هدايا الذاكرة

هدايا الذاكرة

هدايا الذاكرة

 صوت الإمارات -

هدايا الذاكرة

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

كنت أمشي بهدوء لا يكاد يخطر ببالي شيء، كان ذهني صافياً تماماً أنظر فيما حولي وأتأمل رخاء الوقت، كانت المدينة الصغيرة مفتوحة أمامي، أزقتها القصيرة الضيقة، شوارعها البسيطة، مقاهيها، حوانيتها الصغيرة، تلك الواجهات الزجاجية، وقد صفت خلفها أشياء جميلة تحسبها علبة لعب تخصّ أميرة ما، تنظر لما خلف الزجاج فترى مجسّمات لحيوانات صغيرة، جوارب عيد الميلاد، فناجين مزينة بمناظر البحيرة.. وتظل واقفاً لا تدري ما الذي يسمّر قدميك، أهي علبة لعب الأميرة أم لعبة الذاكرة التي تقبض على حواسك كلها وتكاد تفصلك عما حولك؟أترك المكان لأن مطراً خفيفاً بدأ بالتساقط، أعبر أمام حانوت لم يغلق بابه بعد، تقبض عليّ الروائح المنبعثة من داخله، فأقف في فضاء الباب الصغير وأجيل عيني في داخله، سيدة متوسطة العمر، باسمة العينين تجلس في الركن بهدوء شديد، بينما يعبق المكان بروائح الخزامى والياسمين والقهوة، لكن رائحة محددة تأخذ بقلبي ولا أتبين ماهيتها، أسأل المرأة ماذا لديها من روائح خاصة، تبتسم وتقوم من مكانها تفتح علبة وتقدمها لي!

يا إلهي، هذه الرائحة أعرفها جيداً، لكن الطريق إلى ذاكرتي مشوّش جداً، أشمها وأغمض عيني، تسألني المرأة: هل أعجبتك؟ أجيبها: إنني أتذكر أين ومتى شممت هذه الرائحة تحديداً، هل طال عليها الزمن، أم أنني نسيت، أم ماذا؟ اشتريت العلبة، نقدت المرأة ثمنها، وخرجت، حين أصبحت في فضاء الشارع، عدت لاستنشاق الرائحة، فتذكرت!

كنت هنا منذ أكثر من عشر سنوات، دخلت هذا الحانوت نفسه، واشتريت علبة جميلة تضم زهور خزامى وقميصاً أبيض، وهدية صغيرة عبارة عن مجسّم ذهبي لفردتي حذاء ذهبي أهديتها لطفلة بهية في العائلة، كانت يومها قد خطت أولى خطواتها في الحياة، إنها اليوم تعبر إلى عامها الثاني عشر.. يا إلهي لا شيء ينقص من الذاكرة ولا شيء يغيب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدايا الذاكرة هدايا الذاكرة



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 18:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 07:14 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيري يعود إلى الشرق الأوسط لدفع محادثات السلام

GMT 21:18 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عائلة تركية تتجول بين 26 دولة حول العالم بالدراجة الهوائية

GMT 03:08 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل وزارة الدفاع يستقبل مساعد وزير الدفاع الباكستاني

GMT 05:57 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

عبدالله مال الله يكشف أصعب لحظاته في الملاعب

GMT 18:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

"سانغ يونغ" تبدأ باختبار سيارات "Korando"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates