شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأحد، ختام فعاليات التمرين العسكري "حماة الوطن2" الذي نفذه الآلاف من مجندي الخدمة الوطنية، والآلاف من قوات الاحتياط، إضافة إلى وحدات من القوات المسلحة، وذلك في منطقة الظفرة في أبوظبي، وحضر التمرين العملياتي الذي نفذته الفرقة الأولى من قيادة قوة الاحتياط، واستعرض ألوية الفرقة، وشاهد مراحل التمرين التي اشتملت على عمليات الدفاع، وصد الإبرار مصحوبة برمايات بالذخائر الحية.
واطلع محمد بن زايد على ميادين ومنشآت التدريب التشبيهي التابع لقيادة القوات البرية والذي يمكن القوات من تطبيق عمليات "الطيف الكامل" أثناء تدريبها، ورافقه الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والدكتور أحمد مبارك المزروعي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ومحمد بن أحمد البواردي الفلاسي وزير الدولة لشؤون الدفاع، والفريق الركن جمعة أحمد البواردي الفلاسي مستشار نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وكان في استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى وصوله موقع التمرين، الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، واللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة.
واشتمل "حماة الوطن 2" على عدد من التدريبات والتمارين العسكرية المختلفة، قدمها مجندو الخدمة الوطنية، تضمنت عرضًا حيًا للمهارات الميدانية والمعركة وبيانًا عمليًا للقتال في المناطق المبنية، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة والقدرات العسكرية والتي عكست ما وصل إليه المجندون من استعداد وكفاءة عالية وقدرة على استيعاب مختلف أنواع المهارات القتالية في مختلف البيئات والظروف المناخية.
واستمع محمد بن زايد، من القادة العسكريين في غرفة العمليات الميدانية، إلى إيجاز حول منظومة القيادة والسيطرة، ثم انتقل إلى موقع دفاعي، حيث شاهد بيانًا عمليًا نفذه مجندو الخدمة الوطنية مع وحدات من القوات البرية.
وفي منطقة التدريب المخصصة للقتال في المناطق المبنية، شاهد بن زايد تطبيقًا عمليًا لتدريبات القتال في المناطق المبنية نفذته مجموعة من أفراد الخدمة الوطنية، فيما تعتبر العمليات في المناطق المبنية من أصعب وأعقد العمليات، كونها تتسم بتهديدات مختلفة ومخاطر متنوعة تخلق تحديات كبيرة للوحدات المنفذة.
وانتقل بن زايد إلى "عملية الدفاع عن ساحل البحر"، باستخدام الذخيرة الحية نفذها منتسبو الخدمة الوطنية، بمشاركة وإسناد مختلف وحدات القوات المسلحة، وبعدها، تفقد طابور العرض الذي شارك فيه الآلاف من مجندي ومجندات الخدمة الوطنية والمئات من الآليات العسكرية الثقيلة، وامتد إلى كيلومترات عدة.. وحيا باعتزاز وفخر جموع منتسبي الخدمة الوطنية التي اصطفت تحية له، معبرين عن استعدادهم الدائم للتضحية والذود عن وطنهم ومكتسبات أمتهم وحماية صرح الاتحاد الذي بناه مؤسسو دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسهم القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ثم قام محمد بن زايد بجولة في معرض الأسلحة المشاركة في تمرين "حماة الوطن 2"، واستمع إلى شروح حول الأسلحة التي تدرب عليها منتسبو الخدمة الوطنية. وبهذه المناسبة، أكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، قادرة بجاهزية قواتنا المسلحة وكفاءة منتسبيها على التعامل مع مختلف التهديدات والعدائيات.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "إن رؤية هذه الكوكبة من أبنائنا مجندي الخدمة الوطنية تعزز ثقتنا واطمئناننا على مكتسبات الوطن وحاضره ومستقبله"، مؤكدًا أنهم "على قدر حجم المسؤولية والأمانة التي في أعناقهم تجاه حماية الوطن وصون أمنه واستقراره"، مضيفًا أن تفاعل الشباب مع نداء الواجب هو ثمرة غرس ونهج القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من القيم السامية للتفاني والإخلاص والعطاء والتضحية في سبيل الوطن.
وتابع بن زايد "فخورون برؤية شباب الوطن وحماته يحملون شرف الجندية وقيمها الراسخة.. وهم على أهبة الاستعداد والجاهزية معتزين بهويتهم وانتمائهم ومتسلحين بمعارف عسكرية وقدرات عملياتية عالية.. ثقتنا بهم كبيرة في تعزيز مكامن القوة وتشييد حصون المنعة لوطننا الغالي".
وأعرب محمد بن زايد، عن فخره بما يقدمه أبطال القوات المسلحة البواسل من بطولات وتضحيات في ميادين الحق والواجب، وقال "إنهم مبعث فخر لكل إماراتي؛ لأن هذه التضحيات تعبر عن مبادئ الإمارات وثوابتها الأصيلة في نصرة الحق والتضامن مع الأشقاء في مواجهة المحن والأزمات"، مضيفًا أن منتسبي القوات المسلحة يمثلون القدوة والنموذج لجميع أبناء الوطن الذين يتعلمون منهم التضحية من أجل الوطن وجعل رايته خفاقة عالية دومًا.
وذكر ولي العهد "يوم جميل.. يوم يُفرح أن انشوف عيال الإمارات.. عيال زايد.. عسكر وحماية الوطن في هذا الاصطفاف الذي يفرح ويعطي الثقة.. هؤلاء هم صمام الأمان.. هم مستقبل بلادنا.. هم عيالكم.. عيال كل بيت.. نحن استثمارنا الحقيقي في هؤلاء لأنهم هم يشكلون أمن ومستقبل دولة الإمارات".
ووجه بن زايد كلمة لأسر المجندين من الخدمة الوطنية قال فيها "إلى كل عائلة.. كل أم.. وكل أب.. مشكورين وبيض الله وجوهكم على هذه التربية اللي ترفع الرأس.. نحن نفتخر فيها.. أنا أشهد أنكم أنجبتوا وربيتوا خيرة الأبطال الذين انشوفهم اليوم في ميدان يفتخر به كل إماراتي.. يفخر بوطنه ويفخر بعائلته ويفخر بعياله"، مؤكدًا أن صناعة الأبطال انطلقت من خلال تربية الوالدين أما العسكر قدموا التدريب والتأهيل خلال عام ولكن التربية وتنشئة الرجال والأبطال مهمة الوالدين.. أقول لهم مشكورين من كل قلبي".
أرسل تعليقك