ألمانيا تقرر إنشاء جيش أوروبي للدفاع عن القارة ضد التوسع الروسي
آخر تحديث 03:30:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد تخلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حلف "الناتو"

ألمانيا تقرر إنشاء جيش أوروبي للدفاع عن القارة ضد التوسع الروسي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ألمانيا تقرر إنشاء جيش أوروبي للدفاع عن القارة ضد التوسع الروسي

الاتحاد الأوروبي
برلين ـ جورج كرم

وقعت مناورة بالدبابات في معسكر سابق للجيش البريطاني في شمال ألمانيا، حيث يشاهد الضباط من قنطرة معدنية هذه المناورات الحية، في الوقت الذي يتدرب فيه الجيش الألماني على أحدث تحديث لدباباته من طراز ليوبارد 2، لكن هذه ليست وحدة عسكرية عادية، حيث إن الطواقم التي تعمل على الدبابات هي مزيج من الجنود الألمان والهولنديين الذين يعملون كلهم تحت قيادة واحدة، فيما يسمى بمحاولة ألمانية لإنشاء جيش أوروبي، هذا ليس مجرد تدريب مشترك، فقد تم دمج الجنود الهولنديين بالكامل في 414 دبابة للجيش الألماني، ويعيشون ويعملون مع نظرائهم الألمان، ويتلقى الجنود الهولنديون أوامر من ضباط ألمان، والعكس بالعكس.

وإذا سألت كبار الضباط عن مهمتهم، فستحصل على البيان الرسمي وهو "دفاع ألمانيا وهولندا يأتي في إطار حلف الناتو"، ولكن إذا سألت أطقم الدبابات، ستحصل على إجابة أبسط، حيث يقول كابت ألكساندر لوفر، الذي يقود فصيلا من أربع دبابات "إنه الدفاع عن أوروبا". ومع التهديد المتجدد للعدوان الروسي في ظل الرئيس فلاديمير بوتين، وتناقض الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن دور الولايات المتحدة كحامية للقارة، بدأت حكومات الاتحاد الأوروبي وجنرالاتها يسألون عما إذا كان بإمكان الكتلة الأوروبية الدفاع عن نفسها.

أوروبا وحيدة وسط نقص التمويل

وحين تسأل أي محلل عسكري، سيكون الجواب القصير هو أن أوروبا لا تستطيع الدفاع عن نفسها، حيث قامت قوات الناتو الألمانية مؤخرا بمحاكاة هجوم روسي على وحدة أمامية في التدريب، وفقا لأحد المصادر، فإن "الروس" يستطيعون التخلص من قوات الناتو الأوروبية في 18 دقيقة فقط، وبالنظر إلى رسائل ترامب المختلطة حول حلف شمال الأطلنطي، فقد وصف التحالف بأنه "عفا عليه الزمن" قبل أن يغير رأيه بعد ذلك، كما رفض في البداية الالتزام بالمادة الخامسة، شرط الدفاع المتبادل، وهذا أمر مثير للقلق.

ويبدأ سيناريو الكابوس بمثل هذا الهجوم على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي في بولندا أو إحدى دول البلطيق. ويستحضر حلف الناتو بند الدفاع المتبادل، لكن المادة الخامسة لا تنص على إجراء عسكري، فهي تلزم أعضاء حلف الناتو فقط بتقديم مثل هذه الإجراءات "التي تعتبرها ضرورية".

ويصدر الرئيس ترامب كلمات قوية من الإدانة لروسيا  لكنه غير مستعد لخوض حرب معها، ومع استمرار تقدم القوات الروسية غربا، تُترك أوروبا للاعتماد على جيوشها الخاصة، وبينما تحتفظ روسيا بأكبر ألعابها الحربية منذ الحقبة السوفياتية، فإن عقود من تخفيضات الموازنة منذ نهاية الحرب الباردة قد تركت جيوش أوروبا غير قابلة للتجديد.

وفي وقت سابق من هذا العام، حذرت هيئة الرقابة العسكرية التابعة للبرلمان الألماني من أن القوات المسلحة للبلاد "غير مجهزة للوفاء بالمهام التي تسبقها".

وخلال الحرب الباردة، كان البوندسويهر الألماني الغربي هو خط الدفاع الأول في أوروبا، حيث كان هناك 3787 دبابة ونحو 500 ألف جندي نشط، اليوم لديها 179000 جندي، وفي فبراير / شباط، ظهر أن 95 فقط من دبابات ليوبارد الـ244 المتبقية تعمل، وفي عام 2014، حصل الجيش الألماني على عدد قليل جدا من الأسلحة التي كان على الجنود التدريب على استخدامها، لكن ليس فقط القوات المسلحة الألمانية من قللت من أسلحتها، فقد تخلصت هولندا آخر دباباتها المتبقية في عام 2011.

الحكومات تتطلع إلى تقاسم العبء من خلال التعاون العسكري

ولأنها غير قادرة على تعويض النقص وحدها، فإن الحكومات تتطلع إلى تقاسم العبء من خلال التعاون العسكري، حيث يقول اللفتنانت جنرال يورغ فولمر ، رئيس أركان الجيش الألماني "التعاون الدولي هو الشرط الذي لا غنى عنه لتطوير القوات المسلحة القوية اليوم، لقد تم الاعتراف بهذه الحاجة من قبل جميع الدول الأعضاء في الناتو، وفي حالة الجيش الألماني، يعتبر التعاون الدولي حقيقة ".

وفي العام الماضي وسط ضجة كبيرة، أعلن الاتحاد الأوروبي عن التعاون المنظم الدائم (Pesco)  بيسكو، وهو إطاره الجديد للتكامل العسكري، لكن البرنامج تعثر بسبب الاقتتال الداخلي بين الدول الأعضاء حول ما ينبغي أن يكون عليه تركيزه، وقد تم تأجيل خطط مشاريع التسلح الرئيسية، وبغض النظر عن اتفاقية الحدود المفتوحة الجديدة للقوات العسكرية، فإن كل ما تم الاتفاق عليه هو سلسلة من مشاريع الحيوانات الأليفة الصغيرة في عدد قليل من الدول الأعضاء، ولكن تبحث البلدان عن طرق بديلة للتعاون.

وبسبب إحباطها من بطء وتيرة "بيسكو"، أطلقت فرنسا مبادرة التدخل الأوروبية الخاصة بها لبناء قوة رد فعل سريع يمكن نشرها في مناطق الاضطرابات في الخارج، وتسعى بولندا، التي يثير قلقها النوايا الروسية على جانبها الشرقي، إلى التوصل إلى اتفاقها الثنائي مع الولايات المتحدة من أجل إقامة القوات الأميركية بشكل دائم في البلاد خارج الناتو، وأشارت إلى أنها على استعداد لاستثمار ما يصل إلى ملياري يورو في الخطة.

رومانيا وجمهورية التشيك يعتزمان اتباع خطى هولندا

وتعتزم رومانيا وجمهورية التشيك اتباع خطى هولندا وإدماج لواء في الجيش الألماني في إطار مفهوم بيسكو. ويقول الجنرال فولمر "نريد أن نصبح أكثر أوروبية، لكننا نريد أن نبقى كذلك عبر الأطلسي، وبالتالي العمل المشترك يعزز الدول الأوروبية والتحالف عبر الأطلسي، سيستمر الجيش في هذا الطريق ويعمل كرائد ونموذج للتنفيذ العملي للإرادة السياسية من أجل تعاون أعمق للقوات المسلحة الأوروبية".

واتهم منتقدو ألمانيا بمحاولة إنشاء جيش أوروبي تحت قيادتها، ولكن يقول فولمرز "إذا كان هناك في نهاية المطاف جيش أوروبي أو جيش لأوروبا، فلا يمكنني أن أقول ذلك، إنها قضية سياسية للحكومات الأوروبية والبرلمانات". ولكن ليس هناك خطأ في أن 414 كتيبة الدبابات هي واجهة للمشروع، هناك تيار مستمر من الزوار إلى المعسكر البريطاني، بما في ذلك ملك هولندا، الذي ظهر في الزي الرسمي وقاد دبابة.

ويقول قائد الكتيبة ماركو نيماير "الأمر يسير على ما يرام، ما فعلناه هنا هو أننا أظهرنا ما يمكن فعله فيما يتعلق بدمج الجنود من جيوش وطنية مختلفة، الآن الأمر متروك للسياسيين ليقرروا أين يذهبون.".

ويقول الميجور كريس سيفرس، القائد الثاني في القوات الهولندية "بالنسبة لهولندا، كانت الفائدة الواضحة هي حصولنا على دبابات من جديد، وبعد تخلي هولندا عن آخر دباباتها في عام 2011، أتاح الدمج مع الجيش الألماني الوصول إلى دبابات ليوبارد الجديدة"، مضيفا "كل ما جلبناه هو زينا ومظهرنا الجيد".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا تقرر إنشاء جيش أوروبي للدفاع عن القارة ضد التوسع الروسي ألمانيا تقرر إنشاء جيش أوروبي للدفاع عن القارة ضد التوسع الروسي



GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زيت الزيتون لعلاج الطفح الجلدى

GMT 08:55 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

ما هي الطرق لجعل الطفل ناجحًا دراسيًا؟

GMT 06:45 2013 السبت ,13 إبريل / نيسان

أخوات برونو مارس في برنامج تلفزيون

GMT 15:15 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر يونايتد يغري "سافيتش" بعرض خيالي خرافى

GMT 19:07 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

فولكس فاجن تعلن عن إطلاقها لسيارتين جديدتين

GMT 04:14 2015 الخميس ,08 كانون الثاني / يناير

مشروع روسي واعد لإنتاج سفن طائرة فوق الماء والأرض

GMT 08:57 2015 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

سرور يؤكد تفهمه قلق الجمهور ويشدد على تفاؤله

GMT 13:52 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أسطورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates