بريطانيا وفرنسا قصة انتخابين
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

بريطانيا وفرنسا: قصة انتخابين

بريطانيا وفرنسا: قصة انتخابين

 صوت الإمارات -

بريطانيا وفرنسا قصة انتخابين

بقلم : أمير طاهري

 

في كتابه «قصة مدينتين»، يستعين الروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز بالثورة الفرنسية خلفيةً للادعاء - الذي لم يُصرح به علناً قط - بتفوق النظام السياسي البريطاني. إليكم دولتين أوروبيتين تقتسمان أصولهما إلى اليونان القديمة وروما، ونشأتا في أحضان الثقافة المسيحية. مع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالسياسة، فإنهما تتصرفان على طرفي النقيض من الطيف.

الدرس الذي يُفترض أن يتلقاه القارئ من رواية ديكنز أنَّ الخلفية التاريخية المشتركة والتقاليد الدينية ليست ضمانة لتشابه الثقافة السياسية.

وسرعان ما ننتقل إلى الأسبوع الماضي، حيث أجرت بريطانيا وفرنسا انتخابات عامة. فالجارتان، الحليفتان لأكثر من قرن من الزمان، عضوان في حلف شمال الأطلسي منذ عام 1949، وعضوان في الاتحاد الأوروبي لعقود، قبل أن تراهن المملكة المتحدة بمستقبلها في الخروج البريطاني من الاتحاد.

اجتذبت الانتخابات العامة التي أجريت الأسبوع الماضي 60 في المائة من الناخبين المسجلين في بريطانيا و65 في المائة في فرنسا، وكانت نتائجهما مختلفة إلى حد كبير. ففي المملكة المتحدة، حصل حزب العمال المعارض على نحو 30 في المائة من الأصوات، لكنه فاز بـ414 مقعداً من مقاعد مجلس العموم البالغ عددها 650 مقعداً، وهو أكبر فوز لأي حزب منذ عام 1997. في الانتخابات السابقة عام 2019، عندما بلغت نسبة الإقبال على التصويت 67 في المائة، حصل الحزب على 32 في المائة من الأصوات، لكنه حصل على 202 مقعد فقط، وهو أدنى مستوى له منذ عام 1935. بعبارة أخرى، فاز حزب العمال بضعف عدد المقاعد وبحصة أدنى من الأصوات.

لكن ما حدث في فرنسا كان مختلفاً. في الجولة الثانية الحاسمة، بلغت نسبة إقبال الناخبين 65 في المائة، وهي الأعلى منذ عقود. وحصل حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على 37 في المائة من الأصوات، وهو أعلى مما حصل عليه حزب العمال في المملكة المتحدة، لكن التجمع الوطني فاز فقط بـ143 مقعداً من أصل 577 مقعداً في الجمعية الوطنية الفرنسية. وحصل الائتلاف اليساري للجبهة الشعبية الجديدة على 180 مقعداً بنسبة 26 في المائة من الأصوات. وتطالب الجبهة الشعبية الجديدة - التي تحتل المرتبة الأولى في عدد المقاعد - بحق تعيين رئيس الوزراء وتشكيل حكومة.

بعبارة أخرى، في كل من بريطانيا وفرنسا قد تحصل على نحو أو حتى أقل من 30 في المائة من الأصوات، ومع ذلك تؤمن لنفسك فرصة لتشكيل الحكومة.

الانتخابات التي يمكن إجراؤها، وفق العديد من القواعد المختلفة، هي إحدى طرق تشكيل الإدارة اللازمة للاضطلاع بتلك المهام. المهم أن جميع المشاركين فيها، بمن في ذلك الخاسرون، يعرفون ويقبلون قواعد العمل. كانت هذه الحال في كل من بريطانيا وفرنسا، حتى عندما لم يكن لغالبية السكان البالغين، بمن في ذلك النساء، الحق في التصويت. واليوم أصبح هذا الإجماع أقوى من أي وقت مضى.

في بريطانيا، يحتاج نظام الحزبين إلى الإصلاح لسببين: أولاً، لا بد من إعادة النظر في التمثيل المفرط لأسكوتلندا في عدد المقاعد. وبعد ذلك، يمكن لحصة من التمثيل النسبي أن تقلص الفجوة بين النسبة المئوية للأصوات المُحتسبة لقاء عدد المقاعد المخصصة. ففي عام 1997، وعد توني بلير باتخاذ إجراءات بشأن هاتين القضيتين، لكنه تراجع عن ذلك.

قد تشهد فرنسا بضعة أسابيع، وربما أشهراً، من المساومات والمداولات قبل تشكيل حكومة جديدة. وباعتبارها الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تتمتع بنظام رئاسي - حيث يُعامل البرلمان غالباً باعتباره سلطة من الدرجة الثانية - فإن فرنسا تحتاج لأن تكون أكثر «أوروبية»، مما يعني ضرورة تطوير نظام سياسي يُنظر فيه إلى تشكيل التحالفات باعتباره فناً، وليس مجرد هفوة أو حتى خطيئة.

لكن الجمهورية الفرنسية الرابعة لم تكن الكارثة المُلِمة المزعومة. ومن المؤكد أن حكومات الجمهورية الرابعة لم تدم طويلاً، لكن الديمقراطية الفرنسية واصلت تعميق جذورها؛ فقد نجحت الجمهورية الرابعة في تضميد جراح الحرب العالمية الثانية، وأنهت مطاردة «المتعاونين»، وأعادت حكم القانون عوضاً عن الانتقام.

وفي ظل الجمهورية الرابعة، انضمت فرنسا إلى حلف شمال الأطلسي، وحافظت على موقفها الذي يتمتع بحق النقض في مجلس الأمن الدولي، وحققت المصالحة مع ألمانيا بعد قرن من العداء والكراهية، ووضعت الأسس للسوق الأوروبية المشتركة، التي تحولت في وقت لاحق إلى الاتحاد الأوروبي. وفي غضون عقد واحد فقط، عادت إلى الظهور لاعباً كبيراً على الساحة الدولية باعتبارها قوة صناعية وعلمية وثقافية كبرى، وثالث أكبر مُصدّر للأسلحة الحديثة في العالم. على عكس الجمهورية الخامسة التي تعتبر السياسة فن الإجماع إن لم يكن التماثل، تعلمت الجمهورية الرابعة فن الوحدة في التنوع.

في ظل الديمقراطية، تكون السياسة أشبه بمطبخ فوضوي صاخب وقذر في كثير من الأحيان، ورغم ذلك فإنه يُنتج الأطباق التي، إن لم تكن دائماً شهية المذاق، فإنها تُحافظ على صحة المجتمع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا وفرنسا قصة انتخابين بريطانيا وفرنسا قصة انتخابين



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates