القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
شنت قوات الأمن الإسرائيلية حملة لتضييق الخناق على ورش الحدادة في الضفة الغربية التي يشتبه في تصنيعها للبندقية محلية الصنع، حيث السلاح المفضل للفلسطينيين خلال الأشهر الماضية في الهجمات الدامية على المدنيين والجنود، بما في ذلك واقعة إطلاق النار هذا الأسبوع في تل أبيب، والتي أسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين.
وعبر القيام بلحام قطع الغيار لمختلف الأسلحة والأنابيب، فإنها تبدو وكأنها مدفع رشاش قصير الماسورة، ويضم خزنة ذخيرة طويلة, واستعان إثنين من المسلحين الفلسطينيين بهذا السلاح الذي يعرف محلياً بإسم " كارلو " في واقعة إطلاق النار مساء الأربعاء، والتي سقط على إثرها أربعة أشخاص وأصيب خمسة آخرين في المنطقة المكتظة بالمحال التجارية والمطاعم في تل أبيب، إضافةً إلى العديد من الهجمات العديدة الأخرى منذ الإنتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في أيلول / سبتمبر.
وتشهد المنطقة في الضفة الغربية وحولها تزايد في العمليات الأمنية سعياً نحو العثور على الورش التي تقوم بصناعة هذه الأسلحة، بحسب ما صرح المتحدث الرسمي للشرطة ميكي روزنفيلد إلى الأسوشيتد برس, مشيرًا إلى أن جودة الصنعة تختلف من بندقية لأخرى اعتمادًا على الأدوات و الصانع، واستخدمها الفلسطينيين في الأشهر القليلة الماضية في عدد من الهجمات, ووفقاً لمسؤول في المخابرات الإسرائيلية، فقد أصبحت البندقية محلية الصنع سلاحاً مفضلاً للفلسطينيين، مع الاستغناء عن الكلاشينكوف الذي كان دائماً ما يستخدم, مضيفاً أن شعبية سلاح كارلو Carlo ترجع إلى توافرها.
ومن الصعب في الوقت الحالي إيجاد أسلحة حقيقية وباهظة الثمن في الضفة الغربية نتيجة المداهمات التي تقوم بها إسرائيل، وكذلك قوات الأمن الفلسطينية التي تسيطر على ثلث مساحة الأراضي, أما بندقية " كارلو " ، فهي تعتمد على المدفع السويدي الرشاش " كارل غوستافCarl Gustav "، لسهولة صناعة نسخ منها بإستخدام مواد في متناول اليد. وأضاف مسؤول في الاستخبارات "لم يكشف عن هويته" لعدم امتلاكه صلاحية التحدث إلى الصحافيين أن المئات في دائرة الإشتباه.
وكان 200 فلسطيني بما فيهم المشاركين في واقعة إطلاق النار مساء الأربعاء في تل أبيب استشهدوا خلال الأشهر الثمانية الماضية على أيدي قوات الإحتلال الإسرائيلية, فيما ارتقى الباقون في المواجهات مع القوات الإسرائيلية, وادعى روزنفيلد أن الفلسطينيين إستخدموا في شهر شباط / فبراير بندقية كارلو لقتل شرطية شابة في مدينة القدس.
أرسل تعليقك