ما لا تشتريه كل أموال الدنيا
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

ما لا تشتريه كل أموال الدنيا

ما لا تشتريه كل أموال الدنيا

 صوت الإمارات -

ما لا تشتريه كل أموال الدنيا

عوض بن حاسوم الدرمكي
بقلم - عوض بن حاسوم الدرمكي

يقول رجل الأعمال الشهير وارين بافيت: «يحتاج بناء سمعة جيدة إلى عشرين عاماً من الجُهد، بينما يستغرق هدمها خمس دقائق فقط»، هذه الحقيقة الصعبة إنْ أيقنّا بها فعلاً فإنّها ستلزمنا بالنظر لكل الأمور بطريقة مختلفة، وتجعلنا نَزِن كل أقوالنا بميزان حساس للغاية، فليس كل ما يُكسَر يمكن أن يُجبَر!

الدول كيانٌ حي وليست مجرد رقعة جغرافية، فلها هوية مستقلة ولها مسار نمو تحاول اقتفاءه ولديها خط انحدار تسعى جاهدة لتجنّبه، وهي بين هذا وهذا تمور بها جهود الأعداد الغفيرة من أبنائها لرفع أسهمها بين دول العالم، وكلما كانت الهمم عالية وسقف الطموحات لا تحدّه إلا السماء كلما استغرق ذلك الأمر وقتاً أطول، واستلزم جهوداً بدنية وذهنية مضنية للغاية، وكلما مضت تلك الدولة في طريق النجاح كلما أصبحت خطواتها محسوبة واختياراتها شديدة الضيق حتى لا تَزِل بها قَدَم أو يعرقل تقدّمها خيارٌ غير سليم!

هذا الكيان الحي يعكس نجاحاته ومدى قبوله بين بقية العالم سُمعته وكيف ينظر له الآخرون، فالسمعة هي الواجهة وهي الرسالة التي تصل للآخرين عنك، إنْ كنت دولة متحضرة أم لا، متقبّلة للمختلِف عنها أم منغلقة على نفسها، ذات مجتمع ودود منفتح أم خلاف ذلك، مقصد للباحثين عن تحقيق أحلامهم أم مكاناً يبتعد عنه أصحاب الأفكار اللامعة، ثقافة مجتمعية تعكس ثراء ماضيها ونقاء منظومتها الأخلاقية أم نقيض ذلك مما لا يجعلها مُدرَجة على قائمة من يريد الترحال والتعرّف على شعوب الدنيا الأخرى.

حتى نكون دقيقين أكثر هنا فإنّ السُّمعة ليست عنصراً قائماً بذاته، بل هي تابعة لأمرٍ آخر هو من يحدد شكلها وطبيعتها، ذلك الأمر هو أنماط السلوك لذلك المجتمع أو تلك الدولة، فالسلوكيات هي الشجرة، والسمعة هي الظلال، فإنْ كانت خضراء مثمرة أظلّت القريب واطمأن لها البعيد، وإنْ كانت عكس ذلك تجنّب قُربها الجميع!

السمعة الطيبة للدول ثروة لا تقدّر بثمن، هي أهم من ثراء البلد بالمعادن والنفط والأحجار الكريمة والغابات الغنية والممرات البحرية الحيوية، فكثيرة تلك الدول التي تملك موارد طبيعية هائلة لكن يتجنّبها المستثمر ويتحاشاها السائح وتنظر لها الدول الأخرى نظرة المرتاب، لأنها ببساطة لا تملك سُمعةً حسنة و«طاري طيّب» يجعلها مهوى للأفئدة والأقدام، وربما لم تُتْعِب نفسها لبناء تلك السمعة في جري قياداتها الحثيث لمزيد من الثراء بأي صورة، وربما كان لديها في السابق رصيد جيد من تلك السمعة ولكنها ارتكبت بعض الهفوات القاتلة التي جعلتها تفقد ذلك الرصيد وتعود لنقطة الصفر إنْ لم تكن دونها!

الدول العظيمة لا تقبل المساس بنقاء اسمها، والقيادات الفذة لا ترضى أن تجعل سُمعة بلدانها ميداناً يعبث به البعض بحُسن نيّة أم بخلافها، فالتغاضي يجوز في بعض الأمور لكنه لا يصح إطلاقاً عندما يتعلق الأمر بسمعة البلد، وهو ما أكّد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في رسالة الموسم الجديد عندما قال: «سمعة دولة الإمارات ليست مشاعاً لمن يريد زيادة المتابعين»، وأضاف للتذكير بأنّ الحفاظ على الموجود هو احترام ورد جميل ووفاء لمن سَلَمنا الأمانة نقية ناصعة، فلا يجوز لنا أبداً أن نخذله أو أن نكون غير جديرين بحمل تلك الراية التي يستظل بها الكثير ويبتهج لمرآها البعيد قبل القريب، فأكّد سموّه بأنّ: «صورة الإمارات والإماراتي لا بد أن تبقى ناصعة كما بناها وأرادها زايد».

إنّ السمعة الطيبة لا تُشترى بالأموال ولكنها تُؤسَّسُ بتضحيات وحُسن صنيع الرجال، وهي لا تُبنى بالأقوال ولكن بما يراه الآخرون منك من حُسْن أعمالٍ وطيب أفعال، وصاحب الثوب الأبيض لا بد أن يفعل ما يستطيع للإبقاء على نصاعة ثوبه، لأن البقعة السوداء فيها تبدو ظاهرة للجميع حتى لو كانت صغيرة، فمن يحب وطنه حريٌ به أن لا يُقدِم على قول أو فعلٍ قد يعود بالسوء على ذلك الوطن الغالي، وأن نتّقي الخلل قبل الوقوع فيه خير من محاولة الاعتذار عنه أو محاولة إصلاحه بعد أن يفوت الأوان، وكما يقول الأسقف الإنجليزي جوزيف هول: «بالإمكان إصلاح العطب الذي أصاب السمعة، لكن كل الدنيا ستُبقي تركيز أعينها على مكان العطب ذاك دوماً».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا تشتريه كل أموال الدنيا ما لا تشتريه كل أموال الدنيا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates