أعلن نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، النتائج السنوية لأعمال مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" للعام 2016، وذلك في اجتماع مجلس أمناء المؤسسة الذي ترأسه بحضور ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس أمناء مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ورئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم.
وتم الإعلان في الاجتماع عن حجم الإنفاق الكلي للمؤسسة في عام 2016 والذي بلغ 1.5 مليار درهم على مختلف المبادرات والمشاريع والبرامج الإنسانية والتنموية والمجتمعية التي استفاد منها 42 مليون شخص في62 دولة حول العالم، حيث بلغ حجم الإنفاق على مبادرات نشر التعليم والمعرفة 590 مليون درهم استفاد منها 9.3 ملايين شخص، وبلغت المساعدات الإنسانية والإغاثية المباشرة 252 مليون درهم في 2016 استفاد منها 22.6 مليون شخص، وبلغ حجم الإنفاق على مبادرات الرعاية الصحية ومكافحة المرض 224 مليون درهم في 2016 استفاد منها 10 ملايين شخص، كما بلغ حجم الإنفاق على مبادرات ابتكار المستقبل والريادة 377 مليون درهم في 2016 شاملا الاستثمار في إنشاء صروح ضخمة دائمة.
وثمَّن بن راشد، الجهود النوعية التي تبذلها "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، المؤسسة الإنسانية الأكبر من نوعها في المنطقة، مؤكداً أنّ "التطورات المتلاحقة في مجال العمل الإنساني تؤكد على الحاجة الماسة لوجود عمل مؤسسي ضخم تتكامل فيه الجهود وتُحشد فيه الموارد من أجل الارتقاء بالعمل الإنساني والخيري والتنموي بما يتناسب وحجم التحديات التي نواجهها، لقد قطعنا عهداً من البداية بأن نقف إلى جانب المحتاجين والمرضى والمنكوبين أينما وجدوا، ونذرنا أنفسنا لخدمة البشرية دون أن نبتغي في ما نقدم للناس سوى مرضاة الله تعالى"، لافتاً بالقول: "إننا نؤمن بأن قيمتنا الحقيقية إنما تتعزز من خلال قدرتنا على تغيير حياة الناس للأفضل، دون تمييز بين عرق أو لون أو جنس أو دين أو طائفة".
وأعرب بن راشد، عن تقديره للجهود التي قدمتها "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، موضحًا أنّه "اليوم يتملكنا شعورٌ بالسعادة والفخر للفرق الذي أحدثته مؤسساتنا الإنسانية والخيرية والمجتمعية كافة في حياة ملايين الناس من مختلف أنحاء المعمورة"، داعيًا جميع المؤسسات المعنية لمواصلة العطاء كي نغرس الخير والأمل باسم الإمارات في كل بقعة في العالم، ومضيفاً أنّه "علينا أن نكون سباقين إلى إحداث التغيير الإيجابي والعمل من أجل بناء مستقبل أفضل للإنسان أينما كان".
وقال ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الأمناء، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، إن "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية تشكل مقاربة شاملة ومتكاملة للعمل الإنساني والتنموي في شتى المجالات"، مؤكداً بأن "المبادرات تجسد رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتسخير جميع الإمكانات والموارد المتاحة من أجل تحسين حياة الناس، عبر توفير الاحتياجات الأساسية كالماء والغذاء والعلاج"، ومضيفًا أنّه "تسعى العديد من المبادرات إلى تعزيز التسامح ونشر التفاؤل والإيجابية وتعزيز قيم التكافل والتعاضد الإنساني"، متوقفاً عند صناعة الأمل كرسالة أساسية، قائلاً "تتمثل صناعة الأمل التي تتبناها المبادرات في احتضان الشباب ودعم الإبداع والابتكار وتحفيز المبدعين والمبتكرين واستشراف المستقبل".
ولفت بن راشد إلى أن "هذه المبادرات تحتل مكانة خاصة في قلب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يعلمنا كل يوم قيمة الإنسان وأهمية العمل من أجل الارتقاء بالبشرية وأن الاستثمار في الإنسان هو استثمار رابح بالضرورة"، وشدد على رؤية مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وهي: "أن نصنع أملاً وأن نحدث فرقاً إيجابياً في حياة الناس وأن نبني مستقبلا أفضل للجميع".
وتعكس نتائج الأعمال الخاصة بمؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" المنجز الإنساني والتنموي والمجتمعي الذي حقّقته المبادرات والمشاريع والبرامج والمؤسسات التي تندرج تحت مظلة المؤسسة الأم خلال العام 2016، حيث تسجِّل بالأرقام والوقائع التأثير المستدام الذي أحدثته هذه المبادرات بما يترجم رسالة المؤسسة المتمثلة في صناعة الأمل وصياغة المستقبل وبناء عالم أكثر استقراراً ونماء، ويُقسَّم نطاق أعمال مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في العام 2016 ضمن خمسة محاور أو قطاعات رئيسية، هي: المساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات.
وبلغ حجم الإنفاق الكلي لـ مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية أكثر من 1.5 مليار درهم في العام 2016، تم تخصيص 730 مليون درهم منها لجميع المبادرات الإنسانية والتنموية والبرامج المجتمعية، في حين تم استثمار 791 مليون درهم في بناء ثلاثة صروح مستدامة هي: "مركز أبحاث مؤسسة الجليلة" في مدينة دبي الطبية، و"متحف المستقبل"، ومكتبة "محمد بن راشد" التي تعدّ أضخم صرح معرفي من نوعه في الوطن العربي سيتم تدشينها رسمياً في العام 2018.
واستفاد 42 مليون شخص من 62 دولة حول العالم من مبادرات وبرامج المؤسسة الموجهة لرفع المعاناة عن الفئات الأقل حظاً ومساعدة المحتاجين والمرضى والمنكوبين وتوفير الأدوات اللازمة لدعم العنصر البشري وتمكين المجتمعات معرفياً واقتصادياً واجتماعياً وتحسين جودة الحياة في مختلف المناحي.
وبلغت مبادرات المساعدات الإنسانية والإغاثية 252 مليون درهم من إجمالي حجم الإنفاق لـ "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، في حين سجلت مبادرات الرعاية الصحية ومكافحة المرض 224 مليون درهم. أما مبادرات نشر التعليم والمعرفة فسجلت 590 مليون درهم، بينما بلغ حجم الإنفاق على مبادرات ابتكار المستقبل والريادة 377 مليون درهم، فيما تم تخصيص نحو 79 مليون درهم لمبادرات تمكين المجتمعات، واحتفاء بالمنجز الإنساني الهادف إلى الارتقاء بمختلف مجالات العطاء والعمل والإبداع، معرفياً وثقافياً وإنسانياً واجتماعياً، قدمت المبادرات والمؤسسات والبرامج المنضوية تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية جوائز بقيمة 115 مليون درهم.
وكانت مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" قد أُطلقت في العام 2015 لتكون مظلة جامعة للمبادرات والمؤسسات التي رعاها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مدى العشرين عاماً، حيث تعمل المؤسسة على التنسيق بين مختلف المبادرات والمشاريع المنضوية تحتها وتوحيد أهدافها وجهودها وتحقيق التكامل في ما بينها لتعزيز دورها إقليمياً وعالمياً، ومضاعفة تأثيرها وتوسيع نطاق عملها بما يترجم رؤية المؤسسة لخدمة الإنسانية في شتى المجالات، وتضم "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" 33 مؤسسة ومبادرة تنفذ أكثر من 1400 برنامج تنموي تسهم في دعم أكثر من 130 مليون شخص في 116 دولة، بالتعاون مع أكثر من 280 شريكاً استراتيجياً ما بين منظمات إقليمية ودولية ومؤسسات حكومية ومؤسسات من القطاع الخاص.
ويعدّ قطاع المساعدات الإنسانية والإغاثية من أهم مرتكزات عمل "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، في إطار المسعى الرئيس لـدولة الإمارات للمساهمة الفاعلة في الارتقاء بحياة ملايين الناس في مختلف أنحاء العالم بعيداً عن أية حسابات سياسية ودون الارتهان لاعتبارات الدين أو الجنس أو العرق أو اللون أو أية اعتبارات تمييزية أو تفضيلية أخرى. ويشمل هذا المحور قيام المؤسسات والكيانات التي تندرج تحت "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" بعمليات إغاثية عاجلة في حالات الطوارئ والكوارث، إلى جانب تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية والمجتمعية للمجتمعات الأقل حظاً التي تعاني من الفقر والأوبئة والصراعات، وذلك ضمن استراتيجيات طويلة الأمد.
وبلغ حجم الإنفاق الكلي على مبادرات المساعدات الإنسانية والإغاثية 252 مليون درهم في العام 2016، استفاد منها 22.6 مليون شخص حول العالم، وتتصدر كل من "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الإنسانية والخيرية" و"سقيا الإمارات" قطاع المساعدات الإنسانية والإغاثية لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، من خلال العديد من البرامج والمشاريع والمبادرات التي تسعى إلى تلبية احتياجات الفقراء ودعم البنى التحتية وتشييد مرافق حيوية وبناء مجتمعات مستدامة، ففي العام 2016، قدمت "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الإنسانية والخيرية" مساعدات تغطي مختلف الجوانب الإنسانية والخيرية لـ1.1 مليون شخص، واستثمرت 94 مليون درهم في بناء مساكن ومدارس ومستشفيات وآبار ومرافق أخرى في 20 دولة. من جانبها، ساهمت مشاريع حفر الآبار التي نفذتها مؤسسة "سقيا الإمارات" في توفير المياه النظيفة لـ 10 ملايين شخص في العالم في 2016، ومن المبادرات الجديدة التي انضمت إلى "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" في مطلع العام الجاري "بنك الإمارات للطعام"، كأكبر منظومة من نوعها في المنطقة لجمع فائض الطعام وحفظه وإعادة توزيعه على المحتاجين داخل دولة الإمارات وخارجها، وهناك "المدينة العالمية للخدمات الإنسانية" التي تعد الأكبر من نوعها في العالم، حيث تقع على بعد 8 ساعات جواً من ثلثي العالم ما يجعلها مثالية من الناحية اللوجستية. وتقوم المدينة، البالغة مساحتها 1.1 مليون قدم مربع، بدور إغاثي حيوي في الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، حيث تضم ما قيمته 400 مليون درهم من المخزون الجاهز للتسليم في أي وقت.
وشهد العام 2016 إطلاق "مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة" لإعادة إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمع، كما صمم المركز نموذج "الوقف المبتكر" بحيث يكون الوقف متاحاً لجميع فئات المجتمع والمؤسسات بغض النظر عن حجمها. وساعد المركز أيضاً خلال عام من إطلاقه على مساعدة الجهات المختلفة في إطلاق مجموعة من الأوقاف المبتكرة بأصول تُقدَّر بقيمة 12 مليار درهم تغطي قطاع المعرفة والابتكار وقطاع التعليم وقطاع الحياة الاجتماعية وقطاعات أخرى.
ويحتل قطاع الرعاية الصحية ومكافحة المرض مكانة خاصة في أجندة اهتمامات "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" من خلال التصدي للمشكلات الصحية التي تتعرض لها المجتمعات الأقل حظاً وتوفير أفضل أشكال الرعاية الصحية الأساسية لمن هم في أمس الحاجة إليها، وخلال العام 2016، قدمت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية خدمات صحية متنوعة، حيث بلغ إجمالي حجم الإنفاق في هذا القطاع 224 مليون درهم على المبادرات والبرامج الصحية التي قدمتها مؤسساتها وكياناتها المعنية بتوفير الرعاية الصحية ومكافحة الأمراض. وقد استفاد من هذه البرامج والمبادرات والحملات الصحية العلاجية والوقائية 10 ملايين شخص حول العالم، ضمن نطاق مكافحة الأمراض المعدية، تابعت "مؤسسة الجليلة" في العام 2016 برامجها الهادفة إلى مكافحة الأمراض المعدية، حيث وفرت 1.6 مليون لقاح لكزاز الأمهات والمواليد (التيتانوس) في 15 دولة. كما تعاونت المؤسسة مع "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية" في إجراء عدد من عمليات القلب الجراحية للأطفال في دولة الإمارات وفي مناطق مختلفة حول العالم.
وواصلت مؤسسة "نور دبي" مبادراتها الخاصة بإزالة مسببات العمى، فنجحت في العام 2016 في علاج أكثر من 6.6 ملايين شخص يعانون من مرض التراخوما (الرمد الحبيبي) المعدي، كما وفرت المؤسسة عيادات عالمية متنقلة لعلاج أمراض العيون في عدد من الدول، حيث فحصت هذه العيادات 15,603 مريض ووزعت 2,862 نظارة طبية، كما أجرت 1,794 عملية جراحية، ولدعم البحوث الطبية وتطوير حلول علاجية لعدد من الأمراض المستعصية، قام "مركز أبحاث مؤسسة الجليلة" في العام 2016 بتمويل أكثر من 55 دراسة بحثية محلية، كما استثمر المركز، الذي يعد أو مركز أبحاث مستقبل متعدد التخصصات للأبحاث الطبية الحيوية في دولة الإمارات، باستثمار 16.3 مليون درهم في البحوث الطبية والبعثات الدراسية وبرامج المنح والزمالة.
وبلغ الإنفاق على مبادرات نشر التعليم والمعرفة في العام 2016 نحو 590 مليون درهم، لينتزع هذا القطاع النسبة الأكبر من حجم الإنفاق الكلي، الأمر الذي يعكس القيمة العظمى التي توليها "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" لهذه المبادرات الحيوية، حيث استفاد منها 9.3 ملايين شخص من مختلف أنحاء العالم، وقد اكتسبت مبادرات نشر التعليم والمعرفة زخماً كبيراً مع إعلان العام 2016 عاماً للقراءة في دولة الإمارات، في تظاهرة شكلت أكبر احتفالية من نوعها بالقراءة المعرفية. وساهمت "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" بدور رئيسي في ترسيخ ثقافة القراءة في العالم العربي من خلال مشاريع ومبادرات نوعية، لعل أهمها إطلاق "تحدي القراءة العربي"، وهي أضخم مبادرة قرائية معرفية على مستوى الوطن العربي تهدف إلى تكريس عادة القراءة لدى النشء. وشارك في الدورة الأولى من التحدي (2015/2016) أكثر من 3.5 ملايين طالب وطالبة قرأوا أكثر من 150 مليون كتاب، أما في الدورة الثانية من التحدي (2016/2017) فقد بلغ عدد المشاركين 7 ملايين طالب وطالبة قرأوا 200 مليون كتاب، كما تم في العام 2016 إطلاق "مكتبة محمد بن راشد" بكلفة إجمالية تقدر بمليار درهم، حيث بدأ العمل على المرحلة الأولى من بناء المكتبة في الربع الأول من العام 2016. تبلغ مساحة المكتبة مليون قدم مربع، وستضم 4.5 ملايين كتاب ورقي ورقمي وصوتي، وفي رمضان 2016، أطلقت "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" حملة "أمة تقرأ" التي تعمل على تجهيز وطباعة 8 ملايين كتاب بهدف تجهيز 3000 مكتبة في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي.
وتولي "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" أهمية استثنائية للنهوض باللغة العربية ومكافأة القائمين عليها. في هذا الخصوص، شهد العام 2016 انعقاد المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية، الذي تم فيه توزيع "جائزة محمد بن راشد للغة العربية". وتكرم الجائزة سنوياً 10 أشخاص تقديراً لمساهماتهم المتميزة في دعم ونشر اللغة العربية.
وشكلت القراءة المحور الرئيسي في الدورة الثالثة من "قمة المعرفة" التي عُقدت في ديسمبر 2016، والتي نظمتها "مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة"، التي تتمثل رسالتها في ترسيخ مكانة دبي ودولة الإمارات كمركز للمعرفة، من خلال تمكين الشباب لتيسير عملية المعرفة والبحث في العالم العربي، كما تعمل على تمويل المشاريع والأنشطة البحثية التي تسهم في تأسيس مجتمعات قائمة على المعرفة.
وتعتبر قمة المعرفة كذلك منصة لـ "جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة" التي تكرم الأفراد والمؤسسات الذين يقومون بدور بارز في نشر المعرفة. هذا وشهدت قمة المعرفة في 2016 إطلاق "مؤشر القراءة العربي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث قارن المؤشر وضع القراءة في المنطقة مع بقية دول العالم، واستعرض سبل مكافحة الأمية وغرس ثقافة القراءة في الوطن العربي.
وواصلت "دبي العطاء" جهودها في توفير تعليم ابتدائي عالي الجودة للأطفال في المجتمعات الأقل حظاً من خلال تصميم برامج متكاملة تعمل على إزالة المعوقات التي تحول دون التحاق الأطفال بالمدارس. وتشمل هذه البرامج بناء وترميم المدارس وتجهيز الفصول الدراسية بالأدوات التعليمية اللازمة، وتحسين جودة المياه وخدمات الصرف الصحي في المدارس، إلى جانب تدريب المعلمين وتطوير المناهج التدريسية. وانضم في العام 2016 أكثر من 2.2 مليون مستفيد إلى قائمة المستفيدين من برامج "دبي العطاء" التعليمية، وبموازاة برامج التعليم المستدامة التي تتبناها، أعلنت "دبي العطاء" في 2016 دعمها للتعليم في حالات الطوارئ والإغاثة حول العالم بتمويل قيمته 73.5 مليون درهم. كما دعمت "دبي العطاء" برامج التعليم لآلاف الأطفال اللاجئين السوريين في لبنان، كما دعمت قطاع التعليم في قطاع غزة في فلسطين.
ويشكّل بناء المستقبل عماد رؤية مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، وتحرص المؤسسة في جميع مشاريعها ومبادراتها على تشجيع ودعم ومكافأة كافة الجهود والمشاريع الفردية والمؤسسية التي تسعى إلى استشراف المستقبل وابتكار حلول إبداعية لمواجهة تحديات الغد في العالم العربي، وبلغ حجم الإنفاق في قطاع ابتكار المستقبل والريادة 377 مليون درهم في العام 2016، شملت مشاريع ومبادرات "مؤسسة محمد بن راشد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة"، التي عملت منذ إطلاقها في العام 2002 على دعم 23 ألف رائد أعمال إماراتي من خلال استثمار 282 مليون درهم والمساعدة في إطلاق 4,152 شركة، وهناك أيضاً "جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب"، و"جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال"، و"جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان" و"جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان" و"جائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه".
وتواصل العمل في العام 2016 على "متحف المستقبل" الذي من المقرر أن يصبح مركزاً للابتكار واختبار الاختراعات والأفكار الرائدة في دبي، حيث سيضم مختبرات متخصصة في البحوث والتطوير في ميادين الصحة والتعليم والمدن الذكية والطاقة والنقل. ويتبع متحف المستقبل "مؤسسة دبي المستقبل" التي تدعم أيضاً الابتكار من خلال برنامج "مسرِّعات دبي المستقبل"، الذي يجمع رواد التكنولوجيا بالمؤسسات الحكومية في دبي لتسريع تطور الحكومة الذكية. ونجحت "مسرعات دبي المستقبل" في العام 2016 ببناء شراكات مع 33 شركة ومؤسسة من 9 دول حول العالم.
ويتمحور قطاع تمكين المجتمعات حول العمل من أجل تعزيز الحوار الحضاري وتعزيز الخطاب الإعلامي واستثمار طاقات الأفراد والمجتمعات على نحو يسهم في نشر الأمل والتفاؤل والتغيير الإيجابي في المنطقة. ويصب تمكين المجتمعات ضمن الرؤية العامة لمؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" وفي إطار الرؤية الأشمل لدولة الإمارات الداعية إلى صناعة الأمل في المنطقة وغرس مبادئ التسامح والتفاهم والتبادل الثقافي وقبول الآخر ونبذ التمييز والكراهية والتعصب والتطرف بكل أشكاله، وفي العام 2016، بلغ إجمالي الإنفاق على هذا القطاع 79 مليون درهم، من خلال العديد من المبادرات والملتقيات التي تكرس القيم والمبادئ أعلاه وتروج لها، بالإضافة إلى الجوائز التي تسعى إلى تكريم الأفراد والجهات المتميزين في هذا المجال لتحفيزهم وتشجيعهم وتقديم الدعم الكافي لهم كي يواصلوا جهودهم في إحداث التغيير الإيجابي البناء في مجتمعاتهم.
وضمن هذا المحور تم إطلاق مبادرة "صناع الأمل" في أوائل العام 2017 لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي الذين يسعون من خلال مشاريعهم ومبادراتهم الإنسانية والمجتمعية إلى الارتقاء ببيئاتهم وإحداث فرق إيجابي في حياة الناس من حولهم والمساهمة في بناء مجتمعات أكثر استقراراً وازدهاراً. واجتذبت المبادرة الأكبر عربياً أكثر من 65 ألف قصة أمل من مختلف أنحاء الوطن العربي، حيث تم تكريم صناع الأمل الخمسة الأوائل بمنحهم جائزة العطاء الأرفع من نوعها في العالم، وهناك مبادرة "حوار الشرق الأوسط"، التي أُطلقت في العام 2016 بالتعاون بين "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" كمنصة لتبادل الرؤى والأفكار وتشجيع الانخراط في حوار إيجابي وبناء حول قضايا المنطقة من خلال دراسات ومقالات تحليلية يكتبها باحثون ومفكرون ومسؤولون حكوميون ويتم نشرها في عدة صحف عربية، حيث استقطبت هذه المقالات خلال العام الماضي 3.2 ملايين قارئ شهرياً، هذا وفي إطار جهود "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" لتطوير الخطاب الإعلامي واستغلال الإعلام الجديد للترويج لقيم التسامح والانفتاح والحوار بين الثقافات، تم تسخير العديد من مبادرات المؤسسة لخلق تفاعل إعلامي بناء ودعم وتشجيع منصات تواصلية تستهدف شريحة الشباب بالدرجة الأولى.
استقطب "منتدى الإعلام العربي"، الذي يعد منصة لأبرز الخبراء الإعلاميين عربياً وعالمياً، 40 متحدثاً في العام 2016، ضمن حراك نوعي أتاح إقامة شراكات مع مؤسسات إعلامية محلية وإقليمية ودولية. وكان المنتدى الذي تأسس في 2001 قد اجتذب منذ انطلاقه وحتى اليوم أكثر من 30 ألف مشارك، وهناك "جائزة الصحافة العربية"، التي تكرم سنوياً الصحفيين المتميزين الذين يعكسون قضايا مجتمعاتهم بمهنية، حيث نالها 17 صحفياً في مختلف مجالات الجائزة في دورة العام 2016.
واستضافت "قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب" في دورتها الثانية التي عقدت في العام 2016 مشاركين من 21 دولة عربية استعرضوا تجاربهم في حشد الرأي العام إزاء قضايا بعينها وبحثوا فرص وتحديات دعم منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وكانت هذه القمة قد أُطلقت في دورتها الأولى في العام 2015 وذلك إيماناً بالدور المتنامي لمنصات التواصل الاجتماعي وضرورة توجيه هذه المنصات كي تكون أداوت ممكنة وبناءة وجامعة ومحفِّزة بالمعنى الإيجابي والخلاق، وتشمل القمة منح "جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب"، حيث نالها 40 فائزاً في دورة 2016، ولما كان إعداد القادة وتأهيلهم من أهم عناصر تمكين المجتمعات، يسعى "مركز محمد بن راشد لإعداد القادة" الذي يندرج تحت "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" إلى تمكين الإماراتيين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة ليصبحوا قادة حكوميين قادرين على اتخاذ القرارات التي تصوغ مستقبل دولتهم. ونظم المركز في العام 2016 أنشطة وفعاليات عدة ضمن برنامج "القيادات الشابة" المعني بتطوير المهارات القيادية. كذلك، استضافت "كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية" في 2016 العديد من برامج إعداد وتدريب القادة إلى جانب تنظيم ملتقيات تسلط الضوء على قضايا وشؤون حكومية ومجتمعية ملحّة، وهناك أيضاً "المنتدى الاستراتيجي العربي" الذي عُقد في دورته التاسعة في ديسمبر 2016 بمشاركة عدد من الخبراء وصناع القرار، استعرضوا خلاله الأوضاع السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، كما لا يزال "مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري" يقوم بدوره في المساهمة في تكريس ثقافة التسامح والحوار الحضاري والاحتفاء بالتنوع الثقافي خاصة وسط المجتمع الإماراتي ذي التركيبة السكانية الكوزموبوليتانية.
وتشكل الجوائز التي تكرم الإبداع على أكثر من صعيد من دعائم التمكين المجتمعي؛ مثل "جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي" التي تسعى إلى التقريب بين الناس من خلال الرياضة، حيث عملت الجائزة في العام 2016 على تسليط الضوء على المواهب الرياضية وسبل دعم الرياضيين وتمكين المرأة وتعزيز دورها في مجال الرياضة.
واستضاف "مؤتمر دبي الرياضي الدولي" الذي عُقد في العام 2016 نخبة من نجوم كرة القدم والحكام والمدربين والمديرين وحتى رؤساء دول، وجرت خلاله مناقشة قضايا جوهرية من بينها الحوكمة الرشيدة في الإدارة الرياضية، ومنذ إطلاقها في العام 2015، حددت "مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لنفسها" جملة مستهدفات عشرية تسعى إلى تحقيقها وبلورتها على أرض الواقع بحلول العام 2025 وذلك في إطار رؤيتها الشاملة الساعة إلى الارتقاء بالإنسانية في كل المجالات والتصدي لأبرز معوقات التنمية وإيجاد حلول لها وخلق الظروف المواتية لبناء مستقبل مزدهر، ومن بين هذه الأهداف الموضوعة دعم وتمكين مليوني أسرة في 40 دولة واستثمار 500 مليون درهم في أبحاث المياه واستثمار 1.5 مليار درهم في مبادرات تعليمية ومعرفية وتشجيع قراءة 500 مليون كتاب ودعم تعليم 20 مليون طفل في 41 دولة وترجمة 25 ألف عنوان إلى اللغة العربية وطباعة وتوزيع 10 ملايين كتاب، إلى جانب استثمار ملياري درهم في إنشاء مراكز أبحاث ومستشفيات في المنطقة وتقديم العلاج من أمراض العيون والوقاية من العمى لـ 30 مليون شخص. كما تشمل هذه الأهداف دعم وتدريب 50 ألفاً من رواد الأعمال الشباب واستثمار 5.5 مليارات درهم في حاضنات ابتكارية ودعم ورعاية 5000 مبتكر وباحث ودعم تأسيس شركات لتوفير 500 ألف فرصة عمل، علاوة على تخصيص جوائز بقيمة 150 مليون درهم لتشجيع وتحفيز المبدعين في مختلف المجالات، واستقطاب مليون مشارك في هذا الجوائز، واستثمار 600 مليون درهم في نشر ثقافة التسامح، ولعل نظرة إلى نتائج ومنجزات "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" للعام 2016 يؤكد أن المؤسسة، وخلال أقل من عامين من تدشينها، لم تلتزم بالأهداف التي حددتها لنفسها فقط، بل تخطتها بمراحل لتسبق بذلك المستقبل الذي رسمت آفاقه.
أرسل تعليقك