السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط تجسيد لحال عجز أم تواطؤ
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط تجسيد لحال عجز أم تواطؤ؟

السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط تجسيد لحال عجز أم تواطؤ؟

 صوت الإمارات -

السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط تجسيد لحال عجز أم تواطؤ

بقلم - جميل مطر

ما إن انتهيت من الاستماع إلى خطاب الرئيس بايدن حتى وجدت قلمى يعبث بكلمات مجموعها يشى بسؤال ظل يتردد على امتداد شهور الأزمة فى غزة. تردد السؤال على لسانى فى حضرة زملائى وأصدقائى وردده قلمى فى عديد ما كتب. الموضوع يتعلق عموما بالسياسة الخارجية الأمريكية. أما السؤال فمحدد المكان والزمان والمسألة، إذ هو يبحث فى، أو يسعى لمناقشة حقيقة موقف أمريكا فى أزمة غزة. رحت على امتداد الشهور الثمانية، وفى كل موقع ساقتنى إليه ظروف الكتابة أو الصداقة أسأل زميلًا بعد زميل وخبيرًا بعد خبير سؤالًا، لا يتغير إلا فى الصياغة، عن موقف أمريكا إزاء تطور أو آخر فى سيل تطورات أزمة غزة، أسأل إن كان الموقف الأمريكى يعكس حال تواطؤ أم حال عجز؟
• • •
كم مرة وقفنا مشدوهين، وفى مرات غير مصدقين، أمام موقف لأمريكا فى علاقتها بإسرائيل سمعناه أو رأيناه أو عانينا ما عانينا بسببه. تراوحت المواقف بين درجة قصوى من الإفساد بالدعم المادى المبالغ فيه، ودرجة دنيا من العتاب أو التأنيب والتهديد غير الصادق بقطع الإمداد بالسلاح، وبينهما درجة وسطى من التحريض وممارسة الوقيعة بين أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلى، وبين حكومات الدول العربية. حقيقة وبعيدًا عن المبالغة أؤكد أننى خرجت بانطباع واثق أن الأكثرية بين المنغمسين فى السياسة الخارجية الأمريكية ممن قابلت أو اتصلت بهم تعتبر الولايات المتحدة «طرفًا ثانيًا من الخارج» فى صراع الشرق الأوسط، طرف ممارس للصراع تارة بأسلحته وأغلب دبلوماسييه وإعلامه ومتطوعين أمريكيين وتارة ببعض دبلوماسييه يشاركون فى تحريك أو تسيير أو ضبط مساعى الوساطة التى تمارسها منذ زمن دول فى المنطقة. هو الوسيط بين المتحاربين وفى الوقت نفسه هو صاحب الرأى والتوجيه بأن المقاومة الفلسطينية، منذ نشأتها ثم بقيادة أبوعمار وحتى التوقيع على أوسلو، حركة إرهابية وكان، وما يزال، يفضل أن يعامل أفرادها كإرهابيين.
• • •
عشنا وأنا شخصيًا من بين من عاشوا، مرحلة فى السياسة الدولية كانت أمريكا تأمر فتطاع، وحين لا تكون الطاعة واجبة أو ممكنة حلت المراعاة الدبلوماسية الذكية أسلوبًا وسياسة محل الطاعة العمياء. لم نكن نسأل فى تلك الأيام إن كانت أمريكا عاجزة، فأمريكا التى عرفناها بعد الحرب العالمية كانت، حسب كل المعايير، الأقوى. لم نتصور، رغم اتساع مجال الخيال وتأثير أيديولوجيات المرحلة أن يومًا سيأتى يمكن أن تصبح فيه أمريكا قطبًا عاجزًا.
• • •
كنا نسأل إن كانت متواطئة مع إسرائيل، فالتجارب جميعها باستثناء واحدة فى حرب السويس عززت اتهامنا لأمريكا بالتواطؤ. كانت دائمًا طرفًا ثانيًا معززًا لإسرائيل والدليل المبكر رد فعلها الصامت لقصف إسرائيل لسفينتها للتجسس ليبرتى، ودليلنا الثابت فى مصر فى حرب العبور عندما أمر كيسنجر بتجييش جسر جوى لإنقاذ جيش إسرائيل فى سيناء فغير مجرى الحرب والصراع وأعاد صنع مشهد قريب إلى ما فعله فى حرب فيتنام ليفرض صلحًا من صنعه.
• • •
بعد سنوات غير قليلة، وبالتقريب عند أواخر القرن الماضى، خرجت الولايات المتحدة من قطبيتها الثنائية لتهيمن على النظام الدولى قطبًا أحاديًا. هنا فى إقليمنا استمر التواطؤ مع إسرائيل وفى الوقت نفسه بدأ، ولم يتوقف انحدار القوة النسبية الأمريكية. عندئذ لم يعد ممكنًا الاكتفاء بالتواطؤ صفة لسياسة أمريكا تجاه الصراع فى الشرق الأوسط إذ حل معه وإلى جانبه العجز الواضح فى قوة أمريكا النسبية، وفى هيبتها ومكانتها الدولية، صار التساؤل عما إذا كانت أمريكا تتصرف فى الشرق الأوسط مدفوعة فقط بتواطؤها مع الصهيونية العالمية وإسرائيل أم أيضًا بضعفها المتزايد ومكانتها المنحسرة وهيبتها المنقوصة أم بكلها مجتمعة.
• • •
بعد غضب طويل ومكبوت تحرك فصيل من فصائل المقاومة العربية ليعلن رفضه تدهور حقوق الفلسطينيين ضمن سياسات الخضوع للأمر الواقع. مع هذا التحرك، أو بسببه وفى أعقابه مباشرة، نشبت حرب جديدة ضد الفلسطينيين فى الضفة وغزة. منذ يومها الأول تأكد التساؤل عن التواطؤ الإسرائيلى الأمريكى المصحوب بالعجز الأمريكى. ذهب نتنياهو إلى نيويورك قبل أسبوعين من معركة غلاف غزة. وقف هناك على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة حاملًا خريطة تحمل إجابة مبكرة جدًا جدًا على سؤال حير وما زال يحير الدبلوماسية فى كل مكان، إنه السؤال ذائع الصيت عن اليوم التالى لحرب وحشية ورهيبة لم تكن بدأت. كانت الإجابة الصهيونية المعدة سلفًا صريحة وزاعقة. لا مكان فى الشرق الأوسط لدولة فلسطينية.
• • •
أثار انتباهنا، وقد يقال لاعوجاج فى تفكيرنا نحن العرب، حدثان. أثار انتباهنا إعلان رئيس الديبلوماسية الأمريكية فى أول زيارة له للمنطقة بعد معركة غلاف غزة أنه يأتى كيهودى. لم نقدر الظرف أو نقرأ المستقبل، أو أنه هو الذى لم يقدر الظرف بدبلوماسية لائقة. إذ حدث بعد زيارته بأيام، والمنطقة تتوقع حربًا من إسرائيل ضد المقاومة أو ضد شعب فلسطين فإذا بنا عربًا وفلسطينيين وأغرابًا يفاجئنا جو بايدن بصفته رئيس أمريكا والقائد الأعلى لقواتها المسلحة ينزل ضيفًا على إسرائيل ليشترك فى اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلى، ويخرج منها وهو يبارك خططه وأعماله، وبعضها أذهل العالم بوحشيته وكشف عن همجية من خطط ومن قرر ثم من نفذ.
• • •
تأكد لنا، ونحن على بعد أيام معدودة من موعد نشر هذه السطور، امتزاج التواطؤ بالخديعة وانكشف دور للتنظيم الصهيونى العالمى فى عمليات كبت الحريات وتكميم أفواه المثقفين والكتاب الذين خرجوا من صمت طويل لدعم مواقف المتعاطفين مع المقاومة الشعبية الفلسطينية. آفاق العالم «الحر» على حقائق جديدة. أفاق على بوادر انقسامات جديدة داخل أوروبا، القارة التى لا تهدأ ولا تتوقف عن ابتداع الخصومات وتجديد الانقسامات. رأينا الحلفاء غير واثقين من سلامة وصحة وكفاءة بعض قادة الحلف الغربى، الحالى منهم والقادم. صارت التهديدات بالنووى خبرًا عاديًا بعد عقود من التحريم. عادت إفريقيا الغنية بالثروات المعدنية ساحة تصادمات وسباقات ومرتزقة من كل نوع ولون. روسيا لم تنهزم بعد من خارجها ولا من داخلها بل وتعلن خططًا جديدة لتوسيع حيز الحرب الأوكرانية. الصين انتقلت إلى مرحلة تثبيت صعود متعدد الجبهات والقوى الناعمة كالصلبة على حد سواء. الهند، القوة السكانية الثانية فى العالم، اكتشف فيها مثقفوها أن الغرب أقدم بنوايا مبيتة على التضحية بديمقراطيتها على طريق تعزيز إمكانات نظام مغامر وعنصرى ومهووس بمبدأ عبادة الفرد وبأوهام الأساطير.
• • •
هنا، فى الشرق الأوسط، لم يعد خافيًا أن ما تعارفنا عليه كنظام إقليمى عربى، دخل حالة «إعادة نظر». تعددت الأطراف الإقليمية الأخرى المتدافعة لحجز موقع لها قبل أن يصعد ويملؤه طرف عربى أو آخر. الاقتناع سائد بين النخب السياسية فى بعض عواصم تلك الأطراف بأن العرب لم يحسنوا التصرف عندما آلت إليهم قيادة شئون منطقتهم واحتكار النفوذ فيها بعد الحرب العالمية، وأنه ربما آن، فى نظرهم، أوان إقدام طرف إقليمى أو آخر من خارج المنطقة العربية على استعادة زمام القيادة من العرب. ما فعله نتنياهو وجماعته وما يزمعون الاستطراد فيه ليس بعيدًا عن هذا التصور. فى الوقت نفسه راحت أمريكا بمساعدة إنجلترا تعزز مواقع لها احتلتها منذ كانت قطبًا مهيمنًا، تسببت من خلال هذا التعزيز فى «تفسيخ» أقطار عربية وأقامت قواعد عسكرية وتنظيمات ميليشياوية تحمى بها بقايا إمبراطوريتها ومصالح حلفائها وبخاصة إسرائيل وسط محيط هادر بأمواج التغيير.
• • •
كثيرة هى عناصر التغيير الفاعلة حاليًا فى الشرق الأوسط ولن يفلت من فداحة آثارها ومن عواقب اصطدامها بثوابت ومتغيرات الواقع إلا من أحسن تعريفها وحدد بدقة متناهية زمن وقوعها واستعد لها داخليًا وخارجيًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط تجسيد لحال عجز أم تواطؤ السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط تجسيد لحال عجز أم تواطؤ



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates