وما مشكلتكم مع الخرطوم
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

وما مشكلتكم مع الخرطوم...؟!

وما مشكلتكم مع الخرطوم...؟!

 صوت الإمارات -

وما مشكلتكم مع الخرطوم

بقلم: عثمان ميرغني

في مؤتمره الصحافي الذي عقده نهاية الشهر الماضي وخصّصه للحديث عن مشاكل الاقتصاد السوداني في ظل الحرب الراهنة، طرق وزير المالية السوداني الدكتور جبريل إبراهيم موضوعاً مثيراً للجدل والشجون، ألا وهو تفكير البعض في عاصمة بديلة عن الخرطوم. صحيح أنَّ الأمر لم يواجه بعاصفة من ردود الفعل في هذا التوقيت لأنَّ الناس مهمومون ومشغولون بتحديات الحرب التي قلبت حياتهم رأساً على عقب.

قال الدكتور جبريل إبراهيم إنَّ الحكومة تدرس خيارَ بناء عاصمة جديدة، وبرَّر لذلك ببضعة أسباب يمكن إيجازها في الآتي كما وردت في سياق حديثه:

- الدمار الذي أصاب الخرطوم جراءَ الحرب الراهنة وباتت تحتاج إلى بناء وإعمار.

- تقليص الظل الإداري، بمعنى أن تكون العاصمة الإدارية في مكان آخر، هو العاصمة البديلة غير معروفة المكان حتى الآن. أمَّا الخرطوم فيمكن اتخاذها عاصمة تجارية، على رأي الوزير.

- بناء عاصمة جديدة سيكون لخلق فرص وظائف وتحقيق التنمية المتوازنة في السودان.

الغريب أنَّ الوزير عرض هذا الأمر المثير للجدل، الذي يحتاج إلى موارد ضخمة، في الوقت الذي قدَّم فيه صورة قاتمة للاقتصاد السوداني في ظل الحرب قائلاً إنَّ الدولة خسرت 80 في المائة من إيراداتها، وإنَّ الاقتصاد انكمش بنسبة 40 في المائة بنهاية العام الماضي، والنسبة مرشحة للزيادة، بينما الجنيه السوداني واصل انهياره المريع حتى بلغ 1200 مقابل الدولار الأميركي.

اقتراح عاصمة بديلة ليس واقعياً لأسباب كثيرة، منها أن بناء عاصمة جديدة أمر مكلف، ولا موارد للحكومة لتمويله، في وقت ينبغي أن توجه الطاقات والموارد لأولويات أخرى، في إعادة إعمار ما دمرته الحرب. فبناء عاصمة جديدة يعني بناء وزارات ومؤسسات حكومية جديدة ومرافق أخرى كلها تحتاج إلى بنية تحتية مكلفة، وموارد كبيرة لا تتوفر للسودان في هذه الظروف. كما أنَّ مشروعاً كهذا يحتاج إلى عدة سنوات لإنجازه حتى إذا توفرت له الموارد، والبلد لا يمكن أن يبقى بلا عاصمة في انتظار حلم عاصمة بديلة بعيد المنال.

وعندما يقال إنَّ الخرطوم لرمزيتها يمكن أن تبقى العاصمة التجارية، بينما تنتقل العاصمة الإدارية إلى موقع جديد، فإنَّ ذلك يعني أنَّ على الحكومة إيجاد تمويل لعاصمتين؛ واحدة جديدة تماماً بكل مبانيها ومرافقها وبنيتها التحتية، والأخرى القديمة التي تحتاج إلى عملية إعادة بناء وإعمار ضخمة بعد ما عانته من تدمير في الحرب. هذا بالتأكيد تفكير خيالي في بلد ليست لديه الموارد المالية الكافية لا في هذه الظروف الراهنة ولا حتى قبلها.

إعادة بناء الخرطوم ينبغي أن تكون الأولوية، لا بناء عاصمة بديلة. فحتى إذا استبعدنا العقبات المالية واللوجيستية لمشروع العاصمة البديلة، فإنَّ الخرطوم لا يمكن تعويضها أو استبدالها، لا من حيث موقعها المتفرد على ملتقى النيلين الأبيض والأزرق، ولا من حيث مكانتها ورمزيتها كعاصمة قومية. أضف إلى ذلك أنَّ إعادة بنائها ستكون خطوة نفسية ورمزية مهمة لبدء تعافي البلد من كارثة الحرب.

المسكوت عنه في موضوع عاصمة بديلة أنَّ هناك بعض السودانيين لا ينظر إلى الخرطوم كعاصمة قومية، بل يراها من زاوية الحديث المشوه عما يسمى دولة 56 و«دولة الجلابة والشماليين». بلغ التطرف، والتفكير المشحون ببعض هؤلاء، إلى حدّ الرغبة في «محو الخرطوم»، ولو بتدميرها، وهو ما سمعناه للأسف في بعض التسجيلات، أو رأيناه عياناً بياناً في التدمير الهائل الذي حل بها خلال الحرب الراهنة؛ فمنذ اندلاع القتال حدث تدميرٌ ممنهجٌ لكل مقومات الحياة في العاصمة، مع ممارسات انتقامية ضد المواطنين. أُجبر الناس على مغادرة بيوتهم التي نُهب ودُمر أكثرها، واحتل المسلحون أعداداً منها. تعرَّضت المصارف لعمليات نهب منظَّمة من قبل عناصر «قوات الدعم السريع»، وهو نهب امتد إلى المحلات التجارية، ولم تسلم منه حتى الصيدليات. نُهبت أيضاً الشركات والمؤسسات العامة، ودُمّرت المصانع وسُرقت المواد المخزنة وجرى تفكيك الماكينات أو تخريبها، وهي أعمال شاركت فيها أيضاً مجموعات ممن يُسمَّون أهلَ الهامش، أي ممن نزحوا من مناطق أخرى تشكو من التهميش، وعاشوا على الأطراف في هامش المدينة.

وإذا كان الدمار الراهن في الخرطوم تتحمَّل مسؤوليته الأكبر «قوات الدعم السريع»، فإنَّ هناك حركات مسلحة أخرى في دارفور وغيرها شحنت عناصرها بمشاعر عدائية ضد الخرطوم كعاصمة وضد أهل الشمال، واستخدمت هذا الشحن جزءاً من خطابها السياسي، وأداةً للاستقطاب والتجنيد. وهناك مقطع فيديو كان قد انتشر على نطاق واسع في المواقع السودانية قبل بضع سنوات للدكتور جبريل إبراهيم ذاته، وفيه يخاطب أحد مقاتلي حركته، «العدل والمساواة»، الذي كان يهتف منادياً بتدمير الخرطوم وعماراتها، وقال له: «العمارات هذه لا تدمروها... شيلوها (أي خذوها)».

الدكتور جبريل إبراهيم ربَّما كان يتحدَّث وقتها كزعيم حركة مسلحة، بينما يتحدَّث اليوم كوزير للمالية، في ظل ظروف اقتصادية صعبة ودمار هائل سببته الحرب في مناطق واسعة وولايات مختلفة، من بينها الخرطوم. وبغض النظر عن أي طروحات اقتصادية ومالية عن جدوى أو عدم جدوى التفكير في عاصمة جديدة بدل التفكير في إعادة بناء وإعمار الخرطوم، فإنَّ الموضوع يبقى شائكاً من نواحٍ كثيرة. فحتى في الدول التي نقلت عواصمها كان الأمر موضع جدل واسع، من جوانب اقتصادية ومالية، أو من جوانب عاطفية وتاريخية، أو منطقية مجردة من الأهواء السياسية.

وفي الحالة السودانية، فإنَّ الموضوع سيكون أعقد بكثير، لا من ناحية توفير موارد مالية غير موجودة، وإذا وُجدت فإنَّها مطلوبة في أشياء أهم في فترة ما بعد الحرب، بل أيضاً لأنَّ النقاش عن نقل العاصمة لن يكون مجرداً من غشاوة الكلام المستمر عما يسمى دولة 56، وعن هامش ومركز.

الحقيقة أنَّ الخرطوم البوتقة التي تنصهر فيها كل مكونات السودان، وإعادة إعمارها، لا تهميشها أو محوها الأمر الصحيح والمطلوب، في الوقت الذي نبحث فيه عن المعالجات المطلوبة لبناء وطن سليم من كثير من التشوهات الموروثة أو المفتعلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وما مشكلتكم مع الخرطوم وما مشكلتكم مع الخرطوم



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates