الفلسطينية مريم محمود تُحوِّل القش لتحف وقطع جميلة تُستعمَل كزينةٍ
آخر تحديث 15:24:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

صانت "المهنة" التي أخذتها عن أمها وجدّتها قبل 50 عامًا

الفلسطينية "مريم محمود" تُحوِّل "القش" لتحف وقطع جميلة تُستعمَل كزينةٍ

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الفلسطينية "مريم محمود" تُحوِّل "القش" لتحف وقطع جميلة تُستعمَل كزينةٍ

المُسنّة الفلسطينية مريم محمود
غزة - صوت الإمارات

تمكّنت المُسنّة الفلسطينية مريم محمود خلال السنوات الخمسين الماضية من أداء رسالتها «الوطنية» في حفظ التراث، عقب تدريبها لمئات الفتيات والنساء الفلسطينيات، على طرق تحويل «القش» لقطع وتحف جميلة، تستعمل كزينة في البيوت والأعراس.

ترى المُسنة التي تقطن بلدة جماعين، قضاء نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، أنّها صانت «المهنة» التي أخذتها عن أمها وجدتها قبل نحو 50 عاماً. فمنذ ذلك الوقت، لم يمر عليها يوم من دون أن تكون مشغولة في صناعة «القش»، أو بتدريب النسوة، التي كانت تطوف لأجلهن، محافظات الضفة كاملة.

«صناعة أطباق وقطع القش، هي من الحرف اليدوية القديمة، التي تستعمل فيها عيدان القمح والزيتون»، تقول المُسنة المُكناة بـ«أم يوسف»، في حديثٍ لـ«الشرق الأوسط»، موضحة أنّ النساء الفلسطينيات، يُعتبرن على مدار التاريخ من الرائدات في تلك المهنة، «وهي ترتبط بالحياة الفلاحية والأرض، بشكل كبير».

وتحكي أنّ المهنة تحتاج لجهد كبير ومتابعة على مدار أيام العام، فعلى صعيدها الشخصي، «لا تستخدم سوى القش الناتج عن محصول القمح الذي تزرعه بنفسها في أرضها»، مبيّنة أنّ أصل المهنة يكمن في يدويتها وأصالتها، ولذلك فإنّ المتقنين لها قلة.

وبدأت أم يوسف التي تبلغ من العمر (70 عاماً) العمل في هذه المهنة، منذ أن كانت بعمر الـ20 سنة، وبعد ذلك تحولت لمصدر دخل لها ولأسرتها، التي كانت تتكون من 9 أفراد، قبل قتل الجيش الإسرائيلي لزوجها وابنها فوق تراب أرضهم، دون وجه حق، كما تردف.

وتسرد أنّها تدرجت في المهنة بمراحلها المختلفة، وخلال فترة معنية، اتجهت لتنظيم دورات تدريبية حول صناعة القش، شارحة أنّها كلما تقدمت في العمر، كلما أحست بازدياد المسؤولية الواقعة على عاتقها تجاهها، وأيضاً ينمو حافزها تجاه العمل بصورة أكبر.
ويساعد الجدّة، في عملها أبناؤها وأحفادها، حيث ينطلقون معها في مواسم الحصاد نحو الأرض، لجمع القش ونقله للبيت، ويوضع في الأحواض المليئة بالمياه لـ«تقشيشه»، وبعدها يُجفّف في الشمس لفترة طويلة، لتزيد صلابته ولمعانه، وبعد ذلك تعمل أم يوسف، على «تلوين القش»، بألوانٍ مختلفة، منها الأزرق والأصفر والأحمر وغيرها، وعن سبب «التلوين»، تعقب السبعينية: «قديماً، كنتُ أستعمل القش، بلونه الطبيعي، لكن مع تطور الحياة، ودخول التحف وقطع الأنتيكا الملونة للمنازل، كان لازماً عليّ، ملاحقة (موضة) العصر، فلجأت للتلوين، لأنّ ذلك يعطي القطع روحاً جميلة وشكلاً أكثر لطافة، يستهوي معظم أذواق الكبار والصغار».

وتسير عملية «صبغ القش»، من خلال الأحواض المغمورة باللون المطلوب بحالته السائلة، وبعد ذلك يتم «تغطيس» القش بها، ويترك فترة جيدة ليأخذ اللون فيه، كما تشير، مبيّنة أنّها تعمل بعد تأكدها من تمام العملية، على نقل القش، لمكان جاف يدخله الهواء والشمس، وهناك يترك لمدّة زمنية، تكفي لإعادة تجفيفه مرة أخرى.

تحتاج القطعة الواحدة من الجدّة، أربعة أيام عمل، حيث تخصص في اليوم الواحد لها، نحو عشر ساعات، وتروي: «عملية نسج القش، تحتاج لدقة شديدة، وطولة بال عالية، لأنّ أي خطأ، سيتطلب فك كل ما تم تجمعيه، وإعادته من جديد لتصحيح الخطأ».

«الصواني الملونة، وعلب الحلوى، والساعات التراثية، وعصا الرقص، وحوامل الحنا وزينة الأفراح، وكثير من أدوات المنزل والعرس الأخرى»، هذه كلها قطع تصنعها أم يوسف، وتعمل بين الفترة والأخرى، على استحداث أشكال جديدة لها، وتضيف عليها بصماتها الخاصّة كي تزيد من إقبال الناس عليها.

ولدى الجدّة، صفحة على منصة «الفيس بوك»، تحمل اسم «مشغولات تراثية - أم يوسف»، وتديرها بنفسها، وتعمل من خلالها على تسويق ونشر صور أعمالها للمتابعين، الذين يتفاعلون معها بصورة جميلة، وتلفت إلى أنّ أسعار القطع، مناسبة لوضع الناس في فلسطين.

وعبر السنوات الطويلة، سافرت العديد من القطع، التي أنتجتها يدا أم يوسف، إلى كثير من البلدان العربية والأوربية، حيث تصلها بشكل دائم رسائل من فلسطيني الخارج، يطلبون فيها الأدوات المصنوعة من القش، وذلك لما لها من قدرة على تذكيرهم بالبلاد والماضي، وتنوه إلى أنّها شاركت على مدار السنوات في الكثير من المعارض المحلية، التي تهتم بالتراث، وتُحيي المناسبات الوطنية.

بصوتٍ متحشرج أخفت خلفه دموعاً كثيرة، قالت الجدّة: «هذه المهنة، هي تراثنا وتاريخنا، هي إرث أمي وجدتي، كيف يمكن لي أن أتركها؟»، في إجابة منها عن سؤال «متى ممكن أن تتوقفي عن صناعة الأدوات بالقش»، وأضافت: «ارتباطي بالقش، هو ارتباط بالوطن وبذكريات البلاد القديمة، وبالأيام الخالية الجميلة».

وقـــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــضًا :

جاكيموس" تعرض أفضل قبعات القش الكلاسيكية

إليكِ تصاميم قبعات القش الأكثر انتشارًا هذا الصيف من وحي منصات العروض

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينية مريم محمود تُحوِّل القش لتحف وقطع جميلة تُستعمَل كزينةٍ الفلسطينية مريم محمود تُحوِّل القش لتحف وقطع جميلة تُستعمَل كزينةٍ



GMT 12:23 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 18:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 11:27 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 00:44 2024 الأحد ,18 شباط / فبراير

النفط يرتفع بسبب التوترات في الشرق الوسط

GMT 04:15 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

تضحية غريبة من شاب هندي لإعادة محبوبته

GMT 02:26 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

غادة عبد الرازق تكشف عن حقيقة زواجها مرة أخرى

GMT 13:23 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

وضع أول دليل لإعداد وصياغة التشريعات في دبي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

شركة "تسلا" تُعلن نيتها إطلاق أول "بيك آب" كهربائية

GMT 21:25 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

راندا المهدي تحقق أنجازًا تاريخيًا في سباق "إيرون مان"

GMT 13:13 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم زبانا لسعيد ولد خليفة للمرة الاولى في فرنسا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates