المدن مسبب رئيسي لظاهرة التغير المناخي وضحية لها
آخر تحديث 22:01:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

المدن مسبب رئيسي لظاهرة التغير المناخي وضحية لها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المدن مسبب رئيسي لظاهرة التغير المناخي وضحية لها

برلين ـ وكالات

تعد ألمانيا من الدول الرائدة في أبحاث مناخ المدن. وتقوم الجامعات بمقاربات مختلفة حول هذا الموضوع، فبعضها يركز على البيانات، والبعض الآخر على الحس البشري. أصبحت آثار التغير المناخ واضحة في البلدان الصاعدة والنامية، فالجزر تغرق والأنهار الجليدية تذوب والمناطق الساحلية تغمرها المياه باستمرار، والتربة تعاني من الجفاف. أما المدن الواقعة في البلدان المتقدمة فلا يأتي ذكرها عادة عند الحديث عن التغير المناخي، وإذا ما تم ذلك فبوصفها مسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك لأن استهلاكها من الطاقة يمثل حوالي ثلثي الطاقة المستهلكة عالميا، وهي تستهلك أيضا 60 في المئة من الاستهلاك العالمي للمياه، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن 70 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. لكن المدن تعاني بشكل خاص من تبعات ظاهرة الاحتباس الحراري، وكما توضح هايكه شلونتسن الأاستاذة في معهد الأرصاد الجوي في جامعة هامبورغ، فإن "درجة الحرارة ترتفع في المدن المزدحمة بالمباني والسكان، لأن حرارة الشمس تتكثف بين المباني سواء أكانت مساكن أو مصانع. وهذا يمكن أن يسبب الإجهاد الحراري، أي أن درجة الحرارة تتجاوز 20 درجة ليلا، وهو ما يمكن أن يتسبب في الأرق للكثيرين."  جعلت هايكه شلونتسن وفريقها من مدينة هامبورغ مركزا لأبحاث مناخ المدن، لذا نجد في مواقع مختلفة من مدينة هامبورغ محطات قياس تقوم باستمرار بتسجيل درجة حرارة الهواء ودرجة رطوبته، وكذلك كثافة الأمطار وقوة الرياح ودرجة رطوبة التربة ودرجة حرارتها. وتقوم محطات القياس بشكل دوري بنقل البيانات إلى جهاز كمبيوتر في معهد الأرصاد الجوي في الجامعة، وذلك بهدف معرفة مدى ارتباط مستويات المياه الجوفية وخصائص التربة بعملية تبخر المياه وبالتالي أثر ذلك على تبريد المناخ في المدن. وتعتبر النتائج دقيقة يمكن تعميمها كنموذج للكشف عن الآثار الناجمة عن وجود مجموعة من المباني أو عن وجود المتنزهات أو حتى الأشجار في مدينة ما. وعبر النتائج يأمل الباحثون في توفير الإمكانية لمواجهة ارتفاع درجة حرارة ليلا في المدن بسبب التغير المناخي. ويلجأ الخبراء إلى أسلوب المحاكاة بواسطة قنوات طبقات الرياح الحدودية، وذلك كمكل للبيانات التي يتم استخلاصها من محطات القياس الموزعة على أنحاء المدينة. فالطبقة الحدودية التي ترتفع بمعدل يتراوح بين مائة إلى مئتي متر فوق سطح الأرض يحتاجها الإنسان كفضاء ضروري لحياته، ووفقا لمدير المشروع بيرند ليتل فإن النماذج المصغرة المختلفة، على سبيل المثال لمدن مثل هامبورغ وشيكاغو، تظهر كيفية تأثير الرياح على المناخ في المدن، وأيضا على انتقال المواد الملوثة الضارة. وقد تلعب البنايات الشاهقة أو ناطحات السحاب دورا ايجابيا فيما يتعلق بتهوية المدينة، لأنها تقوم بتوجيه الرياح، لكن الأثر قد يكون سلبيا إذا شيدت تلك المباني العالية بحيث تواجه بعضها بطريقة خاطئة، ففي هذه الحالة تنشأ رياحا تقوم بخلط الهواء، ما ينجم عنه خفض درجة الحرارة. كما أن الترتيب غير السليم للمباني، يتسبب كذلك في نشوء عواصف عنيفة. وبالتالي فإن العلماء يقومون بإجراء اختبارات لتحديد الظروف الأمثل في أنفاق الرياح، وأثر بناء ناطحة سحاب جديدة على هبوب الرياح داخل مدينة ما. وبشكل عام فإن هدف الأبحاث الأساسي هو راحة ورفاهية الأجيال القادمة، وتقول شلونتسن في هذا السياق: “إننا نستخلص الأرقام التي يمكن أن توضح للسياسيين كيفية التصميم الأمثل للمدن، وهذا بحيث تصبح ملائمة أكثر للعيش في المستقبل." وإذا لم تتخذ التدابير الرامية لإحداث تغيير في تخطيط المدن اليوم، فإن إجراء التغيير في وقت متأخر سيكون باهظ التكاليف، وقد يتطلب الأمر حينها كذلك، هدم بنايات بأكملها على سبيل المثال، لأنها تشكل عقبة في طريق الخطط الرامية لتوفير مناخ أفضل في المدينة.  من جانبه يجد أندرياس ماتساراكيس من معهد الغابات والعلوم البيئية في مدينة فرابيورغ، أن أرقام القياس والإحصاءات الأساسية التي تتم في معهد الأرصاد الجوي ليست شاملة بما فيه الكفاية. فما يهم بالنسبة له هو إحساس الإنسان بالمناخ، لذا فبدلا من التركيز على جمع البيانات وحده، يركز علم الأرصاد الإنساني على الإنسان بوصفه نظاما مرتبطا بعلاقة تبادلية مع محيطه. ويقول ماتساراكيس إن الإنسان غير قادر على التأثير على درجة الحرارة والرطوبة مضيفا أن تأثيرها أقل بكثير على رفاهية الإنسان مما يعتقد، ذلك بالمقارنة مع هبوب نسمة منعشة أو التمتع يظل شجرة وارفة، فهذا من من شأنه التأثير في الواقع بشكل أكبر على نوعية الحياة. في فرايبورغ، إحدى أكثر المدن دفئا في ألمانيا تم وضع تصميم جديد لكنيس يهودي قديم كان يقع وسط مروج خضراء محاطة بالأشجار. لكن في الخطط الجديدة تحل المصاطب الحجرية مكان العشب، ما دفع العلماء للتدخل والإدلاء برأيهم في التصميم الجديد، حيث حذر ماتساراكيس وفريقه من أن التصميم الجديد سيرفع من درجة الحرارة، وذلك لأن الحجر يحتفظ بالحرارة، وبالتالي فإن ارتفاع درجات الحرارة سيجعل المكان ساخنا بشكل لا يطاق لزوار الكنيس. غض النظر عما إذا كانت البيانات أو الإنسان هو محور أبحاث المناخ، فإنه "من المهم توفر قناة تضمن تدفق المعلومات"، كما تقول ليديا دومينيل غيتس منسقة المشروع التجريبي لشبكة المؤسسات البحثية المتخصصة في مناخ المدن، وتضيف أنهم أبعد ما يكون عن "تبادل الخبرات والحلول بالنسبة للمدن في ظل التغير المناخي، فالجامعات لا تشجع التعاون كما يجب، وليس هناك دعم يذكر على المستوى السياسي، وذلك بالرغم من وجود خطوات أولية تتمثل في إنشاء برامج مشتركة مثل مبادرة البرمجة المشتركة (JPI)، التي تسعى لجمع المعلومات المناخية في جميع أنحاء أوروبا. وبدون التعاون والدعم المتبادل لن تتسنى مواجهة التحديات الناجمة عن التغير المناخي، ليس في المناطق الريفية في البلدان الصاعدة والنامية فحسب، وإنما أيضا في مدن المستقبل الكبرى.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدن مسبب رئيسي لظاهرة التغير المناخي وضحية لها المدن مسبب رئيسي لظاهرة التغير المناخي وضحية لها



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates