بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سيباستيان كورتز مستشار جمهورية النمسا علاقات التعاون بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واستعرض الجانبان خلال جلسة محادثات رسمية جرت في قصر الرئاسة اليوم الأحد، علاقات التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والسياحية والثقافية.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية النمسا الصديقة هي علاقات متميزة وتستند إلى تاريخ طويل من التعاون والتفاهم والمصالح المشتركة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين في عام 1974.
وأضاف ولي عهد أبو ظبي أن الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات بين البلدين الصديقين تعكس حرصًا مشتركًا من قبل قيادتيهما على تطوير العلاقات بينهما ودفعها إلى الأمام باستمرار، مشيدًا بالدور المهم الذي تقوم به اللجنة المشتركة للتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية النمسا في توسيع آفاق التعاون والشراكة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وغيرها بما يصب في مصلحة الشعبين الصديقين وتقدمهما ورفاهيتهما.
وأشار الشيخ محمد بن زايد إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة - تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حريصة على تقوية شراكاتها مع الدول الصديقة في العالم وفي مقدمتها جمهورية النمسا، وذلك في إطار سياساتها القائمة على تنويع اقتصادها وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار وجذب الاستثمارات الخارجية.
وأكد أن التطور الذي حدث في مسار العلاقات الإماراتية - النمساوية خلال السنوات الماضية، خاصة على مستوى التبادل التجاري والتعاون في مجالي الطاقة والتكنولوجيا وغيرهما، يفتح المجال لمزيد من النمو في هذه العلاقات في المستقبل في ظل ما يتوافر لها من أسباب التقدم والازدهار على المستويات المختلفة.
وتمنى للمستشار النمساوي التوفيق والنجاح في قيادة حكومة بلاده نحو المزيد من التقدم والرخاء.. وعبر عن ثقته بأن زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ستمثل إضافة قوية إلى مستقبل العلاقات بين البلدين الصديقين وتقديره لحرص المستشار النمساوي على تعزيز علاقات بلاده مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة استقبل في قصر الرئاسة سيباستيان كورتز مستشار جمهورية النمسا الصديقة الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الدولة.
وجرت للمستشار سيباستيان كورتز ــ لدى وصوله قصر الرئاسة في أبوظبي ــ مراسم إستقبال رسمية وعزف السلام الوطني للنمسا فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لضيف البلاد.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسباستيان كورس مستشار جمهورية النمسا - اليوم - مراسم توقيع اتفاقية امتياز في الحقول البحرية تحصل بموجبها " شركة أو إم في" النمساوية للنفط والغاز ــ المملوكة جزئيا لإحدى الشركات التابعة لـ" مبادلة للاستثمار" - على حصة 20 في المائة في امتياز " صرب وأم اللولو " البحري.
ووقع الاتفاقية، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها والدكتور راينير سيلي الرئيس التنفيذي لشركة "أو أم في".
كما شهد الجانبان توقيع مذكرة تفاهم في مجال التدريب الداخلي بين جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ومجلس الأعمال النمساوي في أبوظبي، وقعها كل من سعادة الدكتور عارف سلطان الحمادي نائب الرئيس التنفيذي للجامعة وسعادة ريتشارد بانديرا أمين عام المجلس.
وقدمت شركة "أو إم في" بموجب اتفاقية الامتياز، رسم مشاركة بقيمة 5.5 مليار درهم "1.5 مليار دولار أميركي"، يشمل استثمارات "أدنوك " السابقة في حقل صرب.. فيما تحتفظ "أدنوك" بحصة الأغلبية والتي تبلغ 60 في المائة من الامتياز الذي ستديره "أدنوك البحرية" إحدى شركات مجموعة أدنوك نيابة عن شركاء الامتياز، وتسري الاتفاقية لمدة 40 عاما ويبدأ العمل بها اعتبارا من التاسع من شهر مارس عام 2018.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أهمية الاتفاقية التي أبرمتها " أدنوك " مع " أو إم في " النمساوية والتي تستكمل كافة حقوق امتياز الحقول البحرية في أبوظبي بالتعاون مع مجموعة مرموقة من الشركات العالمية ذات الخبرة وذلك بما يعزز الشراكات لدولة الإمارات ويضمن حصة مهمة لمواردها الهيدروكربونية في الأسواق الدولية لسنواتٍ قادمة ويجدد التأكيد على مكانة دولة الإمارات الراسخة في هذا القطاع الحيوي.
وقال سباستيان كورس مستشار جمهورية النمسا "إن الاتفاقية بين شركة "أو إم في" و"أدنوك" تمثل نجاحا كبيرا للشركتين يسهم في تعزيز شراكتهما المثمرة، كما أنها تعود بالفائدة على جمهورية النمسا باعتبارها أحد المساهمين الأساسيين في "أو إم في" وتلعب دورًا مهما في ترسيخ العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحضر مراسم توقيع الاتفاقية ومذكرة التفاهم، الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وعدد من الوزراء والوفد المرافق للمستشار النمساوي.
وقدم سباستيان كورس - في نهاية مراسم التوقيع - هدية تذكارية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
أرسل تعليقك