل البشر من مجتمعات المسرح إلى المجتمعات الطبيعية لا بد أن تكون الكوابح الأخلاقية داخلية لا خارجية، يكون فيها الضمير لا المجتمع هو الحاكم والرادع الأول والأساسي.
إن تفكيك الأسس الأخلاقية لمجتمع المظهرية أو المجتمعات الممسرحة لهو الخطوة الأولى للانتقال من حالة المجتمعات المتخلفة إلى المجتمعات السوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسس الأخلاقية للمجتمعات المسرحية الأسس الأخلاقية للمجتمعات المسرحية



GMT 17:50 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

عودة الجغرافيا السياسية: حرب أوروبا

GMT 20:10 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

السم بالتذوق

GMT 20:03 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مراهنات خطيرة في السودان

GMT 19:59 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الحرب الأهليّة في تأويل «حزب الله» لها

GMT 19:55 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية... الحقبة الخضراء

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates