المشكلة لا تُحلّ بمشكلة أكبر
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

المشكلة لا تُحلّ بمشكلة أكبر!

المشكلة لا تُحلّ بمشكلة أكبر!

 صوت الإمارات -

المشكلة لا تُحلّ بمشكلة أكبر

عوض بن حاسوم الدرمكي
بقلم - عوض بن حاسوم الدرمكي

يذكر أنطونيو غالا في كتابه «غرناطة بني نصر» أنّ سُكّان القرى والبلدات وأصحاب الحقول المحيطة بغرناطة كانوا قد ضاقوا ذرعاً بالضرائب التي يفرضها أبوعبدالله الصغير لتجهيز الجيوش لمحاربة عمه أبي عبدالله الزغل، فقام ممثلون لهم بمراسلة فرديناند وايزابيلا ملكي قشتالة وليون، واللذَين كانت جيوشهما تحيط بالمملكة الصغيرة والأخيرة للعرب، لينضموا تحت ظل مملكتهم شريطة أن تُخفَّف عنهم الضرائب وهو ما وُعِدوا به، ثم ما إن سقطت غرناطة حتى نكث القشتاليون الغزاة بكل وعودهم، ولم يتم النكث بخصوص الضرائب فقط ولكن تعداه لطردهم وكل العرب والمسلمين من ممتلكاتهم!

لدينا مثل محلي يقول «سارت تبغي قرون وردّت بْلَيا عيون»، ففي أحيان كثيرة لا ننظر لكامل الصورة فننخدع ببعض تفاصيلها البراقة عن المساوئ التي قد تحملها، وأحياناً ننظر للفائدة القريبة ونغفل عن الخسارة الكبيرة المختفية بين الزوايا التي عندما تظهر يكون الوقت قد فات للتراجع، وأحياناً نفعل كما فعل جيران غرناطة بالبحث عن مصالح آنية لا تلبث أن تنكشف ليتضح تحتها الوجه الكالح لما ظنناه أنّه المنقذ المخلّص!

تباينت الآراء حول مقال الأسبوع الماضي عن شركة أمازون وخطورتها على أسواقنا المحلية وضرورة إيجاد وسائل لإيقافها قبل أن تبتلع الأخضر واليابس، فهناك من وافق الطرح وضرب عليه أمثلة أخرى، وهناك مَن عارض وأدلى بأسبابه، ولست هنا لتخطئة أحد ولكن لمناقشة مبرّر الأحبة الذين رأوا أن وجود أمازون هو طوق النجاة لهم من «جشع» التجار لدينا وأسعارهم التي تكون غالباً أضعاف سعرها الممكن شراؤها به من موقع أمازون، كانت النبرة عند البعض «قاسية» وهو يتمنى أن يذوق التجار الجشعون المرارة التي طالما جرّعوها للمستهلكين لتلاعبهم بالأسعار ودوام ارتفاع أثمان بضائعهم دون توقف ودون اكتراث لانخفاضها في الأسواق المجاورة!

أتفق معهم أن الغلاء لدينا قد وصل حداً مزعجاً، وشكّل ضغطاً على ميزانيات العديد من الأُسَر، وكَثُرَت المقارنات بين أسعار السلع لدينا وبين أسعارها في الدول الخليجية المجاورة ودوماً تكون لدينا الأغلى، الأمر الذي يجعل فرحة الكثيرين بدخول أمازون للسوق «فَرَجاً» و «رد صاع» للتجار الذين أذاقوا الناس شتى أنواع المرارات بعد أن كسدت بضائعهم الغالية في مقابل ارتفاع المشتريات من أمازون وذراعها في المنطقة «سوق.كم» وبأسعار بمتناول الجميع.

 

السؤال الذي يطرح نفسه: هل يُعالَج الخطأ بخطأ آخر؟ هل اكتساح أمازون لأسواقنا هو الحل لمواجهة جشع التجار لدينا؟ في رأيي المتواضع «لا»، لكن ذاك لا يعني معالجة المشكلة بسطحية دون استئصال جذور المشكلة، فوزارة الاقتصاد وغرف التجارة والدوائر الحكومية المختصة وجمعيات حماية المستهلك لا بد أن تتحمّل مسؤولياتها لكبح جماح الأسعار، فانتظار أن تحلّ المشكلة نفسها بنفسها هو نوع من الجنون، ومالم تتدخّل هذه المؤسسات وإلا فإننا قريباً سنشهد سقوط كبار السوق وصغاره أمام أمازون التي لن ترحم أحداً، عندها وعندما يخرج المنافسون من الساحة سنرى وجه أمازون القبيح!

إنّ أمازون تبدو مؤمنةً بفلسفة أنّ «الرابح يأخذ كل شئ»، وهي تُنهي وجود أي منافس لها إمّا بإخراجه من السوق أو شرائه لتبقى الوحيدة أمام المستهلكين، فضلاً عن غلق الباب تماماً في وجه أي قادمٍ جديد، وهذا ما صرّح به ريد هاستنغز رئيس شركة Netflix، وهي شركة قيمتها 65 مليار دولار ولديها 100 مليون مشترك، في مقابلة مع موقع Recode ورفضه لأسلوب جيف بيزوس، رئيس أمازون، والقائم على استراتيجية: «السيطرة على العالم»، وإذا كان مايكل بورتر في كتابه What is strategy? يؤكد أن جوهر الاستراتيجية هو في اختيار ما لا يجب أن تفعله، وبأنّ الميزة التنافسية القابلة للاستمرار تقوم على المفاضلات بين الخيارات المطروحة لاختيار أنسبها، فإن بيزوس وشركته يريدون أخذ كل الخيارات والتحكم بكل شئ تقريباً!

قبل أيام قدّمت أمازون طلباً لبراءة اختراع لتمكين منتجها Alexa وهو المساعد الصوتي المرفق بأكثر أجهزتها للكشف عن الحالات الجسدية المرضية مثل التهاب الحلق والسعال والحالات النفسية مثل المشاعر الحزينة أو المتغيرة من خلال المدخلات الصوتية ثم اقتراح الأدوية والعقاقير المناسبة للعلاج في تمادٍ جديد للسيطرة حتى على حياة الإنسان فضلاً عن وجود كل معلوماته تقريباً في خوادمها وقاعدة بياناتها، وقبل أيام أيضاً حصلت على عقود جديدة مع «البيت الأبيض» لتضاف لعقودها مع وكالة الاستخبارات المركزية CIA الأمر الذي يثير الكثير من الارتياب حول هذه الشركة، ومَن يقف وراءها فعلاً وما الذي تهدف له: هل هي هيمنة أسواق أم وجه جديد لاستعمار اقتصادي لا يماثله شئ في القبح!

جميعنا ضد جشع التجار لدينا على حساب الناس، لكن لا بد أن يتحرك أحد لحل المشكلة بطرق لا يكون منها فتح الأبواب على مصارعها لشركة بيزوس ومن يوجهها في الخفاء، نحن لا نريد أن نكون كأصحاب الحقول المحيطة بغرناطة الهاربين من سياط ضرائب بني الأحمر إلى سيوف القشتاليين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشكلة لا تُحلّ بمشكلة أكبر المشكلة لا تُحلّ بمشكلة أكبر



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates