افتتح رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد داخل مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في العاصمة التونسية اليوم الخميس، أعمال الدورة الـ 20 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، بمشاركة وزراء الثقافة في الدول العربية الأعضاء بالمنظمة. ورأس وفد العراق في المؤتمر وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزوي.
ويُناقش المؤتمر على مدى يومين عددًا من المحاور من بينها الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي، والتشريعات والنظم الإعلامية والثقافية وإدارة المحتوى والحقوق الرقمية في الوطن العربي، والتكوين والتدريب وتطوير البحث العلمي في الإعلام الثقافي، والإعلام الرقمي والمهن الثقافية الجديدة. كما يناقش المؤتمر محاور حول وسائل التواصل الاجتماعي وإنتاج المحتوى الثقافي الرقمي العربي ونشره وأوجه استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في البلدان العربية، إضافة إلى تحديات الإعلام الثقافي الرقمي في الوطن العربي.
وقال وزير الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية رئيس الدورة الـ 199 الدكتور عادل بن زيد الطريفي، في أولى كلمات الدورة: إن الهدف من اجتماعنا وحضورنا إلى الجمهورية التونسية الشقيقة ولقاء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي ينصب في إطار العمل الدؤوب الذي توليه حكومة المملكة العربية السعودية لكل ما يتعلق بالنشاط الثقافي بشموليته ودورها الإنساني الكبير في تحقيق رؤى الدول والحكومات العربية من أجل رفعة وطننا العربي وتحقيق الخير للشعوب من خلال الثقافة.
وقال الطريفي، إن موضوع الدورة الجديدة للمؤتمر (الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي) ذو هدف يستحق الإشادة لما للإعلام من دور أساسي في حفظ الخصوصيات الثقافية والتراثية, بداية بحفظ الهوية العربية في ضوء موجة العالم الرقمي وتعدد منصاته بوصف اللغة العربية المقوم الأساسي للثقافة العربية, ولتكون اللغة متجددة مع المتغيرات ومستفيدة من كافة التقنيات.
وأعلن وزير الثقافة والإعلام السعودي في ختام كلمته تسليم رئاسة المؤتمر لوزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين رئيس الدورة الحالية, متمنياً للجميع التوفيق لما فيه خير الشعوب والثقافة العربية. ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، أن الرهانات المستقبلية التي تقدم عليها البلدان في الوطن العربي الكبير هي رهانات ثقافية في جوهرها, مشيراً إلى أن الثقافة ليست مجرد اختصاص ولا مكان لأي برنامج اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي تغيب فيه إستراتيجية العمل الثقافي بالمعنى الحضاري للكلمة.
وشدّد على ضرورة سن نصوص وتشريعات جديدة لاغتنام الفرص التي يوفرها التطور الرقمي الهائل في التواصل مع الآخر وفي إعطاء الإعلام الثقافي مضامين متناسبة مع حقيقة الواقع العربي ومقتضيات العصر. بدوره شدّد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أن الثقافة هي منهج فكر وأسلوب للعيش وطريقة للحياة ونظرة كلية إلى العالم، وهي تراكم من الخبرات والقيم المتوارثة التي تختزنها جماعة بشرية بعينها وتتناقلها جيلاً بعد جيل.
وأكد أبو الغيط أن المأزق العربي الراهن يرتبط بالثقافة قبل أي شيء آخر, مشيراً إلى أنه إذا كانت المجتمعات العربية تمر بأزمة كبرى وممتدة ترى تداعياتها على النسيج الوطني في بعض الدول وصولاً إلى القتل على الهوية والتشريد لملايين البشر, فإنه من الضروري البحث في الثقافة أولاً وقبل أي شيء آخر.
من جانبه، قال مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور عبد الله حمد محارب، إن اختيار عنوان (الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي) موضوعاً للدورة الحالية من المؤتمر جاء ليؤكد التكامل الضروري بين قطاعين حيويين هما الثقافة والإعلام، مشيراً إلى أن الثقافة في مفهومها العام والثقافة الرقمية على وجه التحديد تمثل تعبيراً رمزياً عن التحولات العميقة التي تعيشها المجتمعات على جميع الأصعدة، مؤكداً أن الثقافة بكل روافدها لا يمكن أن تتطور بمعزل عن التغيرات الرقمية والشبكات الاجتماعية.
وعلى صعيد متصل أكد وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين أن مستقبل العرب رهين تنميتهم المعرفية والتقنية والاقتصادية, وأنه لا تنمية حقيقية دون تنمية فكرية وإبداعية وإنشائية تتلازم اعتباراتها مع تنمية الذاكرات الثقافية والتراثية والاشتغال حول الأبعاد المعنوية والروحية للإنسان العربي تواصلاً مع ضرورات ما تفرضه عليه حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وعبّر وزير الثقافة التونسي عن أمله في أن يسهم المؤتمر الـ 200 للوزراء العرب المسؤولين عن الشؤون الثقافية في تعزيز الثقافة كطرح حقيقي لوسائل الإنسان ومسائله الاجتماعية والسياسية أمام الرهانات المطروحة على المجتمعات العربية جهوياً وإقليمياً, وأن يسهم بتوصياته واستنتاجاته في النهوض بالعمل العربي المشترك والرفع من أداء القطاع الثقافي في الأوطان العربية تربية وعلماً وإبداعاً وبحثاً وتواصلاً.
وعلى هامش المؤتمر افتتح وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، مساء أمس الأربعاء ، معرضا فنيا لمجموعة من الفنانين التشكيليين العراقيين يحمل عنوان طيف عراقي ملون، بمقر المنظمة، قاعة بغداد. والمعرض من تنظيم إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) وبإشراف المدير العام للمنظمة الأستاذ الدكتور عبد الله حمد محارب. وضم المعرض 344 لوحة تشكيلية للفنانين: فاخر محمد، حسن عبود، علي رضا سعيد، ستار لقمان، قاسم محسن، سمير مجيد البياتي، سعد القصاب، زينب الجابري.
أرسل تعليقك