تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة.. وحقيبة سفر (2)

تذكرة.. وحقيبة سفر (2)

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

وقفت أتأمل ذلك الحذاء الطويل الغائب عن البحر الأبيض المتوسط، وكأن إيطاليا سفينة ساقها القراصنة ليلاً نحو بحور الظلمات، وقلت: كيف يخلو العالم من الإيطاليين عشاق التجريب، والتغريب، والجرأة، هم لا يخشون أن يدمجوا لوناً كالفيروزي مع البنفسجي ليعطيا شيئاً أشبه برونق الشباب، يدخلون على بدلات الموظفين المتزمتين، والمحترمين حد الملل، ويقطعونها، ويضفون عليها خطوطاً دونما أي خوف أو وجل، لتليق بعد ذلك بفنان صعلوك متأنق، ينظرون للحذاء الإنجليزي المقاوم حد الضجر، بتلك الخيوط التي لم تتغير منذ حرب المائة عام بين إنجلترا وفرنسا، فيقلبونه رأساً على قدم، ويعطونه امتداداً، وقد يظهرون خياطته دليل البذخ، والقيمة العالية، للإيطاليين تلك الأفكار التي تأتي من ذلك الجنون المتوسطي، وشغف الإيطالي بالحياة والمساومة في البيع والتسويق.
ما زلت أمام دهشة سؤال، لو انسحبت إيطاليا من خريطة العالم، وأمام غنى الجواب الذي كان حاضراً في النفس، ويجعلك تتذكر، مبحراً في ذاكرة بعيدة: لولا إيطاليا لخسر العالم جبروت روما، وتمدد جيوشها، وتلك الفتوحات القيصرية التي جلبت التلاقح الحضاري، ولكانت المسيحية اليوم تقبع في أديرة في أطراف الشام، وبعض كنائس منسية على طريق القوافل، ولا مجد للفاتيكان، ولتلك الرسومات التي تزين قباب الكاتدرائيات، ولما كان هناك زجاج معشق، ولا تماثيل لـ«مايكل أنجلو»، ولا لعبقريات «دافنشي» في الخطوط والأسرار والرسوم والاختراعات، ولتأخرت مهارات البناء، والتصاميم الهندسية.
لولا إيطاليا، وتجار «البندقية»، وتجار «جنوة»، لما عرف العالم «الجينز» برسمه واسمه، ولولا ذلك الإيطالي «أمريكو فيسوبوتشي» لما تسمت أميركا، لولا المصممون الإيطاليون لما ظهرت موضة، وتزين الناس، ودخلت الفرحة لنفوسهم، يأتي «فرساتشي» مثلاً، وفجأة تتحول الحياة إلى اللون الأصفر الذي كان مهملاً، مع إضفاء تواشيح جميلة عليه من ألوان كانت هاربة، لولا خطوطهم الإيطالية، لكانت اليخوت ينقصها شيء من الرفاهية الملكية، ولما عرفنا الراديو لولا «ماركوني».. كان مخترع التليفون «غراهام بيل» عام 1876 وحتى 2002، لكن بعد 113 سنة، رد الكونجرس الأميركي الاعتبار للمخترع الإيطالي الحقيقي للتليفون «انطونيو ميوتشي»، وبفضل «اليساندرو فولتا» عرف العالم البطارية، وبفضل «فيليني» عرفنا السينما الواقعية، وعرفنا أدب «البيرتو مورافيا»، وعرفنا رائعة «دانتي» الكوميديا الإلهية.. من غير الإيطاليين يمكنهم أن يخلطوا أشياء بسيطة، ويظهروا للعالم منها أشياء رائعة؟ البيتزا مثلاً، وتلك المائدة العامرة الخارجة من «الفورنو». من إيطاليا ظهر جانب الخير «غيرابالدي»، وظهر جانب الشر «موسوليني»، ومن صقلية كان الشر «المافيا الصقلية»، وكان الخير باني القاهرة «جوهر الصقلي»، هم أصحاب «الفيراري ولمبرغيني والفوروميو»، هم مجانين الكرة، وأصحاب مدرسة الـ«كاتيناتشو» الدفاعية «مزلاج الباب»، ويصعب العد.. كل الشكر على أن إيطاليا كانت على خريطة العالم.. وليصل الجميع من أجلها، ومن أجل خيرها الكثير!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 08:24 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

لست ورقة بيضاء

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 05:49 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

6.6 مليارات درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 03:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أصابع الجمبرى بالأرز والبقدونس

GMT 03:23 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5.5 درجة يهز جنوب غربي إندونيسيا

GMT 07:17 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الخاتم قطعة مجوهرات لا غنى عنها

GMT 22:43 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

البشير يُشكّل لجنة لتقصي حقائق ما تمر به السودان من أزمات

GMT 15:30 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن تفاصيل حادث حريق أبوظبي

GMT 07:08 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

ضعف المبيعات يدفع "سامسونغ" إلى تعجيل إطلاق Note9

GMT 17:04 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

أصالة تعلن أن حبها لطارق العريان لا تكفيه السطور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates