الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار المغربية لانقاذها من الاندثار
آخر تحديث 15:40:53 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد انتشارها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار المغربية لانقاذها من الاندثار

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار المغربية لانقاذها من الاندثار

صناعة الفخار المغربية تقاوم الاندثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي
الرباط - صوت الامارات

حققت مواقع التواصل الاجتماعي شهرة واسعة النطاق لصناعة الفخار المغربية المهددة بالانقراض، حيث تهافت الهواة من مختلف أنحاء العالم لتعلم هذا الفن وإنقاذه من الاندثار.

فلم تعد قطع الفخار التقليدية من صنع ماما عائشة، تجذب الزبائن في المغرب، لكن مواقع التواصل الاجتماعي حولت بيتها في قرية نائية إلى قبلة لهواة تعلم فن الفخار من مختلف أنحاء العالم.

وأتت الفنانة التشكيلية الفلسطينية ميرنا باميه من رام الله في الضفة الغربية المحتلة بمجرد أن علمت، عن طريق خدمة "إنستغرام"، بتنظيم تدريب لتعلم تقنيات الفخارة التقليدية في بيت ماما عائشة (82 سنة) في قرية عين بوشنيق الواقعة وسط مرتفعات الريف في شمال المغرب.

وتوضح ماما عائشة أنها تقدمت في السن، وأن صنعتها مهددة بالانقراض، لذلك يجب الحفاظ عليها، وتغرس ميرنا يديها في الطين مفترشة حصيراً، برفقة أربعة هواة آخرين قدموا من لندن ونيروبي، تحدوهم رغبة تملك تقنيات هذا الفن التقليدي العريق.

ويستمر التدريب أسبوعاً، يتعلم خلاله هواة الفخارة تطويع الطين يدوياً لتشكيل قطع فخارية تجفف تحت أشعة الشمس قبل وضعها في فرن خشبي، ثم صقلها بحجر لتزين بعد ذلك بملونات طبيعية.

وتنتمي عائلة ماما عائشة إلى قبيلة السلاس التي اشتهرت بممارسة هذه الصنعة المتوارثة جيلاً بعد جيل على مدى قرون، لكنها باتت اليوم معرضة للانقراض.

ولم تعد القرية تضم اليوم سوى ست ورشات تقليدية، بينما كان عددها يقارب التسعين حتى تسعينات القرن الماضي، وتأسف ماما عائشة لكون شباب القرية لا يريدون تلطيخ أيديهم بالطين، الجميع هنا يحلم بأن يصبح موظفاً بأجر ثابت.

وفي ظل غياب الخلف، باتت تقنيات هذه الصنعة، التي تعود أصولها إلى أكثر من 2000 سنة حسب بعض الخبراء، تضيع شيئاً فشيئاً.

ويتذكر محمد، ابن ماما عائشة، "53 عاماً"، متحسراً: "في طفولتي كان الجميع يستعمل أدوات فخارية في الحياة اليومية، وكانت والدتي تبيع قطعاً كثيرة في السوق، لكن الجميع أصبح يفضل اليوم الأدوات البلاستيكية"، ويضيف، "فكرنا في إنشاء متحف للفخار، لكن السلطات المحلية لم تبد اهتماماً بالفكرة".

ويحاول باحثون وهواة ومهنيون أو متطوعون، معظمهم أجانب، منذ عقود، وقف النزيف، لكن دون جدوى، وفي إطار هذه الجهود، قام عالم الأنثروبولوجيا الألماني روديغير فوسن، في الثمانينات والتسعينات، بجولة في قرى المغرب، لجرد التقنيات والتصاميم الخاصة بكل قبيلة من القبائل التي تنتشر فيها صناعة الفخار.

ويجوب المتطوعون في جمعية "أرض النساء"، منذ سنوات، جبال الريف لجمع الأواني الفخارية في القرى النائية وعرضها للبيع في متجر صغير في العاصمة المغربية الرباط يقصده السياح الأجانب.

واستفادت صانعات الفخار الريفيات في الفترة الأخيرة من تسليط المديرة الفنية لدار "ديور" للأزياء الإيطالية، ماريا غراتسيا كيوري، الضوء على هذه الصنعة بمناسبة عرض للأزياء الراقية أقيم في مراكش، لكن الفضل في شهرة ماما عائشة عالمياً يعود إلى خدمة "إنستغرام".

وتوضح كيم ويست "33 سنة" الآتية من بريطانيا أن هذا التطبيق يستعمل كثيراً من قبل الفخارين، حيث ينشرون صور أعمالهم ويتبادلون المعلومات والنصائح.

وبفضل هذا الموقع أيضاً، ذاع صيت الحصص التدريبية التي تنظمها جمعية "سومانو"، ولقيت نجاحاً باهراً.

وتسعى هذه الجمعية إلى ترويج منتجات الفخار التقليدية في الخارج، حيث توضح المسؤولة فيها، الإسبانية مارتا فالديون، أن كل المقاعد حجزت يومين بعد بدء التسجيل، ولدينا لائحة انتظار بمرشحين من مختلف بلدان العالم.

وبنظرة متقدة، توجه ماما عائشة المتدربين ناقلة إليهم تقنيات الصنعة في الورشة الواقعة قرب مزرعة العائلة؛ وتلقى الدروس باللغة المحلية، وخصوصاً عبر الحركات والإشارات، بينما علقت أوراق ببعض عبارات التواصل الضرورية بالدارجة، مكتوبة بأحرف لاتينية.

وكذلك كتبت على أوراق أخرى بعض المعلومات "الضرورية" للمتدربين، مثل أسماء الأواني الفخارية والأدوات المستعملة في الصنعة؛ وشأنها في ذلك شأن غالبية النساء القرويات في المغرب، قضت ماما عائشة حياتها بين العمل في مزرعة العائلة ورعاية الأبناء.

وتعد هدى "27 سنة" من الشابات القليلات اللائي يرغبن في السير على خطى والدتها، وهي من قبيلة مطيوة المجاورة، وتعمل هي الأخرى في مزرعة عائلية على جبل، تشكل زراعتها مصدر الغنى الأساسي في منطقة الريف.

وبدأت ممارسة صناعة الفخار في سن السابعة، لكنها لم تتمكن من تعلم القراءة والكتابة، وتشير آسفة إلى غياب أي مدرسة في المنطقة، وتوضح بابتسامة خجولة: "لا يمكننا العيش من ممارسة هذه الحرفة، يجب أن نعرف بها كي تصبح مدرة للدخل".

وبدأت هدى توقع تصاميمها بأحرف اسمها الأولى مبدعة أشكالاً جديدة، لتنويع منتجاتها والتميز، وتوضح مارتا أن "قطع الفخار تحف فنية بالنسبة لنا لها قيمة حقيقية".

وتقتني هذه الجمعية منتجات الفخارة من الصانعات المحليات، بناء على طلبيات مسبقة، وتنقلها إلى إسبانيا، حيث تباع بسعر أعلى بعشرين مرة على موقعها الإلكتروني، وتعد بتوزيع الأرباح محلياً، عندما تصبح هذه العملية مربحة.

قد يهمك ايضاً :

تعرَّف على برنامج فعاليات مهرجانات الأوبرا الصيفية في الإسكندرية ودمنهور

العثور على رفات أشهر جنرالات نابليون أسفل قاعة رقص

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار المغربية لانقاذها من الاندثار الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار المغربية لانقاذها من الاندثار



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

أبوظبي ـ صوت الإمارات
تأثير الملكة رانيا على عالم الموضة لا يقتصر على إطلالاتها الحالية فقط، بل يمتد أيضاً إلى قدرتها على إعادة إحياء الأزياء التي ارتدتها في وقت سابق، فتصرفها الأخير في إعادة ارتداء ثوب بعد تسع سنوات يبرز تميزها وأناقتها ويعكس روحاً من الثقة والتطور في أسلوبها. في عالم الموضة، يُعَد إعادة ارتداء الأزياء من قبل الشخصيات البارزة موضوعاً مثيراً للاهتمام، تجسّدت هذه الظاهرة بشكل ملموس في اللحظة التي ارتدت فيها الملكة رانيا، زوجة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، ثوباً تقليدياً أنيقاً بعد مرور تسع سنوات على آخر مرة ارتدته فيه، يُظهر هذا الحدث الفريد ليس فقط ذكريات الماضي وتطور الأزياء ولكن أيضاً يبرز الأناقة والرؤية الاستدامة في عالم الموضة. فستان الملكة رانيا تظهر به مرة أخرى بعد تسع سنوات  الملكة زانيا في أحدث ظهور لها تألقت �...المزيد

GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد

GMT 13:35 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

" F D A " تفرض قيودًا على بيع السجائر الإلكترونية

GMT 19:39 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الباحة تعلن فتح التسجيل ببرامج الدبلومات المصنفة

GMT 18:29 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات بسيطة تمكّنك من تحويل الأثاث القديم إلى "مودرن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates