في حديقتي وردة حمراء ولكن عنيدة وطموحة
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

في حديقتي وردة حمراء ولكن عنيدة وطموحة

في حديقتي وردة حمراء ولكن عنيدة وطموحة

 صوت الإمارات -

في حديقتي وردة حمراء ولكن عنيدة وطموحة

جميل مطر
بقلم - جميل مطر

عشت معظم سنوات حياتى أحلم بالسكن ولو مرة فى بيت بحديقة. كثيرة كانت الأسباب والظروف التى حالت دون تحقيق هذا الحلم. كان من بين الأسباب وجوب الوجود على مقربة من وسط المدينة حيث كانت ظروف العمل الدبلوماسى تحتم ذلك، ففى النهار نعمل بالسفارة ونتواصل مع ديوان وزارة الخارجية وفى المساء تحتفل السفارات بأعياد بلادها القومية ومناسبات أخرى ومن واجبنا مشاركتها احتفالاتها. جاء وقت تحررت واجباتى الوظيفية من هذه الالتزامات وتمكنا، كما حدث خلال فترة إقامتنا بتونس، فسكنا بيتا فى الضاحية. تشاء الظروف أن صاحب المسكن اختار أن يجعل الفضاء المحيط بالمبانى لوحة رائعة من أشغال الفسيفساء التونسية تتسع لضيوفنا جلوسا وتمشية. أنستنا اللوحة حلم الحديقة لسنوات خمسة قضيناها فى هذا البلد الجميل.
• • •
رحلت زوجتى إلى بارئها فى رحلة طويلة. عندئذ أصرت الابنتان، نسرين وداليا، على ضرورة انتقالى لأكون بجانبهما فى ضاحية جديدة من ضواحى القاهرة. اختارتا لى مسكنا بحديقة لأقيم فيه، أنا الرجل الذى تقدم به العمر والجاهل تماما بأمور البستنة زراعة أو تجميلا. بذلت جهدا للتعلم وجهدا أكبر للتعويض عن سنوات خيبة أمل فى أن يتحقق حلم عمرى. لم أفلح إلا قليلا. ففى نهاية عامين من الجهد المنفرد فى حديقة هذا البيت اكتشفت بالصدفة المحضة أن وردة بدت لى يتيمة تقف منحنية فوق غصن ضعيف رفض أن يرتفع كثيرا عن الطين الذى خرج منه. فرحت بها وخفت عليهما. أذكر أننى لم أترك ضيفا أو ضيفة إلا وطلبت منه أو منها تصوير وردة تقف على قمة غصن قصير رافض الاستقامة أو عاجز عن تحقيقها. خفت على الوردة. رحت أسأل ضيوفى إن كنت قصرت فى رعايتهما، هى وغصنها الرهيف. طلبت المساعدة. فشلت كل محاولاتى ومحاولات المساعدين والداعمين على حد سواء. نشرت صورا للوردة على صفحتى على أمل أن يلاحظها متعاطف يتفهم ويقدر. أصابنى إحباط شديد، أهذا ما أستحقه بعد صبر السنين، زهرة لا تراها عيون زوار حديقتى المتواضعة إلا بإرشاد وتوجيه.
• • •
شجعنى الإحباط. فبالرغم من محبة متبادلة مع جيرانى، ورغم خفة ظل المسكن من الداخل طلبت من ابنتىّ استئناف البحث عن حديقة مناسبة مرفقة بسكن ملائم فى الضاحية نفسها التى شهدت أول حبى لسكن الضواحى. زرت عشرات الشقق قبل أن أستقر على واحدة بحديقة واسعة وإيجار معقول. مر عامان من الرضا، أهتم بحديقتى فترد اهتمامى بخضرة منعشة وحضن حانٍ. لا أكثر!!.
رجل عاش يحلم. رجل مثل غيره من البشر الذين لا يشبعون من الحب حتى وهم فى الحب غاطسون. حديقتى الجديدة لم تبخل على صاحبها بجمال أو أناقة ودلال. مرة بعد أخرى تجدد له أوراقها. استعانت الحديقة بالطبيعة وعبقريتها لتجعل الأخضر ألوانا ومذاهب حتى لا أضيق أو أملّ. أبدعت فى أحيان حتى رحت، وأنا بالخيال الخصب مغرور، أظن أنها ربما صارت تبادلنى الحب. وبعين لا تشبع وقلب لا يرتوى رحت أظن أننى أستحق المزيد.
• • •
جاء شتاء زمهريرا فالسماء غاضبة بالصوت والضوء معا والبرد قارس والرياح شديدة. خرجت أودع ضيفتى وأنا أسرع أمامها الخطى. كنت على وشك أن أفتح لها باب الحديقة عندما سمعت آهة عميقة تلتها آهات أخرى عديدة. التفتت خلفى لأجد صديقتى تقف متسمرة خلف سور الحديقة. عدت إليها أنبهها إلى خطر أن يصيبها المطر مع الرياح بالبرد فوجدتها تشير إلى السور. نظرت ولم أرَ ما يلفت النظر، رأيت أوراق شجر السور كثيفة لتؤدى وظيفتها المعتادة، وهى تعتيم الرؤية من الناحيتين.
• • •
قالت تعال، «اقترب، وسترى العجب». اقتربت فهالنى ما رأيت. رأيت برعما تفتح كاشفا عن وردة تسعى لتخرج من إسار أسوار الحماية التى أقامها مجهول ليحول دون خروجها فى هذا الجو اللعين. صديقتى سألتنى هامسة إن كنت تعلمت كيف أحمى وردة وهى غضة تقاوم الأسر والمطر والريح، كله فى آنٍ. أجبت على السؤال بسؤال العاجزين، «وما الذى دفعها إلى الخروج فى غير موعده وبغير استعداد كافٍ وحراسها غير مدربين على حراستها ضد جحافل أشرار لا يرحمون». ليس هذا وقت التأنيب أو التحذير، قالت ضيفتى فى لهجة الوعيد والتهديد، وأضافت «إنى راحلة قبل أن أصبح طرفا متواطئا فى عدوان صارخ على جنين يناضل ليولد».
• • •
غريب تاريخ هذه الوردة. خرجت من داخل غلاف حمايتها ولم ينتهِ الشتاء. لم أفارقها. أستيقظ وأخرج إليها قبل أن أستكمل أداء واجبات ما بعد الاستيقاظ. أقضى معها وقتا ممتعا. أراها، أو أتخيل أنى أراها، تفسح لنفسها ولنضوجها طريقا بين أغصان وأوراق السور الكثيفة. تسعى نحو هدف أو أهداف لم تكشف لى عنها. راقبتها ولكنى لم أغفل متابعة هذا الغصن الذى حملها وتحملها. رأيته، وأظن أننى لا أبالغ كثيرا إن قلت إننى كنت أقيس بمعايير الخيال كل زيادة فى سمكه، أقصد عضلاته وفروعه التى راحت تزيد مع كل يوم يمر.
• • •
جاء الربيع ومعه تضاعفت متعة مرافقة وردتى، نعم وصرت لمجرد المرافقة أستحق شرف تبنيها. استمرت تصعد متربعة فوق غصنها العنيد. فهمت أنها طول الوقت منذ تفتح برعمها كانت تسعى للاتصال بالشمس، بضوئها ودفئها. كانت فى حرصها على الاقتراب من الشمس أشبه بصلاة مخلوق صوفى حريص على الاقتراب من خالقه.
• • •
عقبت الصديقة رفيقتى الحريصة على مراقبة وردتى بتأكيد ظنها أن خالق الوردة يساهم فى عملية صعودها، هو من ناحيته يمد لها يدا لا نراها. لم تصدق ضيفتى، كما كان صعبا أن أصدق أنا نفسى أن الغصن الصاعد باستمرار يعتمد فقط فى صعوده وصموده على إرادة الوردة، إرادة تشتد مع الوقت صلابة وعنادا. إرادة لا تلين. جاء وقت قررنا، صديقتى وأنا، إحضار سلم خشبى يستعمله عمال البساتين لتقليم الأشجار لنقيس طول الغصن الغريب، لنتأكد من أن الوردة صاحبة الحمرة القانية صارت على بعد أربعة أمتار من الأرض. خرجت من تحت السقف الذى قررته الطبيعة لها ولغيرها حدا أقصى لا تتجاوزه مختلف زهور ونباتات الزينة. تجاوزته وراحت تصعد فى الفضاء بفضل غصن أمين وحنون، صعدت كالصاروخ.
• • •
سعت وردتى الحمراء الجميلة نحو هدف غير ممكن. شاءت فى الشتاء أن تعانق الشمس، وعلى الفور بدأت رحلة صعودها نحو هدفها تحت وابل المطر وظلمة السحب وهياج الأعاصير. بشموخها وصدق طموحها تغلبت عليها جميعا وواصلت الصعود. هنيئا لها، ولى، بما فعلت وما حققت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في حديقتي وردة حمراء ولكن عنيدة وطموحة في حديقتي وردة حمراء ولكن عنيدة وطموحة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates