خطوات الطمأنينة
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

خطوات الطمأنينة

خطوات الطمأنينة

 صوت الإمارات -

خطوات الطمأنينة

عوض بن حاسوم الدرمكي
بقلم - عوض بن حاسوم الدرمكي

ينقل الفيروز أبادي في كتابه «البُلغة في تراجم أئمة النحو واللغة» في ترجمة الإمام أبي الحسن علي بن جابر اللخمي الإشبيلي أنّه توفي سنة 646 هـ لـمّا دخل الروم (القشتاليون) إشبيلية صلحاً بنحو من ثمانية أيام، فهَالَهُ نُطْق نواقيس الكنائس وخَرْس أذان الجوامع والمساجد، فما زال يتأسّف ويضطرب إلى أن قضى نحبه حُزناً وكمداً عليه رحمة الله!

ما أكثر نِعَم الله علينا التي لا ننتبه لها كثيراً، ولا نعرف قيمتها إلا حين افتقادها، فلا يعرف قَدْر العافية إلا المريض، ولا اللقمة إلا الجائع، ولا الأمن إلا الـمُرَوَّع، ولا يفتقد الطمأنينة إلا من حُرِم الخُطى للمساجد، ولا سكينة الروح إلا من غاب عن سمعه همهمات المصلين بالقرآن واللهج بالدعاء في السجود، هي أمور لا يشتريها مال ولا تباع بكل كنوز الدنيا، لكنها للأسف هي من الأمور التي أخذناها «على المضمون» فلم نُقَدِّرها حق قدرها حتى فُجِعْنا بغيابها طيلة الشهور الثلاثة التي خنق فيها فيروس كورونا الدنيا وأجبرها على الانكفاء على نفسها وإغلاق كل شيء تقريباً، لم يكن هناك من شيء أكثر وجعاً مِن إغلاق المساجد وتعليق الجُمَع، ولا نزال نذكر مقاطع الفيديو التي حملت بكاء الكثير من المؤذنين في المملكة العربية السعودية وهم ينطقون «صَلّوا في رِحالكم»، ولا نكاد ننسى تلك الغُصّة التي ألجمتنا ونحن نرى صحن الحرم المكي الشريف خالياً من الطائفين والراكعين والساجدين، ولم نَعُد نجرؤ على النظر تجاه مساجد الأحياء التي ألفناها فما نرى إلا أبواباً مُغلقة وصمتاً حزيناً يجترّ الموت للنفوس اجتراراً !

غَبَطنا إخوتنا في فلسطين ونحن نراهم يهرعون سراعاً، رجالاً ونساءً، كباراً وصِغاراً بعد فتح الصلاة في المسجد الأقصى المبارَك ويتساقطون على أعتابه سُجّداً من الفرح وقلنا في قرارة أنفسنا «عقبالنا»، ثُم فُتحت مساجد المملكة وتسمّرنا أمام شاشة التلفاز لنرى نقل الصلوات في المسجد النبوي الشريف، فنضيع بين دمعة فرح وتنهيدة اشتياق وغُصّة افتقاد، تتقطّع قلوبنا ونحن نسمع الشيخ الحذيفي يقرأ بتلاوته العذبة: «الحمد لله رب العالمين» فتصغر كل لذّات الدنيا أمام تلك اللحظات النورانية الربّانية، وتهمس كل ذرّات أجسادنا: «عقبالنا» !

كانت القلوب قبل الآذان تنتظر وقت الإحاطة الإعلامية كل يوم أملاً في سماع بشارة فتح المساجد، والتي أتت بعد استكمال كل الاشتراطات الوقائية لروّادها، وما أكثر الذين لم يناموا تلك الليلة حتى لا تفوتهم صلاة الفجر بعد طول غياب، لم يكن يؤلم القلب شيء مثل جملة «صلّوا في بيوتكم» فذهبت وبعون الله للأبد، كانت الخُطى تتسارع لأول صلاة وفي البال حديث النبي صلى الله عليه وسلّم: «بَشِّر المشّائين في الظُلَم إلى المساجد، بالنور التام يوم القيامة»، هو سعيٌ لمرضاة الله، سيرٌ لنيل رحمته، طلبٌ لهدايته وتوفيقه، توسّلٌ بأن لا تعود أيام فراق بيوت الله أبداً.

أصبحت لصلاة الجماعة بالمسجد لذّة لم نكن نعرفها سابقاً، فقيمة الشيء لا تُعرَف إلا بفقدانه، كما قال الإمام ابن حزم القرطبي: «إنّ العبد ليتعلَّمُ في ساعاتِ البلاء ما لا يتعلّمه في سنوات العافية»، لم يَعُد هناك مَن يتأخر ويأتي على آخر ركعةٍ في الصلاة، لم يَعُد هناك مَن يتثاقل عن صلاة الفجر أبداً، ولا تكاد تسمع بعد كل صلاة إلا حمد الله بوجوه يعلو جباهها البِشْر، وبطمأنينة تشعر بها في سلامهم لبعض «من بعيد»، الطمأنينة التي جعلت التابعي سعيد بن المسيّب لا تفوته تكبيرة الإحرام والصف الأول بالمسجد مدة أربعين سنة !

المسجد سكينة ونورانية وقُرْب من الله تعالى وتعلّق به، ألم يقل نبينا الكريم من السبعة الذين يُظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظِل إلا ظِلّه: «ورجلٌ قلبه مُعلَّقٌ بالمساجد»، فكأنّ جسده من يخرج فقط، أمّا القلب فيبقى هنا في بحارٍ من النور والطمأنينة والسلام الداخلي الذي لا تستطيع مجاراته خُطب جويل أوستين أو محاضرات انتوني روبنز، هي سَجدةٌ فقط كفيلة بأن تعيد لملمة ما تناثر من الروح وبعثرة ما تراكم من الهموم !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطوات الطمأنينة خطوات الطمأنينة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 21:28 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

رصد لأهم محطات الفنان صلاح قابيل في ذكرى رحيله

GMT 07:50 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مروة عبد المنعم تتعاقد على مسلسل "كلام كبار" لرمضان 2018

GMT 17:04 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ليال عبود تفوق على هيفاء وهبي وسعد لمجرد في استفتاء شعبي

GMT 10:12 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فندق "شاطئ العقة" معيار جديد للفخامة والاسترخاء

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 12:49 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق سهلة لتحويل غرفة الأطفال إلى نوم تناسب ديكورات 2020

GMT 11:26 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة السياحة لكهف "الموت" التايلاندي بعد 15 شهرًا

GMT 16:45 2019 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"كرارة" يظهر في تصويره لمسلسله الجديد "الإختيار" من دون شارب

GMT 07:49 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

بيرسون تعود لسباقات الحواجز في سيدني
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates