عدن - عبدالغني يحيى
قُتل أحد عناصر "المقاومة" الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، و7 من مسلحي جماعة "الحوثي وصالح في معارك بين الجانبين في محافظة تعز، جنوب غربي البلاد. وقال المركز الإعلامي للمقاومة في بيان، إن 7 من الحوثيين وحلفائهم وكذلك أحد عناصرها قُتلوا، مساء الأحد، بينما أُصيب 3 آخرين في صفوفها بجروح متفاوتة.
وحسب بيان المركز فإن المعارك دارت بين الطرفين، في الجهة الشرقية والغربية من المدينة، فضلاً عن معارك في منطقة "الصلو" و"الأحكوم" جنوب المدينة. وقد أدت المعارك إلى توقف حركة المرور في طريق "هيجة العبد"، جنوبي المحافظة، والذي يُعد شريان الحياة الوحيد الذي يصل المحافظة التي يقطنها نحو مليونين ونصف مليون يمني، بمحافظتي لحج وعدن على التوالي، جنوبي البلاد.
وقال شهود عيان في مدينة "تعز" إن مدنيين اثنين لقيا مصرعهما وأٌصيب طفلان بقصف شنه عناصر من "الحوثيين" استهدف حي "ثعبات" شرقي المدينة.
وتمكنت قوات "لواء المحضار" التابع للمقاومة الجنوبية من إسقاط موقع استراتيجي كانت تتمركز فيه المليشيات الانقلابية بعد معارك دامت لساعات في محافظة صعدة منطقة البقع . وأكد أحد أفراد لواء المحضار أن الانقلابيين لاذوا بالفرار بعد معارك استمرت لساعات تاركين بعدهم مخازن اسلحة تم تخزين فيها ذخائر تكفي لشهور حرب ..
واضاف: أن العملية النوعية التي نفذها مجموعة من لواء المحضار لم تخلف بخسائر في أفراد اللواء بقدر ما خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المليشيات الانقلابيين ، مضيفاً أن أفراد لواء المحضار استطاعوا من إسقاط أقوى مواقع تابعة للمليشات الانقلابية في محافظة صعدة مديرة البقع بعد معارك دارت لشهور بين المليشيات الانقلابية وبين أفراد لواء المحضار ..
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الاثنين، أن الكوليرا ضربت نصف محافظات اليمن. وقالت المنظمة إن المرض استفحل في 11 محافظة يمنية أي ما يعادل نصف المحافظات في البلاد معظم الحالات في تعز وعدن. وذلك بعدما كان المرض محصورا خلال الأيام الماضية في 6 محافظات.
وكانت المنظمة قد قالت نهاية الشهر الماضي إن حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 1410 حالات في غضون ثلاثة أسابيع، من الإعلان عن ظهور المرض في الدولة التي دمرت الحرب معظم منشآتها الصحية ومرافق إمدادات المياه النقية فيها. وحذرت المنظمة في وقت سابق من أن ندرة مياه الشرب ساهمت في زيادة حالات آلام شديدة في البطن بشكل كبير وخصوصاً بين من تشردوا من منازلهم في وسط اليمن.
وكانت المنظمة العالمية ناشدت الشهر الماضي المجتمع الدولي توفير دعم عاجل للحيلولة دون انتشار وباء الكوليرا/الإسهال المائي الحاد في اليمن. وقالت إن خطة مكافحة الكوليرا تتطلب توفير 22.35 مليون دولار لمجموعتي الصحية والمياه، منها 16.6 مليون دولار مطلوب توفيرها عاجلاً.
وعبر رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر عن أسفة لما يجري في صنعاء والمحافظات المسيطر عليها من قبل "الحوثيين وصالح"، ومن إجراءات قمعية وتجويعية غير مسبوقة، لا يمكن استمرارها. وقال في تصريح مساء الأحد: إن اختفاء السيولة النقدية بصورة مفاجئة من فرعي البنك المركزي في صنعاء والحديدة، وعجز فرع البنك في صنعاء عن تسديد مرتبات الموظفين لهو أمر محزن ومقلق لارتباطه المباشر بحياة المواطنين وبمعيشتهم التي حولها الحوثيين إلى مأساة لم تعرف اليمن مثيلاً لها من قبل، حتى في أحلك الظروف.
واكد بن دغر أن الاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات التي يعبر عنها الجنود والموظفين ويمتد أثرها إلى وعي الناس وسلوكهم، لا يمكن وأدها بالعنف وقوة السلاح، وأن على الحوثيين أن يدركوا أنهم لا بستطيعون منع الجماهير من التعبير عن مواقفها، أو القبول والخنوع لسلطتهم وباطل حكمهم. وأن عليهم أن يتعضوا بغيرهم. قبل فوات الأوان.
وقال إن على الحوثيين أن يعلموا أن الوقت قد حان للجنوح نحو السلام الذي يصعب تحقيقة قبل الانسحاب من العاصمة وتعز والحديدة والمدن والمناطق الأخرى التي سيطروا عليها بقوة السلاح، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط لطرف ثالث يمكن الوثوق به، وبقدرته على الاحتفاظ به في مكان آمن، حيث لا يمكن أن بجرؤ أحد على التفكير في الاستيلاء عليه مرة أخرى، أو استخدامة ضداً عن الإرادة الوطنية، فالانسحاب وتسليم السلاح مفتاحاً للحل العادل وعودة الأمور إلى طبيعتها. واستعادة الوفاق الوطني، فالفرصة لازالت سانحة، ولا يجوز تفويتها.
وشدد رئيس الوزراء على أن مصلحة البلاد تتطلب التضحية والتنازلات عند مستوى المرجعيات الوطنية فقط؛ المبادرة وآليتها والمخرجات والقرارات الدولية ذات الصلة وفي أساسها القرار الدولي رقم 2216. لنصل جميعاً إلى سلام الشجعان، الذي يحقن الدماء ويوقف النزيف، وحيث يمكن الوصول إلى نقطة الإلتقاء لا يكون فيها غالب ولا مغلوب، ولا منتصر ولا مهزوم .. فمن يفكر في النصر أو الغلبة لا يمكنه الحديث عن الوطن الآمن المستقر الواحد الموحد.
وخاطب رئيس الوزراء عقلاء الأمة، قائلاً: أن على الحوثيين أن يعيدوا السلطة لمن فوضهم إياها الشعب اليمني وتحديداً إلى عبد ربه منصور هادي الرئيس المنتخب، وأن يعجلوا بالقبول بالذهاب الفوري إلى ترتيبات سياسية مرحلية انتقالية يترأسها عبد ربه منصور هادي وتشارك فيها كافة القوى السياسية،هم جزءاً منها، وتحت إشراف دولي.
وقال: نحن أمام فرصة حقيقية للوصول إلى سلام لا نخسر فيه وحدتنا في شكلها ومضمونها الاتحادي الجديد الذي توافقنا عليه، إن بقيت لديهم رغبة حقيقية في بقاء البلد موحداً، أما بقاؤه جمهورياً فهو أمر محسوم في الأقاليم الخمسة ومحسوم لدى الغالبية من أبناء إقليم آزال الذين جاء منها رعيل شامخ من أحرار اليمن. وصنعوا منها ذلك التحول العظيم في 26 سبتمبر المجيد.
واعتبر أن السلام بين الخصوم، بين الأهل وأبناء الوطن الواحد وحتى بعد الدماء ممكن. لم يتبقَّ بيننا وبينه سوى خطوة شجاعة، خطوة لابد أن تتجلى فيها مصالح الوطن قبل كل شئ وبعد كل شئ، مصالح تسمو فوق كل نزعة مناطقية أو مذهبية أو سياسية. وليس هناك اليوم مصالح علياء تعلو فوق صوت السلام والاستقرار والأمن. واستعادة الدولة وسلطتها على أرجاء البلاد.
وأشار الى أن الحكومة تقوم بواجبها وتسرع الآن في توفير العملة وطباعتها بعد أن أخفى حكام صنعاء مئات المليارات من السوق، في سلوك طائش، لا يعبر عن أي إحساس بالمسؤولية، وأنها قريباً سوف تصرف مرتبات جميع الموظفين في كل محافظات الجمهورية حتى تلك التي يسيطر عليها الحوثيين. التزاماً منها بمهامها الدستورية والقانونية وشعوراً بالمسؤولية الوطنية تجاه الشعب اليمني. وأكثر من ذلك فإنها سوف تصرف المرتبات في سهولة ويسر للمدنيين والعسكريين معاً ووفقاً لموازنة 2014.
وأعلن أن الحكومة قد تغلبت على الصعوبات والعراقيل التي أخرت طباعة العملة بما فيها الصعوبات التي حاول الحوثيين وضعها أمام عملية الطباعة، وخاصة تلك المحاولات التي قام بها أتباعهم لدى المؤسسات النقدية الدولية. ومحاولتهم تشويه قرار نقل عمليات البنك المركزي بعد أن أفرغوه من أمواله، وأن على الجميع أن يدرك أننا في الحكومة نقوم بواجبنا الوطني ونعيد الحياة للنظام المالي والمصرفي بعد سنة ونصف من التدمير الممنهج والفوضى ونهب المال العام، وأننا ننظر بعين واحدة لمواطني بلدنا من الحديدة حتى المهرة.
وكرر بن دغر في ختام تصريحه أن السلام ممكن ومتاح، وأن السلام الذي نصنعه نحن، نحن جميعاً، في حوار مباشر وصادق، تحت إشراف الأمم المتحدة، متخليين فيه عن نزعاتنا السياسية والمناطقية والمذهبية، لابد أن يفضي بنا إلى توافق، والاتفاق على المستقبل، فالكثير لا يريدون لنا السلام، ولا يكترثون كثيراً لمآسينا، كما أن بعضهم سعداء باستمرار الحرب في اليمن لأنها تستنزفق مقدرات شعبنا وخيراته. بل وتستنرف قدرات الأشقاء وخيراتهم وهو أمر لا يسعد عربي أو مسلم أو صديق.
أرسل تعليقك