هل أضاعت البشرية الطريق
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

هل أضاعت البشرية الطريق؟

هل أضاعت البشرية الطريق؟

 صوت الإمارات -

هل أضاعت البشرية الطريق

عوض بن حاسوم الدرمكي
بقلم - عوض بن حاسوم الدرمكي

وَجَد رجلٌ أعرابياً عند بئر ماء وهو يستقي على بعيرٍ له، ولاحظ الرجل أنّ هناك حملاً غريباً على الطرف الآخر للبعير، بينما كان خُرْجٌ فيه مؤونته مشدوداً على الطرف الأول مما أثقله جداً، فسأله عمّا يحمل على ظهر بعيره حتى كاد أن ينوء به، وكم كانت صدمة الرجل والأعرابي يخبره أن الخُرج الآخر فيه تُراب فقط لكي يتوازن الحِمْل، فقال له: «ولماذا لا تستغني عن التراب وتُقسِّم مؤونتك على خُرجين؟»، فهزّ الأعرابي رأسه موافقاً على الفكرة الجيدة، ثم سأل الرجل: «أكبير قومٍ أنت أم حكيمهم؟»، فرد عليه: «أنا من عامة الناس»، حينها غضب الأعرابي وقال: «قبّحك الله، لا هذا ولا ذاك وتُشير عليّ!»، ثم ترك التراب على البعير وابتعد راحلاً.

البعض يتكبّر على النصيحة لأنه يرى نفسه أعلى مقاماً من الناصِح، ويرفض التوجيه لأنه يظن نفسه قد امتلك من المعرفة، ما يجعله يرفض التوجيه ممن يراه لا زال منطوياً في أردية الموروث الآفل كما يصفه، وليس هذا بأمر جديد، فمن مرّ على آي القرآن الكريم سيجد توثيقاً للعديد من أولئك الناكصين على أعقابهم عند سماع النصح، والرافضين الغاضبين لمن ذكّرهم بخطأ مسارهم، وضرورة أوبتهم قبل أن يحلّ عليهم غضب الله تعالى، فكابروا وأُركِسوا بالعذاب ﴿فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ﴾.

 

مرّت سنة وبدأنا في تاليتها والوباء لا زال يشتد ويتّسع نطاقه ويتحوّر وتخرج لنا تحذيرات بأوبئة قادمة بمعدلات فتكٍ أعلى، أوبئة كفيروس «نيباه» الذي صارحتنا منظمة الصحة العالمية أنْ لا علاج له حالياً، وكل الأمل ألا ينتشر خارج البلد الذي هو فيه، وهو أمرٌ لا يبدو عملياً لما نراه من سرعة انتقال البشر وما يحملونه معهم.

رغم إنتاج اللقاحات وبدء أخذها، إلا أنّ الوباء عاد بموجةٍ جديدة، وسقطت آلاف جديدة من الضحايا، وعادت العديد من الدول لإغلاق حدودها وفرض الحظر على الحركة بداخلها، وأصبحنا نعيش في دائرة مغلقة لا نكاد نخرج منها، ربما لأننا أغفلنا أهم عنصر للخروج منها إلا وهو: اللجوء لله تعالى.

هل تناست البشرية وعرابوها أنّ للكون خالقاً مُصرِّفاً لا يغيب عنه أمر، ولا يحدث إلا بسبب يعلمه ويقدره ولا يزول إلا بمثله؟ هل نظن فعلاً أنّ بمقدورنا تسيير أمورنا دون مشيئته ورحمته ولطفه؟ هل أصبحنا متكبرين حتى على الله سبحانه؟ لماذا يسخر البعض عندما يُقال أنّ ما يجري ربما يكون تحذيراً للبشرية من خالقها، لأنها أضاعت الطريق كثيراً؟

سخّر الله سبحانه للإنسان كل شيء على هذه الدنيا من أراض وموارد ومناخ وكائنات، فإنْ تنكّب الطريق ولجّ في طغيانه جعلها سبباً لنقمته وأصلاً في استئصاله، فالريح الطيبة التي تملأ رئتيه بالهواء النقي هي ما يحولها المولى لإعصار يمحق كل ما هو أمامه، والمطر الذي يسقي الزرع ويمد الأنهار هو ما يتحول لعقوبة تحمل معها الفيضانات والدمار والموت والتشريد، والحيوان الذي سُخّر للإنسان مَرْكَباً ومأكلاً وأداةً هو ما قد يأتي منه خطر الأوبئة المميتة، وقِسْ على ذلك ما تشاء.

في ظل هذا الوباء الذي حل بالعالم فجعل سافله عاليه ونغّص على الناس معايشهم، وفي وقت نحتاج فيه للتصالح مع الله تعالى، والتذلل له والمبادرة بالأعمال الخيرة التي أتى بها الوحي وتُقرّها «الفطرة» السليمة، نجد عوضاً عنها استماتة من دول كبرى كثيرة لعمل كل ما من شأنه أن يزيد نقمة الخالق القاهر على المخلوق الضعيف المغتر بنفسه، من تشريعٍ للشذوذ وتسويغ للانحرافات وتلاعب بالقيم وسعي حثيث لتمييع الأديان وتأليه المال والربح لا غير، وكأن هؤلاء لا يعترفون بوجود إله أصلاً، وكأنهم لا يرون سوى الإنسان في هذا الكون ليفعل ما يشاء ولا يخشى أحداً ما دام يملك القوة والطموح والمعرفة و«النزوة».

إنّ ما تعرفه البشرية لا يعدو قطرة في بحر ما تجهله، وما تملكه من قوة لم يجعلها يوماً قادرة على وقف إعصار أو رد فيضان، وما تدعيه من سطوة أذلّه فيروس ضئيل ليذكّرها بمدى ضآلتها أمام قدرة الخالق سبحانه، فالأدوية وحدها دون حفظ الله ومعونته لن ترفع وباء، وكذلك الأدعية وحدها دون بذل أسباب وبحث عن علاج لن تجدي نفعاً في الغالب، وما دامت العلاجات قد خرج بعضها فإنّ شفاء الأرض منوطٌ بأوبة أهلها لربّهم علّه يرحمهم، فربما تملك البشرية آخر فرصة قبل أن يأتي ما أتى الأمم العديدة قبلها ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أضاعت البشرية الطريق هل أضاعت البشرية الطريق



GMT 02:01 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ما يجب ألا ننساه في صخب مؤتمر أربيل!

GMT 01:59 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لا النظام ولا الدستور

GMT 01:58 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

... يستبقون الحرب على الصين بتطويقها بحرياً!

GMT 01:58 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وعد الحر دين عليه

GMT 01:57 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الخلاف حول اليمن

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates