من أرصفة الفقر

من أرصفة الفقر!

من أرصفة الفقر!

 صوت الإمارات -

من أرصفة الفقر

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

معظمنا سمع هذه العبارات المثالية، من أشخاص لا ندري مدى قناعتهم بها، لكننا بعد زمن صرنا قادرين على التمييز بين الكلام الحقيقي والمزايدات الفارغة والادعاءات.

فمثلاً عبارة «الفقر ليس عيباً» تعتبر واحدة من أكثر العبارات التي نقولها على سبيل الادعاء والاستسهال لا أكثر، ذلك أننا شئنا أم أبينا نميّز بين الناس على أساس انتمائهم الطبقي ومكانتهم الاجتماعية، وطبعاً ثرائهم المادي وممتلكاتهم، ليس صحيحاً أننا ننظر للفقير والغني بالعين نفسها، ليس صحيحاً أننا جادون فيما يتعلق بالجملة الادعائية «المهم هو الأخلاق».

ربما ينتابنا الحنين لتلك الطيبة واللطافة التي كنا نتصرف بها عندما كنا أطفالاً، نلعب كأنداد مع أبناء العائلة الآسيوية التي تستأجر ذلك البيت في آخر الحي، لكن بشر اليوم ليسوا هم أطفال الحي البسيط الذين كانوا منذ سنوات طويلة.

كثيرون أيضاً لا يرحّبون بالحديث عن أنفسهم حين كانوا فقراء، معدمين، نعم هناك من يتحدث عن تلك الأيام ببساطة، لكن كم عددهم هؤلاء المتصالحون مع أنفسهم وظروفهم؟ أحسبهم قلةً، لكن من وسط هذه القلة تلوح أسماء عظيمة وجليلة أيضاً، عن نفسي استمعت لرجال أعمال على درجة عالية من الثراء والنفوذ، تحدثوا عن بداياتهم المتواضعة بتلقائية وصدق يدلّان على نبل أخلاق حقيقي.

«.. لم أُولد محاطة بالكتب، كان بيتُنا يفتقر للأمور المادية لكنه كان مسكوناً بالرضا. كانت أمي وخالتي حكاءتين من الطراز الأول، وكان خالي حكواتياً كبيراً، في سنّ الحادية عشرة تلقّيتُ هدية رائعة: مكتبة كاملة هي المكتبة العمومية، كانت إحدى خالاتي قد أصبحت خادمة تشتغل في هذا المكان - الكنز، مكان الحرية. أصبحت المكتبة بيتي الخاص، مكاناً أبحث فيه عن أجوبة لكلِّ تساؤلاتي..».

هذه العبارة للروائية البرازيلية كونسيساو إيفاريستو، صاحبة رواية «في أزقة الذاكرة» التي تهتم بالكتابة عن التمييز الطبقي والتفاوتات الاجتماعية كفعل استشفاء علني من لوثات تاريخ من الفقر والعوز والتمييز عاشته هذه المبدعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أرصفة الفقر من أرصفة الفقر



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 18:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 07:14 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيري يعود إلى الشرق الأوسط لدفع محادثات السلام

GMT 21:18 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عائلة تركية تتجول بين 26 دولة حول العالم بالدراجة الهوائية

GMT 03:08 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل وزارة الدفاع يستقبل مساعد وزير الدفاع الباكستاني

GMT 05:57 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

عبدالله مال الله يكشف أصعب لحظاته في الملاعب

GMT 18:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

"سانغ يونغ" تبدأ باختبار سيارات "Korando"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates