المسحراتي ظاهرة رمضانية عريقة بدأت في التراجع ويعشقها أهل مصر
آخر تحديث 13:02:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

ابتدعها الوالي عنتبة بن اسحاق لإيقاظ الصائمين في الفسطاط

المسحراتي ظاهرة رمضانية عريقة بدأت في التراجع ويعشقها أهل مصر

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المسحراتي ظاهرة رمضانية عريقة بدأت في التراجع ويعشقها أهل مصر

المسحراتي ظاهرة رمضانية عريقة
الدقهلية ـ رامي القناوي

حل شهر رمضان الكريم بنفحاته و عاداته وتقاليده التي يتبعها المصريون خلال الشهر المبارك إلا أن بعض العادات الراسخة في الوجدان مازالت مستقرة كالمسحراتي الذي يظهر خلال الشهر الكريم في الليل وقبل آذان الفجر ليعمل على إيقاظهم لتناول وجبة السحور، فتلك المهنة يطلقها المسلمون على الشخص الذي يوقظ المسلمين في ليل شهر رمضان لتناول وجبة السحور، و المشهور عن المسحراتي هو حمله للطبل أو المزمار  ودقها أو العزف عليها بهدف إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر وعادة ما يكون النداء مصحوبًا ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية، مع تقدم الزمن وتطور المجتمع تكنولوجيا أصبحت هذه المهنة شبه منقرضة بعدما كانت مشهورة و متداولة. هذا وعرف المصريون المسحراتى بعدما  لاحظ الوالي عنتبة بن اسحاق العام (238 هـ - 852م) أنه لا يوجد من يقوم بإيقاظ الصائمين، فكان يخرج بنفسه ويسير على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط وهي المدينة الأولى التي أسسها العرب في أرض الكنانة على يد القائد عمرو بن العاص نحو (24 هـ - 643م) على ضفة النيل الشرقية قرب "بابليون" إلى جامع عمرو بن العاص، وهو ينادي "عباد الله تسحروا، ففي السحور بركة"، ومع مرور الأيام تطورت ظاهرة السحور، وابتكر أهل مصر الطبلة التي أصبح يستخدمها المسحراتي وهو يشدو بإشعار وأهازيج دينية وزجل شعبي خاص بهذه المناسبة. وكان أهل الإسكندرية يستخدمون العصي لطرق الأبواب. ويستخدم المسحراتي عبارات منها " مسحراتي .. منقراتي .. اصحى يا نايم .. وحد الدايم .. وقول نويت بكره إن جييت الشهر صايم ..والفجر قايم ..اصحى يا نايم .. وحد الرزاق ..رمضان كريم "'يا نايم وحّد الدّايم يـا غافي وحّـد الله "يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بنساك"، "قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم' كلمات اعتدنا سماعها بإيقاع متناغم مع طبلة المسحراتي في سكون الليل بشهر رمضان الكريم من كل عام وبالرغم من تغير الزمن والأيام وكثرة الأحداث السياسية التي ظهرت على الساحة خاصة بعد اندلاع ثورة يناير إلا أن شخصية المسحراتي مازالت عالقة بالنفوس لاسيما الأطفال الصغار وخاصة بالقرى والمدن الصغيرة. ويذكر المؤرخون أن بداية ظهوره  كان على يد والى مصر "عنتبه ابن اسحاق" الذي قام بهذه المهمة بنفسه عام 238هجرية وفى السنوات الأخيرة أحدت ظاهرة المسحراتي في التراجع بسبب كثرة وسائل الاتصالات التي ظهرت كبديل لها. ومن المتعارف عليه أن مهنة المسحراتي امتهنها الرجال إلا أن النساء كان لهم نصيبا منها في محافظة الدقهلية فهناك أماكن ومناطق ارتبطت واشتهرت بصوت وطبلة " المسحراتية " كمنطقة الجامعة في مدينة المنصورة والتي ارتبطت بطبلة الحاجة  جمالات  والتي تخرج بها قبل آذان الفجر منادية " إصحي يا نايم .. وحد الدايم " لتوقظ أهالي المنطقة لتناول طعام السحور بالشهر الكريم،  وللنساء صغيرات السن نصيبا أيضا كالمسحراتية   إيمان شعبان  ذات الثانية والثلاثون عاما والتي ورثت المهنة عن والدتها التي ظلت تعمل بها لأكثر من 25 عاما فقررت استكمال مسيرة والدتها لإحياء لذكراها. و عادة ما يجني " المسحراتية " ثمرة عملهم طيلة الثلاثون ليلة في اليوم الأول لعيد الفطر المبارك فهناك من يمنحهم الأموال ويعتبرها جزء من الصدقة والبعض الأخر يمنحهم الأطعمة وخلال السنوات الأخيرة أخذت ظاهرة "المسحراتي" في التراجع بسبب كثرة الوسائل العصرية التي تساعد الإنسان على الاستيقاظ دون الحاجة إلى تذكير، كما أن العادات قد تغيرت وانقلبت الموازين، فأصبحت مثل هذه العادات القديمة شيئاً تراثياً بالنسبة للكثيرين، وأخذوا يتسلون بالوسائل الحديثة كالمنبه والتليفون المحمول، وأصبح الكثير من الناس يسهرون حتى الفجر في مشاهدة البرامج والمسلسلات التلفزيونية أو السهرات المتنوعة عند الأصدقاء أو في أي مكان آخر مما أدى إلى انقراض هذه المهنة وغيرها من المهن التي ظلت صامدة لعشرات بل مئات السنين تحت رياح التغيير والعولمة. ولكن لا يزال المسحراتي موجودا في القرية، ووظيفته الأساسية ما زالت حتى الآن الإمساك بالطبلة أو الصفيحة والطرق عليها بالعصا والنداء على كل سكان الحي كل باسمه داعياً إياه للاستيقاظ، ولا يزال المسحراتي يحتفظ بزيه التقليدي أثناء السحور وهو الجلباب، وقد يستخدم الدف. ومن جانبها تقول ربة منزل تدعى  داليا ثروت "إن الزمن تغير ووسائل الاتصالات أصبحت مهيمنة بشكل كبير على الحياة اليومية إلا أن المسحراتي جزء من التراث المصري الأصيل فدورة لا يقتصر على إيقاظ المواطنين فقط بل انه يمثل احد الطقوس الرمضانية التي تعطي مذاقا خاصا للشهر الكريم.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسحراتي ظاهرة رمضانية عريقة بدأت في التراجع ويعشقها أهل مصر المسحراتي ظاهرة رمضانية عريقة بدأت في التراجع ويعشقها أهل مصر



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates