في العين  الزمن الجميل يتألق بفرجانه

في العين ..... الزمن الجميل يتألق (بفرجانه)

في العين ..... الزمن الجميل يتألق (بفرجانه)

 صوت الإمارات -

في العين  الزمن الجميل يتألق بفرجانه

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

تلك الجدران المتعانقة كأنها العناقيد، ترقبك بود، وترصد خطواتك وأنت المتأمل ترنو إلى الطير المحدق في أرجائها، فيسطو على قلبك برفرفة تبدع في سخب الروح، وما بين الجدران هناك صورة لوجه كان بالأمس يشذب أضلاع الشجرة النابتة عند باب المنزل الخشبي، وهي تطل على العالم بحنين إلى الجذور، ولوعة في الصدر إلى زمن ما كان يرفل بثوب (الأطلس) الأخضر اللامع، كان ببراءة الناس الذين عشقوا رائحة تراب العين، وعبق الأزقة المعشوشبة بهديل الصغار الذين يلوبون المكان كأنهم العصافير المتدفقة وعياً بحب الأرض، وعند الأبواب المشرعة، كما هي الأفئدة النقية هناك تبدو العيون السود ببريق العفوية، تدنو من شقة في الباب الموارب، وتتأمل كيف تمر الأرواح عبر ثقوب الحياة، وكيف تتناسق النفوس وهي تسطر آيات الانسجام، ولحظات التنوير الحقيقي.
في العين يبدو الزمن يتحرك بشكل أفقي، ما يجعله في أتم ريعانه، ولم تفلت منه لحظات الإشراقة الفضية، الزمن كما هو لم يزل يحتفظ بعطره ولون جدرانه، وكذلك صمت ذلك الزقاق، والذي بدا ككاهن يتلو لمريديه المعنى في التبتل والمغزى في التخلص من شطط الأفكار الغاضبة، والمشاعر الملوثة بالغبار.
في العين لم تزل المرايا نقية كما هي وجوه الناس، وفي العين حالة استثنائية من بديع لغة الطير، وأيقونة الأشجار التي وقفت متلاصقة وكأنها تهمس لبعضها عن سر البقاء سموقاً، وعن أسباب احتفاظ الرمل بلونه الذهبي، وعن كينونة المساحة الخضراء التي سكنت المكان في هدأة الليل، وظلت تهدهد الأعشاش بحنان الكائنات اللطيفة، ومخلوقات الطبيعة الهيفاء.
هكذا يبدو وشاح العين، كأنه الطوق على عنق عذراء، وكأنه النطاق عند نحر من سترها في هيبة المعاني على محياها، واحمرار الوجنات عند الغسق، وهي تذرع المكان بخاطر مشغوف بحب المساء، وهو يسمد الذاكرة بملح البراءة على وجوه الناس الطيبين.
هكذا تبدو العين مدينة تتحضر لغد مشرق بألفة الناس، وحنايا ضافية كأنها الرغوة اللبنية، كأنها سحنة الموجة، وهي تلاطف السواحل، كأنها الهمسة من شفتين لميائتين، كأنها البسمة على جبين غض، لدن، جامح اللفتات.
هكذا تبدو مدينة العين في الدنى، كأنها الشفق في طلوعه، وكأنها النسق في تلاحمه، وكأنها الغدق في تدفقه، وكأنها الحدق في بريقه، وكأنها حبكة الرواية في تعاضدها، وسبكة الجوهر في ترصعه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في العين  الزمن الجميل يتألق بفرجانه في العين  الزمن الجميل يتألق بفرجانه



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 15:42 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

"كارولينا" تحبس كل من يخلف في وعده بالزواج

GMT 01:31 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

أحمد شوبير ينتقل إلى أون سبورت

GMT 17:34 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

55 مشاركًا وأكثر من 100 لوحة فنية تجمعها خيمة الفنون

GMT 07:54 2015 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

إقبال لافت على مشاهدة عروض المهرجان المصري للمسرح

GMT 07:04 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

لوس انجلوس تستعد لاستقبال أوسكار 2016

GMT 12:32 2015 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"شانيل" تطرح بإبداع تشكيلة مجوهرات "سولاسين دي ليون"

GMT 19:13 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

سيف بن زايد يعزي سعيد سلطان بن حرمل في وفاة والده

GMT 11:54 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

إيفانكا ترامب تتألق بإطلالة مبهرة في عيد ميلاد زوجها

GMT 17:58 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الدوائر الحكومية في دبي تُسعد موظفيها بالسرعة القصوى

GMT 06:26 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

هيئة الكتاب تصدر "القوى السياسية بعد 30 يونيو" لفريد زهران

GMT 17:24 2013 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"كواليس الكوابيس" قصة جديدة لمحمد غنيم

GMT 15:14 2013 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

القطط من أجل راحة الزبائن في مقهى فرنسي في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates