شعرة معاوية
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

شعرة معاوية!

شعرة معاوية!

 صوت الإمارات -

شعرة معاوية

عوض بن حاسوم الدرمكي
بقلم - عوض بن حاسوم الدرمكي

مما يروى عن الصحابي الجليل الأحنف بن قيس رضي الله عنه وقد كان يُضرَب به المثل في الخُلُق وشِدّة الحِلْم أنّ رجلاً شتمه وأساء له في الكلام، فلم يردَّ عليه ومشى في طريقه لكن الرجل لم يتوقف ومشى وراءه وهو يزيد في شتمه، فلما اقترب الأحنف من الحي الذي يسكن فيه، وقف وقال للرجل: «إن كان قد بقي في نفسك شيء فَقُلْه قبل أن يسمعك أحدٌ من الحيّ فيؤذيك» فخجل الرجل من نفسه وعاد!

ليس كل انتصار يحتاج عِراكاً، ولا كل موقفٍ مُلتَبِس يتطلب أنْ نُفتّش فيه، ولا كل كلمةٍ نسمعها ولا تروق لنا يجب علينا أن نرد عليها بأشرس منها، فكم مِن «تغافل» قد كان أقدر على الانتصار للإنسان مما لو قابل الإساءة بالإساءة، وكم من «تطويف» لأمر أو قول فيه لبس أو مداخل مختلفة قد حَفِظ المودّة بين الناس وقطع طريق الشر من بدايته، وكم من سكوت كان أبلغ من كل كلمات العتاب أو اللوم أو «تطليع الحَرّة»!

من الملاحظ على المشهد العام أنّ البعض أصبح يُعاني من حساسية مفرطة تجاه أي شيء يقرأه أو يسمعه وفيه ذكر اسم بلده، هذه الحساسية أصبحت عبئاً على المجتمع، لأنّها تُقدّم سوء الظن في الآخر وتخلق عداوات لا داعي لها وليس هذا أوانها أصلاً، فإنْ ذكر ذلك الشخص معلومة مُجردة أو كانت مُحالة إلى مصدرها الرسمي أتت التعليقات بأنّه كاره أو حاسد أو يخدم أجندات خفية، بل وصل ببعضنا هداه الله أن استشاط غضباً لتهنئة أحد المشاهير لبلدنا، وتم تحميل الجُملة التي ذكرها مالا تحتمل، وتم اعتبارها «نغزة» مُبطّنة ومحاولة تشويه دور شباب البلد، رغم أنني شخصياً لم أجد فيها أيّ أمرٍ يستدعي ذلك الغضب الذي استدعى دخول سيل جارف من الشباب ليكيلوا مزيداً من الهجوم على تلك الشخصية ويخرج بعضهم أصلحه الله عن حدود اللباقة في الحديث.

حقيقة لا أدري ما الحكمة من استعداء الآخرين وتضييق المعاني التي تحتمل السعة لكي نُخرِج هذا الشخص أو ذاك وكأنه يتعرّض لنا بالإساءة، إنّ تقديم سوء الظن ليس من مبادئ ديننا السمح ولا من قيم مجتمعنا السامية، والمسارعة للتهجّم دون تروّ تكون تبعاتها سيئة، أهم هذه التبعات أن يُوصَم مجتمعنا بالعدوانية أو أن تُعمّم سلاطة ألسنة البعض أو كلماتهم الشرسة على كافة أفراده، وتسوء الحالة عندما يكون لذلك المشهور ملايين المتابعين الذين سيرى أغلبهم بأنّ تلك الإساءة توجّه له شخصياً بالتبعية!

لا نختلف أنّ من أساء لنا صراحة فلا بد أن ينبري له أحد لنقض إساءته ودحضها بالحجة المقرونة بأسلوب الرد المتزن والمحترم، فالحق قويٌ بذاته ولا يحتاج لتطاول أو تجريح حتى يتّضح، بل العكس هو ما يحصل، فالكلام السييء تشمئز منه القلوب ولوكان يدافع عن حقيقة سليمة، فما بالك بمن أساء الرد على «تهنئة» وليس قدحاً، نحتاج لأن نتنافس في حُسن القول وجمال الرد وأن نُقدّم حسن الظن دوماً ما دام إليه سبيلا، وأن نجمع القلوب حولنا بطيب حديثنا، فلا يتعمّد اختلاق العداوات وكسبها عاقل!

على جانب موازٍ أيضاً، يثير الاستغراب أننا ما زلنا نُعاني في التفرقة بين اختلافنا مع الشخص لسلوك معين يمارسه أو عملٍ يقوم به، وبين خلافنا معه كشخص، فالمفروض منطقياً وأخلاقياً ودينياً أن يكون محور الخلاف في ذلك السلوك أو ذلك العمل، أمّا الشخص فمن حقه أن نحترمه ككيان دون إساءات تطال شخصه، فسيد الخلق صلى الله عليه وسلم كان يقول: «ما بالُ أقوامٍ يفعلون كذا وكذا»، فينتقد السلوك ولا يذكر أسماء الأشخاص، فانتقاد السلوك تقويم وانتقاد الشخص تجريح وبين الاثنين بَونٌ شاسع!

لذا كان مؤلماً ولا يمثلنا أولاً كمسلمين يدينون بدين الخير والسماحة، وثانياً كعرب تنضح الكتب بمروءتهم ونُبل أخلاقهم و ثالثاً كأبناء زايد الذي نتأسى بِسَمْتِه وسِماته، أنْ نرى سخرية تطال أحد إخوتنا الذي استقال من منصب معين لم يُحقّق فيه النجاح المطلوب، والنجاح والإخفاق أمور تحدث على الدوام ولا يُعقَل أن يكون هناك إنسان يتمنى الفشل، وعندما لا نرى كامل تفاصيل الصورة لا يصح أن نُعطي أحكاماً قطعية بفشل شخص أو نجاحه دون أن نعرف حقيقة موقفه والتحديات التي كانت تعترضه والمعوقات التي لم يكن قادراً على تلافيها، ولا يصح أن تطال شخصه إساءات وسخرية لا نرضاها لأنفسنا، نعم نختلف معه على نتائج عمله، لكننا نحفظ له مكانته واحترامه كإنسان واجتهاده كمواطن مسؤول حاول ولم يوفَّق.

الانتصار للوطن ليس شرطاً أن يكون بالشدّة، وتصويب جوانب القصور لا يكون بالسخرية، ورُبَّ كلمة طيبة وأَدَت شرّاً قبل أن يولَد، وما دام في الأمر متّسع فلنُقدّم حسن النوايا ولنوجد المعاذير للآخرين، فلئن نُبقي ذلك الإنسان كصديق خيرٌ مِن أن نكسبه كعدو، ولنتوقّف عند أحد حُلماء أمّتنا العظام وهو سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وهو يقول: «إنّي لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا شدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها شددتها».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعرة معاوية شعرة معاوية



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates