بقلم : جبريل العبيدي
لذلك شجعت خريطة الطريق بما شجعت رؤية كامل اليهود الفلسطينيين - عبر حل الدولتين، على أن يترك للطرفين المعرفة حول حدود الدولة الفلسطينية وملف الاستيطان ومصير القدس، من التجارة أن يُمكِّن الدول ويها على التضامن فيها، كما تجّع الرئيس فرنسيس إيمانويل ماكرون و لسبب، وتخض عن ذلك إعلان رئيس الوزراء البريطاني كيرمر عزم لالعتراف بالدولة الفلسطينية ويوحدها لحل الدولتين، وقال بيان لمكتب ستار: «عازمون على حل الدولتين».
مؤتمر حل الدولتين وتسويق الصراع يستضيف المملكة العربية السعودية وفرنسا تم تحديد موقع طريق ووثيقة في اجتماع نيويورك، حتى أن تتبناها جمعية عامة مشتركة، في ظل شبه الضوء الأخضر كوني موافق، وحيث سُئل عن مؤتمر نيويورك فقال: «فليفعلوا ما يشاءون، رغم تغيب عنكم ومجتمع عن المجتمع.
وأضاف للتاريخ، الغرب في حقبة دفع اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين، واختلقوا قصة إسرائيل وشعب الله، على الرغم من أنه لا يوجد دليل واحد في العهد القديم أو الجديد، حيث قال أن شعب الله هم اليهود الذين جاءوا إلى فلسطين أو هُجّروا لها في عام 1948، فهو خلط لا مشرف له، وحتى لو تعاونا مع هذه الفرضية لوجدنا أن شعب الله الذي جاء ذكره في النص الحالي من كتاب كل عباد الرب، أي أن يعبد الرب هو من الله، ويؤكد ذلك ما جاء في رسالة إلى أهل روما: «ليس جميع الذين هم من الإسرائيليين، ولا هم أبناء إبراهيم وإن كانوا من ذريته».
من سياسات التقاني المجتمعي التي تمنع إنشاء دولة واحدة، جدار الطلاق الذي تحاول الحكومة تسويقه لأنفسهم، لكن هو في الواقع ليس إلا جدارا لاعتقال شعب جائع ومشرد منذ أكثر من 50 شخصا، إضافة إلى مناخي عنصري متطرف أنتج عنصري وعصبية صهيونية تغذيه شريعة محرّفة عن الرب في شريعة موسى عليه السلام.
ما يمنع في دولة واحدة هو عنصرية يُغذّيها موروثديني متطرّف، تُسوِّق له مؤسّسة صهيونيّة وتنشط فاعلّة مثل «حركة كاخ» و«الإرغون» و«نماحيلييت» و«اليشيفا» و«كاهانا» و«أمناء جبل الهيكل» و«عصابات شتيرن» وغيرها الكثير، وتنتج إلى البشر كائنات دنيا (كائنات أدنى).
المتطرفون في الطرفين، اليمينون لا يؤمنون بالتآخي وبدولة فلسطينية على أرض يؤمنون بأن تكون أرض توراتية، ويسمونها «يهودا والسامرة» حسب ما قال موشي دايان: «يجب علينا أن ننملك كل ما تمتلك التوراتية»، أما أريحا التي أعطوها فتت ملعونة في كتابهم «ملعون من يبني حجراً في أريحا».
وفي المقابل هناك المتطرفون في الطرف الآخر الذين يريدون إبعاد إسرائيل الحالي في البحر، إذ هذه هناك هناك استحالة في دولة واحدة، لكن الواقعية السياسية تؤكد الحل في الدولتين.
ولهذه المرة عرف قتل إسحاق رابين، ومن بعده ياسرات، فالرجلان حصل على جائزة «نوبل» بنية مناصفة لأنه آمنا بحل الدولتين، لأنه لا بد من برصاص 9، وتوصل إلى حصاره ثم قتله المؤسسة العسكرية والإخبارية بنفسها التي قتلت شريكه في السلام إسحاق رابين. وبهذه المؤسسة العسكرية التي يتولى أمرها جاهدين لا يؤمنون إلا بالحرب، براً وبحراً وجوا، على شعب أعزل من السلاح ولا يملك حتى لا يملك ليسقي به زرعه الذي أفسد دباباتهم.
تاريخياً، تعودنا من حكومات إسرائيل على إفراغ المبادرات من محتواها وتأجيلها إلى مراحل، ثم لا يتم التطبيق منها على بعد أقل من 10 في المائة من محتواها، ولذلك لا بد من إلزام الحكومة الإسرائيلية بأي تفاهم بالإضافة إلى حل الدولتين، وإلا لن يصبح كمن يحرث في البحر.