«المسبار» والعقول المريضة

«المسبار».. والعقول المريضة

«المسبار».. والعقول المريضة

 صوت الإمارات -

«المسبار» والعقول المريضة

علي العمودي
بقلم - علي العمودي

قال أكاديمي خليجي، إن زميلاً له زار اليابان ففوجئ بأنهم لا يتحدثون بأية مشاعر عدائية تجاه الدولة التي قصفتهم بقنبلتين نوويتين خلال الحرب، فلما نقل ما يدور بخلده لمضيفيه اليابانيين صدمته الإجابة عندما سمع منهم بأنهم لم ينشغلوا بما جرى، ولكن بالبحث عن إجابة لثلاثة أسئلة شغلت أهل الفكر وعلماء الاجتماع والنخب عندهم. 
في مقدمة تلك الأسئلة تساؤل حول الخطأ الذي ارتكبوه وتسبب في ما جرى لهم من دون أن يستوقف أحداً في العالم. والسؤال الثاني «أين كنا عندما كان الغرب يتقدم ويصنع تفوقه بمثل هذه الأسلحة المتطورة والفتاكة؟»، والتساؤل الثالث يتعلق باستقرار الأنظمة السياسية عند الغرب. 
قال المتحدث: «فلما تخلّقت الأسئلة الثلاثة عندهم على طريق إصلاح نظام وطريقة تفكيرهم لم يعد عندهم وقت للانشغال بمشاعر العداء والكراهية لمن تسبب في ما جرى لهم، بل في البحث عن أسرع الطرق لإدراك ما فاتهم والتفوق فيه ولا شيء سواه».
الإجابة على تلك الأسئلة رسمت طريقة تفكير وصياغة العقلية اليابانية التي أوصلتهم لما هم عليه اليوم، ومن خلالها أتفهم حالة الاستغراب والصدمة التي غمرت القائمين على منصة «اليابان بالعربي» الذين نشروا تغريدة مهنئين الإمارات بإنجازها العظيم بنجاح مسبار الأمل في دخول مداره المقرر لكوكب المريخ. ولكنهم صُدموا بما لمسوا من القلوب المريضة التي اضطرتهم -أي القائمين على المنصة- لتدوين تغريدة أخرى قالوا فيها «مسبار الأمل تم إطلاقه بنجاح، وأرسل أول صورة أيضاً إلى الأرض، لكن لا تزال التعليقات على المنشور مستمرة حتى اليوم، وهو أمر لم يحدث في أي منشور سابق لنا حتى الآن، نتمنى من الجميع رجاءً مراجعة التعليقات ومحو الإساءات والتحلي بروح المحبة والمودة والتفاهم».
قلوب حاقدة مريضة، وعقول خربة هي نتاج مجتمعات وأنظمة تعليمية مهزوزة تفتقد الطموح وروح الأمل والعمل والاجتهاد فرزحت في مستنقعات التخلف والفشل والحقد على كل ما هو ناجح وجميل في هذا الكون الجميل، وبالذات عندما يكون إماراتياً خليجياً عربياً ومن دولة مسلمة. كانت غالبية التعليقات صادمة لما ينز منها من حقد وغل ومن أناس -لا نقول للأسف- إن خير الإمارات غمرهم، لأن الإمارات عندما مدت لهم يد العون والمساعدة إنما كانت وما زالت تقوم بواجبها الإنساني والأخلاقي تجاه إشقاء تجمعهم بها روابط الأخوة. وحقاً «في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المسبار» والعقول المريضة «المسبار» والعقول المريضة



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 18:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 07:14 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيري يعود إلى الشرق الأوسط لدفع محادثات السلام

GMT 21:18 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عائلة تركية تتجول بين 26 دولة حول العالم بالدراجة الهوائية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates