بقلم : دكتور زاهي حواس
اكتشفنا في المقال السابق لنشأة هيوارد كارتر، اكتشف مقبرة الملك توت عنخ أمون سنة 1922. ووصل إلى مصر وعمله رساماً للآثار بالبعثة الإنجليزية في المنيا، على الرغم من أنه لم يتمكن من الحصول على أي تعليم نظامي، لأنه تمكن من رؤية النظر الإنجليزي كان إنساناً غير متعلم من بيئة حالم مختلفة يستطيع أن يعرف بنفسه. فعندما تتحدث كارتر عن نفسه قال: «علمتني الحياة».
كان مجيء كارتر إلى مصر رابعة مميزة من السيدة إمهارست زوجة الرب في عالم الآثار إمهارست، الذي كان يقتني الكثير من التأثيرات الفرعونية، واليات. ولم يكد كارتر يكثف كثيرًا في مصر حتى تمكن من الحصول على وظيفة مفتش الصدمة، في الوقت الذي كانت فيه الآثار الضارة في مصر تدار عن طريق الفرنسيين. ولكن حدثت حقيقة مؤسفة في يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1905 طارئت هيوارد كارتر لتقديم استقالته بعد أن تعارك بأميدي هو وحراس جبانة سكارة مع مجموعة من الفرنسيين السكارى وأوسعوهم ضرباً. وعاش كارتر أياماً عصيبة ومن أن يعود إلى بلده واستمر في مصر، بل عادي إلى الأقصر ليسكن ببيت أحد الفلاحين بالإيجار ليقتصد في ويعاود أنشطته القديمة في رسم وبيع اللوحات. العثور على سبب أن بقاء كارتر في مصر هو إيمانه أن مصر بآثارها هي التي تمكن منه إنساناً ذات قيمة في الحياة، ويعتقد لو تركها وعاد إلى لندن ويحيا ويموت مجرد رسم متواضع، فلم يتمكن حتى بمهارة أبيه أو أخيه وكارتر!
خلال فترة بالأقصر تعرف كارتر إلى تيودور ديفيز الثري الأمريكي المغامر، الذي عشق الآثار المرغوبة على حق الحفر في وادي الملوك ومناطق أخرى. وتعمل تحت إمرته الكثير من التأثيريين والعديد منهم كارتر. ولكن لم يعجب أي منهم بالآخر ربما نتيجة لاختلاف طباعهما.
ولم يمر الكثير من الوقت حتى يلتقي كارتر مع اللورد الإنجليزي كارنارفون ليبدأ الفصل الحاسم في حياة كل منهم والذي خلد اسميهما في التاريخ محددا مكتشفَي ومموّلَي كشف عن كنز مقبرة توت عنخ أمون. المجموعة الحديثة من الأحداث الكشف عن المقبرة هناك مهمة حقيقية محورها تعريف من هيوارد كارتر عندما كان يجتمع للمفتشين إلى السيدة إمهارست التي ساعدته في بداية حياته كما ذكرنا. وفي الخطاب يطلب منها كارتر أن الجامعة اللورد إمهارست أن الحكومة المصرية تضع ثقافتها فيه وكلفته قوانين خاصة بحماية الآثار! وقد شدد لها كارتر أن هذا المطلب سري ولا ينبغي أن يعلن! ولذلك أؤكد أنه لا يوجد دليل على الحقيقة أن مانشيته كارتر قد حدث بالفعل، أن مقترحات بالقوانين الخاصة بالآثار تأتي من الإدارة الآثار المترتبة عليها الفرنسيين إلى مجلس النواب المصري، وليس هناك سبب للأمر سراً، ولو أن كارتر كان يفهم القانون المصري الخاص بالآثار ما كان ليحارب الحكومة المصرية من أجل أخذ كنوز توت عنخ أمون إلى الكامل. فهل كان كارتر يكذب على السيدة إمهارست؟ أعتقد أن الإجابة: نعم!
في 4 نوفمبر عام 1922 تم اكتشاف اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ أمون بوادي الملوك على يد هيوارد كارتر وبتمويل من اللورد كارنارفون. انضم فصل مرير من الصراع على الكنز المكتشف! ولكن قبل أن نخوض في هذا الصراع سنتعرض في المقال القادم إلى التفاصيل والأحداث التي يتم كشفها عن الجزئين الذهبي توت عنخ أمون.