مومياوات المصريين القدماء في المتاحف ملوك لا تغيب عنهم الأضواء
آخر تحديث 14:19:45 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

رقابة أمنية صارمة على"المومياوات" وأجهزة لضبط المتغيرات البيئية

مومياوات المصريين القدماء في المتاحف ملوك لا تغيب عنهم الأضواء

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مومياوات المصريين القدماء في المتاحف ملوك لا تغيب عنهم الأضواء

مومياوات
القاهرة - صوت الامارات

ليس من السهل تجاوز الغموض والسحر الذي تثيره المومياوات الفرعونية، وما يمنحه ذكرها من عوالم خيالية ألهمت صناع السينما في كافة أنحاء العالم، غير أن الحياة اليومية للمومياء داخل المتاحف المصرية، تبدو أكثر سحراً وإثارة من تلك العوالم الخيالية، رغم ما يتطلبه الحفاظ على وجودها من انضباط ومعايير علمية تضمن لها أجواء مناسبة للحياة في درجات حرارة ورطوبة محددة، ورقابة على مدار الساعة بكاميرات خاصة، وأجهزة استشعار وقياس للمتغيرات البيئية.يبدو أكثر الأمور غموضاً في عالم المومياء داخل جدران المتاحف أنه يمكنها أن تموت مرة أخرى، أحياناً نتيجة مشكلات مفاجئة كانقطاع الكهرباء، وغالباً لأسباب طبيعية تتعلق بجودة التحنيط والمواد المستخدمة فيه، وهي جودة تُحددها مكانة صاحب المومياء وطبقته الاجتماعية.المكانة المُميزة للمومياوات تمنحها موقعاً خاصاً في قاعات العرض بالمتاحف المصرية، بينما خصوصية تكوينها تتطلب عناية فائقة ورقابة على مدار الساعة، حسب صباح عبد الرزاق، مدير عام المتحف المصري بميدان التحرير (وسط القاهرة)، تقول لـ«الشرق الأوسط»، «المومياوات تحتاج إلى عناية خاصة، سواء في الصيانة والترميم أو العرض، فالقاعات تكون مزودة بأجهزة لضبط الحرارة والرطوبة، وتكون مراقبة بكاميرات خاصة لرصد أي تغيرات في بيئة العرض... لدينا بالمتحف نحو 200 مومياء، تحتاج كل واحدة منها إلى متابعة يومية دقيقة يُشرف عليها فريق علمي متخصص من المرممين والأثريين والعلميين».

تُصمَم قاعات عرض المومياوات بمواصفات خاصة تضمن تحديد درجات الحرارة والرطوبة عند مستوى معين، كما تم أخيراً استبدال «فاترينة» العرض في المتاحف المصرية بأخرى أكثر تطوراً، مُحكمة الإغلاق ومزودة بالتيتروجين السائل، وفقاً للدكتورة سامية الميرغني، المدير العام السابق لمركز بحوث وصيانة الأثار بوزارة السياحة المصرية، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «يجب أن تتراوح درجات الحرارة في قاعات عرض المومياوات ما بين 20 إلى 22 درجة، مع نسبة ارتفاع وانخفاض مسموحة تبلغ درجتين، أي يمكنها أن تصل بح أقصى إلى 24 درجة مئوية، ويجب أن تظل الرطوبة ما بين 45 إلى 50 في المائة، ويعمل مكيف الهواء بالقاعة طوال الوقت على مدار 24 ساعة.وتوجد (ستارة) للمكيف في مدخل القاعة تضمن بقاء درجة الحرارة دون تغير خلال دخول الزائرين، وتزود القاعة بأجهزة استشعار وقياس تقوم بتسجيل التغير في درجات الحرارة والرطوبة ومستوى الإضاءة كل 5 دقائق، وتنقل بياناتها إلى جهاز كومبيوتر متصل بكاميرات المراقبة، وبه برنامج يتولى تحليل البيانات، فمثلاً إذا ارتفعت درجات الحرارة والرطوبة في وقت محدد يمكن أن يكون أحد الأسباب وجود عدد كبير من الزوار بالقاعة، فنقوم بتحديد عدد محدد للزيارة وتنظيمها على دفعات»، كما تشير الميرغني.

وتوضح الميرغني، وهي خبيرة في مجال الأنثروبولوجي، أن «المتاحف المصرية قامت أخيراً بتركيب (فتارين) عرض حديثة توضع بداخلها المومياء وتكون محكمة الإغلاق لمنع دخول الأكسجين، والتأثر بالبيئة المحيطة، ومنع دخول الحشرات والكائنات الدقيقة التي تسبب تلفاً بيولوجياً، وتتعرض المومياء للعديد من المخاطر الأخرى، منها انقطاع التيار الكهربائي، لذلك يتم توصيل قاعات العرض على تيار احتياطي للطوارئ».وبجانب التدخل في الحالات الطارئة، تخضع المومياوات لصيانة دورية شاملة مرتين خلال العام بداية الصيف ومع دخول الشتاء، لأنها مواسم نشاط الحشرات وبداية دورة حياة الكائنات الدقيقة، ولا تتوقف العناية بالمومياء على وجودها بالعرض المتحفي، إذ يتطلب تخزينها أو نقلها إجراءات خاصة أيضاً، حيث يتم حفظها في أنابيب خاصة بها بيتروجين سائل.

وتتعرض بعض المومياوات للتلف الكامل الذي يؤدي إلى موتها مرة أخرى، حيث تحترق المومياء بسبب الأضرار البيولوجية، وتُستخدم عظامها فقط في الدراسات والبحث العلمي، ومن بين الأسباب الشائعة لاحتراق المومياء «درجة جودة التحنيط» التي ترتبط بالمكانة الاجتماعية لصاحب المومياء، وفقاً للدكتورة داليا مليجي، مدير عام مركز بحوث وصيانة الأثار بوزارة السياحة المصرية. تقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «التلف الكامل للمومياء يمكن أن يحدث نتيجة أي خلل في العناية، سواء درجات الحرارة أو الرطوبة، وهو ما يؤدي إلى احتراقها بسبب الإصابة الميكروبية أو البيولوجية».الأسباب الأكثر شيوعاً للتلف مرتبطة بجودة التحنيط، وهو أمر يعكس طبقية واضحة. حسب مليجي «فالملوك و الفراعنة وأسرهم في أعلى السلم الاجتماعي، يليهم الكهنة، ثم عامة الشعب، فجميع القدماء المصريين كانوا يقومون بتحنيط موتاهم، حسب قدرتهم المالية، لأنه يرتبط بالإيمان بفكرة البعث والحياة الأخرى، ونقوم باستخدام عظام المومياوات المحترقة في البحث العلمي والدراسات في الوزارة أو الجامعات».


قد يهمك ايضا :

نقل توابيت فرعونية تمهيدًا لاستقبال مومياوات ملكية في مصر

تقنية جديدة تساعد في استعادة الحمض النووي من مومياوات فرعونية

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مومياوات المصريين القدماء في المتاحف ملوك لا تغيب عنهم الأضواء مومياوات المصريين القدماء في المتاحف ملوك لا تغيب عنهم الأضواء



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ صوت الإمارات
المخرجة اللبنانية نادين لبكي باتت حديث الجمهور خلال الساعات الماضية بعد أن تم اختيارها لتكون عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لنسخة مهرجان كام السينمائي الـ77، والتي ستقام ما بين 14 و25 مايو القادم، وذلك بعد أن سبق لنادين لبكي وقد شاركت كعضو في لجنة تحكيم في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة "نظرة ما" عام 2015، وبمجرد أن تم الإعلان عن الخبر حرص جمهور نادين لبكي على تسليط الضوء على أجمل إطلالاتها التي ظهرت بها في بعض المهرجانات الفنية والتي تميزت بالبساطة والرقي في كل مرة. نادين لبكي سبق وقد ظهرت في إحدى الفعاليات الفنية بأحد المهرجانات مؤخرًا وهي مرتدية فستان باللون الأسود الذي يبدو وأنها تعشق الظهور به باستمرار، وجاء الفستان طويلًا ومجسمًا وبصيحة الكب، مع فتحات عند منطقة الخصر، وانسدل الفستان مريحًا بداية من تلك المنطقة�...المزيد

GMT 23:44 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 صوت الإمارات - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 09:15 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 08:39 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بوجاتي تحتفل بتوصيلها 70 تشيرون حول العالم

GMT 04:50 2013 الأحد ,16 حزيران / يونيو

روي ويلسون رئيسًا لجامعة واين ستايت

GMT 19:29 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

سفير الدولة يلتقي وزيرخارجية باراغواي

GMT 04:10 2014 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

انطلاق عروض مهرجان المسرح الكشفي في الشارقة

GMT 16:54 2013 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عرض كتيبًا لرسوم 118 فنان إیراني في معرض الکتاب

GMT 06:05 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

غرفة جدة تطلق مهرجان " جدة بحر 2018 " الجمعة القادم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates