الجديرون بأحلامهم

الجديرون بأحلامهم

الجديرون بأحلامهم

 صوت الإمارات -

الجديرون بأحلامهم

بقلم : عائشة سلطان

قديماً قال أبوالطيب المتنبي:
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
فالحكاية مبتدؤها وخبرها في النفس الإنسانية وكيف ينظر صاحبها إليها، وأي أحلام يؤمن بها، وأي إرادة يمتلكها، ومع كل ذلك، فإن الإناء بما فيه ينضح، والواقع الذي نتحرك فيه يدفعنا كما نتدافع فيه، ويوجهنا في الوقت الذي نظن أننا نوجه أنفسنا وننطلق في مساراته بعيدين عن أي مؤثر وعن أي قوة خارجية، إن قانون الجاذبية خارجي من الوسط الذي ندور فيه، وداخلي من طبيعة علاقتنا بكل الدوائر المحيطة والمؤثرة فينا، نحن لسنا نيازك تنطلق على غير هدى، نحن محكومون بما ومن حولنا، وإن كانت قوة أحلامنا ونفوسنا تغير مجريات حياتنا!

يقول لي أحد الشباب: إنني لا أصدق كثيراً تلك القصص التي تتحدث عن رجل لا يمتلك من الدنيا سوى عشرين دولاراً تمكن بها من أن يعمل ليل نهار في بيع الفواكه والخضراوات حتى امتلك أكبر شركات التصدير والاستيراد في الولايات المتحدة، أو ذاك الذي جاء من عدم الرصيف ليصبح مالكاً لأكبر الإمبراطوريات المالية أو غير هؤلاء ممن تملؤ قصصهم كتب التحفيز والتطوير الذاتي، قلت له: ألا تؤمن بقوة الإرادة قال بلى، لكن هذه القصص أقرب لخيال مخرجي الأفلام، سألته لماذا؟

فقال: لأننا لم نسمع بحكاية مشابهة حصلت لنا أو لأحد معارفنا أو لأحد في مجتمعنا، كلها قصص تحدث بعيداً جداً، وكأنها تحدث في مجتمعات غير موجودة إلا في خيال من يرويها!

قلت له: لذلك تفسير منطقي، وهو أن هناك مجتمعات تسمح لأصحاب الأحلام أن يحققوا أحلامهم، لأن لديها قيادات وقوانين ومنظومة قيم وفرصاً توفر للجميع إمكانيات حقيقية لتحقيق أحلام تبدو لنا مستحيلة فعلاً، كأن يذهب مهاجر من بلد ما إلى الولايات المتحدة أو فرنسا أو دولة الإمارات، هارباً من ظروف معيشية صعبة وغير مواتية، فيعمل ويجدّ ويجتهد بائعاً متجولاً، أو صاحب محل صغير، ثم يأتي أحد أبنائه ليؤسس شركة، ثم لن نفاجأ إذا وصل أحد أحفاده إلى أن يكون أحد أغنياء العالم.

القضية في الفرص التي يمنحها المجتمع، حين يعطي الفرص للجميع، تاركاً المفاضلة بين الناس كل حسب قدرته على المنافسة واجتهاده ومدى إيمانه بحقه واستحقاقه، وفي النهاية فإن أصحاب النفوس الكبيرة هم من يصنعون الفرق لأنفسهم ولمجتمعاتهم، حتى تبدو قصصهم كأنها من نسج الخيال!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجديرون بأحلامهم الجديرون بأحلامهم



GMT 16:55 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 16:53 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 16:51 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 16:48 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 16:43 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

معركة الاتحاد غير العادلة

GMT 16:40 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الأردن بين إيران وإسرائيل

GMT 16:38 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الصدر والحكيم والهوية المُركبة

GMT 16:33 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

إيران واستراتيجياتها وموقع فلسطين

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 18:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 07:14 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيري يعود إلى الشرق الأوسط لدفع محادثات السلام

GMT 21:18 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عائلة تركية تتجول بين 26 دولة حول العالم بالدراجة الهوائية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates