قلـب الشارقـة ينبــض بالتاريــخ والحيــاة
آخر تحديث 03:49:47 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"قلـب الشارقـة" ينبــض بالتاريــخ والحيــاة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "قلـب الشارقـة" ينبــض بالتاريــخ والحيــاة

"قلـب الشارقـة" ينبــض بالتاريــخ والحيــاة
الشارقة – صوت الإمارات

تُعد منطقة "قلب الشارقة" وجهة متفردة ومنبعاً لحكايات الأجداد المؤسسين، تختزن عبق التاريخ وذكريات الماضي وتحمل مبانيها ومرافقها قيمة لا تقدر بثمن فهي جزء من تاريخ إمارة الشارقة الأصيل، وطابع حياتها الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتضم جميع الأعمال الفنية التي تركها لنا الأجداد كأيقونة تحفظ مسيرة الإمارة الثقافية.

وتقع منطقة قلب الشارقة في الجزء القديم من مدينة الشارقة؛ ووفقاً لمصادر تاريخية فقد لعبت هذه المنطقة دوراً بارزاً في تطوير التجارة على مر القرون، إذ أكد العالم العربي المسلم الشريف الإدريسي وجود ميناء في المكان الذي تقع فيه منطقة قلب الشارقة حالياً، وكان هذا الميناء يعد عام 1756 واحداً من ثلاثة موانئ رئيسة على الساحل بين القطيف في المملكة العربية السعودية، وصير رأس الخيمة، وهي العجير وقطر والشارقة وتحتوي هذه الأماكن على نسبة ضئيلة من السكان، ومنها كان يتم نقل بلح البصرة والأرز إلى عرب الصحراء من قبل غواصي اللؤلؤ.

وظل ميناء الشارقة الأهم في منطقة الخليج العربي الأدنى حتى النصف الأول من القرن الـ19 وتحديداً عام 1820 حين تم تدمير موقع الشارقة القديمة ومينائها بالكامل من قبل المستعمرين البريطانيين قبل أن يتعافى بوتيرة أسرع من بقية الموانئ في منطقة الإمارات، إذ أصبحت المنطقة نقطة تواصل حضاري بين التجار القادمين عبر البحر وبين سكان المنطقة وبقية مدن الإمارات وهو ما أوجد نشاطاً تجارياً كبيراً في المنطقة ساعد السكان على إقامة العديد من البيوت السكنية والأسواق والمساجد التي ظلت شاهدة على نمو المدينة وتطورها عبر الزمن.

ومنذ منتصف القرن الـ20 استمرت عمليات التطوير العمراني غائبة عن منطقة قلب الشارقة كي يتسنى الإبقاء على معالمها المميزة لكن مع إدراجها في مارس 2014 ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" ازدادت الحاجة إلى الحفاظ على هذا الإرث التراثي الغني. ويمثل إدراج "قلب الشارقة" في القائمة التمهيدية لـ"اليونيسكو" إنجازاً يعكس غنى التراث الأثري والتاريخي في دولة الإمارات، كما أنه يسهم في الحفاظ على المنطقة وصونها وترميمها ضمن المعايير الدولية التي حددتها "اليونيسكو".

ويضمن الإدراج النهائي في القائمة فرصة التعريف بها وتسويقها على مستوى العالم، الأمر الذي سيؤدي إلى وضعها على الخريطة السياحية العالمية.

وفي إطار حماية هذا الإرث الثقافي القيم، بدأت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) بناء على توجيهات من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشروعاً ضخماً لتطوير منطقة قلب الشارقة ينقسم إلى خمس مراحل، ويستمر حتى عام 2025، ويُعد الأول من نوعه للمناطق التراثية في الشارقة والأكبر والأبرز في المنطقة حتى اليوم. ويهدف المشروع إلى إعادة ترميم وتجديد المناطق التراثية لتشكيل وجهة سياحية وتجارية متفردة ذات لمسة فنية معاصرة تتناغم مع طابع خمسينات القرن الماضي. ومن خلال المشروع سيتم إحياء منطقة "قلب الشارقة" كوجهة ثقافية نابضة بالحياة، وسيتم بناء فنادق ومطاعم ومقاهٍ ودور فنون وأسواق.

ويرتكز نجاح هذا المشروع في الحفاظ على قيمة المنطقة التاريخية وأهميتها الأساسية في سياق التطور الثقافي الثري للإمارة؛ فأزقتها الضيقة تحتضن البيوت العتيقة التي سكنها الأهل المؤسسون وبنيت عليها المدارس الأولى في الإمارة؛ ما جعل منها حلقة الوصل بين ماضي الإمارة العريق ومستقبلها الأكثر إشراقاً.

وذكر مدير قلب الشارقة يوسف المطوع، إن "المشروع يعد القلب الثقافي والاجتماعي والتجاري لإمارة الشارقة فهذه المنطقة تحمل إرثاً وقيمة تاريخية لا يقدران بثمن، ومع التطور المستمر الذي تشهده الإمارة في جميع النواحي ومن ضمنها القطاع السياحي كان لابد من تطوير هذه المنطقة وصونها ورعايتها والحفاظ على معالمها التراثية ليس لجيلنا فقط، بل لأجيالنا المقبلة أيضاً؛ كونها تمثل ذاكرة حية للمواطنين الإماراتيين الذين عاشوا على هذه الأرض الطيبة منذ مئات السنين".

وأضاف أن "شروق" استطاعت أن تحوّل المنطقة إلى وجهة سياحية جاذبة، وأحيت معالم اندثرت في المنطقة مثل سوق "الشناصية" وبناء أخرى تحافظ على طبيعة المسكن وتشكل إضافة نوعية له مثل فندق "البيت".

ويتضمن مشروع "قلب الشارقة" العديد من المرافق والمقومات السياحية الفريدة، ويعد مركز استكشاف قلب الشارقة بداية رحلة إلى أعماق تاريخ المنطقة لكشف أسرارها والتعرف إلى مكنوناتها. ومن أبرز معالم المنطقة متحف الحصن الذي يعد أهم بناء في الشارقة منذ بداية القرن الـ19 وحتى منتصف القرن الـ20، وتم بناء الحصن عام 1823 ليستخدم مقراً للحكم وسكناً لعائلة القواسم الحاكمة. وتضم صالات العرض في المتحف مقتنيات واسعة من الصور والقطع والقصص التي توفر للزوار فرصة عيش تاريخ الشارقة وأهلها. أمّا "متحف بيت النابودة" فيتوسطه ساحة كبيرة تحيط بها جدران من الحجر المرجاني ويتعرف الزائر من خلال هذه المنطقة إلى وسائل تكييف الهواء التقليدية التي كانت تستخدم ومشاهدة الزخارف الفريدة التي تغطي الجص والخشب. ويستطيع الزائر إلقاء نظرة فاحصة على بدايات الحركة التعليمية في الإمارة من خلال متحف مدرسة الإصلاح التي تأسست عام 1935 لتكون أول مدرسة نظامية تفتتح أبوابها في الشارقة وتستقبل في فصولها طلاباً من جميع أنحاء المنطقة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلـب الشارقـة ينبــض بالتاريــخ والحيــاة قلـب الشارقـة ينبــض بالتاريــخ والحيــاة



GMT 03:31 2022 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

سلطان القاسمي يلتقي مسؤولي سفاري الشارقة

GMT 04:01 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

66 ألف زائر لمعرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات في الشارقة

GMT 04:29 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

2000 إصدار إماراتي في «إسطنبول للكتاب العربي»

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ صوت الإمارات
تحتفل اليوم الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد التي تحظى بشهرة واسعة تخطت حدود الوطن العربي وصولا لعالم هوليوود، ورافقت ريا الأناقة الناعمة في أشهر فعاليات الموضة والفن حول العالم على مدار سنوات من التوهج والنجاح المهني، واليوم تزامنا مع عيد ميلادها الـ47، سنأخذكم في جولة سريعة نتذكر خلالها بعض من إطلالات الإعلامية العالمية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار المجوهرات العريقة Bulgari، وأول امرأة عربية تصبح سفيرة للنوايا الحسنة لمفوضية اللاجئين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. أحدث ظهور لريا أبي راشد بصيحة الجمبسوت منذ أيام سحرت الإعلامية ريا أبي راشد متابعيها بإطلالة ناعمة قامت بنشر صورها عبر حسابها الخاص على انستجرام، عبارة عن جمبسوت ناعم باللون الأبيض الموحد من توقيع Alex Perry، تميز بالأرجل الواسعة مع ياقة القلب ذات الأكتاف المكشوف...المزيد

GMT 06:37 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

بندر الأحبابي يعرب عن سعادته بأول أهدافه

GMT 14:30 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فهمي يؤكّد أن الشباب سيدفع فاتورة التغيرات المناخية

GMT 18:38 2020 الأحد ,23 شباط / فبراير

«إل جي» توفر تقنية 8K في شاشات الترفيه

GMT 17:02 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"Hennessey" تُقدِّم نسخًا مُعدِّلة وقوية مِن سيارات "فورد"

GMT 08:18 2014 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة GoPro تعتزم الدخول في سوق الطائرات بدون طيار

GMT 11:00 2013 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أبل على وشك إطلاق "الراديو الموسيقي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates