موسكو - حسن عمارة
أعلنت المعارضة السورية عن حضورها محادثات السلام التي تدعمها روسيا وتركيا في كازاخستان، الأسبوع المقبل، كخطوة كبيرة في أحدث محاولات وقف الحرب الأهلية الدائرة على مدار ست سنوات في سورية. وتعمل المعارضة الأن على تشكيل الوفد المشارك في المحادثات، وستجمع مفاوضات "أستانا" ممثلي المعارضة ونظام بشار الأسد، وكذلك روسيا وتركيا وإيران، كما تم دعوة الإدارة الأميركية القادمة بقيادة دونالد ترامب.
وتأتى المحادثات، التي من المتوقع أن تبدأ يوم 23 كانون الثاني/يناير، بعد أسابيع من وقف إطلاق النار التي تفاوض عليه كلا من أنقرة وموسكو والذي لا زال مستمرا بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد، وقالت لجنة المفاوضات العليا للمعارضة أنها ستؤيد المحادثات، كما أكد محمد علوش، كبير مفاوضي المعارضة السورية على حضور وفد منهم.
وقال علوش، القيادي البارز في جماعة جيش الإسلام، في مقابلة مع وكالة فرانس برس:"جميع الجماعات المتمردة ستذهب إلى استأنا، لقد اتفق الجميع". "فمفوضات "أستانا" هي عملية لوضع حد لإراقة الدماء من قبل النظام وحلفائه. نريد إن ننهي سلسلة الجرائم".
وقال مسؤول تركي رفيع المستوى إن المعارضة ملتزمة بالمحادثات، وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: "في سبيل استعدادنا لأجراء محادثات أستانا، نبذل قصارى جهدنا للتأكد من استمرار وقف إطلاق النار، وبالتالي فإننا نتحدث إلى الروس للتحكم في النظام السوري، لأن معظم الانتهاكات التي حدثت حتى الآن قام بها النظام. من قبل النظام في مناطق معينة من سوريا "، وأضاف "لكن نحن نتحدث أيضا للمعارضة أن تبقى ملتزمة بعملية "أستانا"، ولقد كان متفهمين للغاية ومتعاونين حتى الآن."
وتعتبر المحادثات هي أول محاولة جادة منذ أشهر لوضع حد للمجازر في سوريا، التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص، تشريد نصف السكان، وتركت البلاد في حالة خراب.
والآن كلا من النظام والمعارضة ذاهبون إلي محادثات السلام، مع كلا من موسكو التي تعمل على ترسيخ مكانتها كقوة عظمى عالمية والحد من تكاليف تدخلها في الحرب، وأنقرة التي تأمل في وقف تدفق اللاجئين اليها، حيث فرا نحو 2 مليون منهم إلى تركيا.
وتعتبر مشاركة المعارضة هي دفعة للمحادثات، ولكن لا تزال هناك قضايا رئيسية يمكن أن تعرقل المحادثات، بما في ذلك الخلافات حول مستقبل الأسد، وشكل الحكومة الانتقالية، والمنافسات داخل المعسكرين - وخاصة المصالح التنافسية لروسيا، وإيران اللاعب الرئيسي الآخر المؤيد للنظام السوري.
وقال أسامة أبو زيد، مفاوض المعارضة والمستشار القانوني للجيش السوري الحر لصحيفة الغارديان إن المحادثات أستانا لها هدف محدود – وهو ضمان استمرار وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من أن المحادثات ستبدأ دون أي شروط مسبقة، وأن المتمردين حريصون على المطالبة بخلع الأسد، فإن تعيين حكومة انتقالية ستكون نقطة الخلاف الرئيسية التي من شأنها أن تجعل ممثلي الأسد لا يوافقون دون ضغط كبير.
أرسل تعليقك