رحمة الاختلاف

رحمة الاختلاف

رحمة الاختلاف

 صوت الإمارات -

رحمة الاختلاف

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

ما من روح تشبه أخرى، وما من عقل يشبه آخر أو يفكر بالطريقة نفسها، نحن كائنات فريدة مقارنة ببعضنا، وأرقام متكررة حين نفرط في ميزاتنا الخاصة، فالحياة، بقدر ما هي قدر مقدور، فهي اختيار علينا أن نتحمل قراره.

إن ما يصنع تميزنا كثير جداً، كوَّنَتك تجاربك، وصنعتني تجاربي، جئت أنت من عالم وأتيت أنا من ثقافة وتربية مغايرة، فالدروب التي مشيتُها أنا لم تمشها أنت، والكتب التي قرأتَها أنت لم تمنحني الظروف فرصة قراءتها، والبلاد التي مكنتك الحياة من زيارتها، لم أزرها، نحن نختلف بقدر ما نعرف ونتبصر، ونقرر بقدر ما نحترم خياراتنا، ونذهب عميقاً في إنسانيتنا بقدر ما نؤمن بحق غيرنا في الحياة والقرار.

أسماؤنا مختلفة وعاداتنا وثيابنا وطرائق معيشتنا، لكننا رغم كل ذلك يمكننا أن نجلس ونتحدث ونلتقي عند نقاط كثيرة، ونؤسس لعلاقات عميقة، وذلك هو الوعي الذي وفرته لنا المعرفة وقادتنا له الحاجة، المعرفة الواسعة بكل الظروف التي نتحرك في فضاءاتها والحاجة الماسة لبعضنا ككائنين لا يمكنهما إلا أن يلتقيا ويعيشا معاً.

إن الذين لا يؤمنون بتعادل الفرص الإنسانية، فيقصون غيرهم، وينظرون إلى قناعاتهم وثقافتهم وتاريخهم بتعالٍ فارغ، ويحكمون عليهم من زوايا ضيقة، هؤلاء يراهنون على مشروع فاشل منتهي الصلاحية في تاريخ الإنسانية، لم يستمر، ولم يؤسس لغير الصراع والفوضى والكراهية بين البشر والحروب الأهلية.

الاختلاف رحمة، حين تتجسد في تقبل المختلف والمغاير وحتى المضاد والنقيض، بشرط ألا تفهم أو أفهم هذا الاختلاف أنه فرصة للتعدي على الآخر أو على ثوابته ومقدساته، لا شيء منفلتاً في هذا الكون كل شيء مخلوق بقدر ولقدر معلوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحمة الاختلاف رحمة الاختلاف



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زيت الزيتون لعلاج الطفح الجلدى

GMT 08:55 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

ما هي الطرق لجعل الطفل ناجحًا دراسيًا؟

GMT 06:45 2013 السبت ,13 إبريل / نيسان

أخوات برونو مارس في برنامج تلفزيون

GMT 15:15 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر يونايتد يغري "سافيتش" بعرض خيالي خرافى

GMT 19:07 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

فولكس فاجن تعلن عن إطلاقها لسيارتين جديدتين

GMT 04:14 2015 الخميس ,08 كانون الثاني / يناير

مشروع روسي واعد لإنتاج سفن طائرة فوق الماء والأرض

GMT 08:57 2015 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

سرور يؤكد تفهمه قلق الجمهور ويشدد على تفاؤله

GMT 13:52 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أسطورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates