الفنان التشكيلي ديفيد جونز يجسّد بموهبته قصص الحرب
آخر تحديث 14:19:45 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

بعد أن نجح في الكشف عن تفاصيل حياة الجنود

الفنان التشكيلي ديفيد جونز يجسّد بموهبته قصص الحرب

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الفنان التشكيلي ديفيد جونز يجسّد بموهبته قصص الحرب

اعمال الفنان ديفيد جونز
لندن - كاتيا حداد

يُعدُّ ديفيد جونز من أبرز الفنانين المميزين الذين نجحوا في تحقيق شعبية جماهيرية واسعة، إذ جمع بين الرسم والشعر والفن التشكيلي، حتى أن كينيث كلارك وصفه في منتصف الثلاثينات بأنه "أكثر الموهوبين بين الرسامين الشبان في بريطانيا".

واعتبر TS Eliot رائعة ديفيد جونز التي تجسد الحرب العالمية الأولى عملًا عبقريًا، وبيّن Auden أنّ قصيدة ""The Anathemata التي نشرت في عام 1957 من أروع القصائد الإنكليزية الطويلة في هذا القرن، وتميزت أعمال جونز بكونها معقدة لكنها كانت رائعة.

 

وجُند جونز في الحرب العالمية الأولى في Royal Welch Fusiliers وقاتل على الجبهة الغربية لأكثر من عامين، وكانت هذه من التجارب المميزة في حياته، وخدم جونز في صفوف الجيش رافضا أن يكون ضابطًا لأنه ليس هذا النوع من الأشخاص، وكان إلى جانبه في الحرب الفنان ستانلي سبنسر.

وقدم جونز "بورتريه" لجندي في قبعة من القصدير ومعطف مربوط باسم Dai Greatcoat، وتعتبر هذه اللوحة تجسيدا ذاتيا له حيث كان يرتدي معطفا ضخما دائما حتى في فصل الصيف الحار كنوع من الدروع الواقية، واهتم بتجسيد الحرب في لوحاته وكذلك في أشعاره، وأجاد تصوير مجدها ومعاناتها.

 

وتجسد لوحة Uccello البانورامية معركة The Battle of San Romano في المتحف الوطني وتعتبر من اللوحات المُلهمة له، وظلت صور الخدمة العسكرية من الصور الحية التي أثرت فيما كتب ورسم، وانتقل جونز من "إبرس" إلى قطاع "بوا جرينير"، ومن الذكريات المؤثرة في حياة جونز عندما شاهد القداس الكاثوليكي للمرة الأولى حينما كان وحده في "إبرس" يعمل على جمع الحطب لإشعاله في الغابة.

وشاهد جونز القداس من ثغرة في الجدار، ومن خلال زاوية جانبية الرؤية رصد جونز الكاهن في ملابس بيضاء مع ضوء الشموع وعدد من الشخصيات  ترتدى "الكاكي"، وتأثر جونز كثيرًا بهذا المشهد حتى أصبح هو ذاته كاثوليكيًا رومانيًا في عام 1921.

استطاع جونز تشكيل بعض الأشياء بيده كما شكل بعضها في ذهنه ثم جمع بين الناحية البصرية واللفظية في كثافة إبداعية لم نشاهدها في بريطانيا منذ عهد وليام بليك، كما تعلم جونز بعض المهارات الصناعية من  "إريك جيل" الذى أصبخ له بمثابة الأب، وذهب جونز للعمل مع جيل في Ditchling في وجرى الترحيب به في إطار الأخوة الدينية لمن يصنعون الأشياء بأيديهم.

وكانت الوظيفة التى أعطاها جيل لجونز هي رسم لوحة من الحروف على نصب تذكاري للحرب في مقر كلية جديدة في أكسفورد وكانت مهمة مناسبة لشخص شارك في الحرب وشاهد الكثير من رفاقه يقتلون في فرنسا، وتم خطبة جونز لابنة جيل الثانية "بيترا" في عام 1922 وهي تلميذة لـ  Ethel Mairet، وظهرت بيترا في لوحة The Garden Enclosed بفستانها الوردي، واللوحة حاليا في Tate Britain.

وألغيت الخطبة بعد ثلاثة أعوام حيث أوضحت بيترا في حديثها مع الصحف في منتصف الثمانينات أثناء البحث عن السيرة الذاتية لـ"جيل" أن أفكار الزواج كانت وهمية، لأن جونز لم يكن لديه عملا ثابتا ينفق منه على الزوجة والمنزل كما أن عمله كان يأتي في المقام الأول بالنسبة له، ولا يعتقد أن جونز علم بعلاقة زنا المحارم بين جيل وابنتيه الكبيرتين على الرغم من أنه كشف في مراسلاته أنه علم بالحقيقة لاحقًا.

 

ولم يتزوج جونز على الرغم من معجباته، وتمثلت حياته الرومانسية عن طريق الهاتف، وشهدت هذه الفترة المتأخرة من حياته رسم العديد من اللوحات للنساء بشكل مثالي وطفولي، وفي منتصف العشرينات انتقل جيل وحاشيته من  Ditchling للاستقرار في Capel في الجبال السوداء، وذهب معه جونز إلى ما سمى بأرض السحر من خلال ريف ويلز المميز، وعلى الرغم من نشأة جونز صبيا في الضواحى إلا أن والده الذى عمل طابعا جاء من هولول في فلينتشير وكان يحب أغانى "ويلز".

ويحظى ريف ويلز بمشهد أسطوري من التلال والأودية حيث ازدهرت أعمال جونز مع جيل من خلال مجموعة من النقوش النحاسية المذهلة ومجموعة من المناظر الطبيعية المحيطة في أنحاء Capel وساحل جزيرة Caldy ، وتسللت هذه المناظر الطبيعية إلى لوحاته وأشعاره.
وجرى ترشيح جونز من قبل بن نيكلسون في عام 1928 لعضوية جمعية Seven and Five Society وهي من أفضل المنظمات الفنية في لندن حينها، وقُبل جونز بواسطة جيم إيدي مساعد مدير "تيت غاليري" ، ومن خلال إيدي التقى جونز بأكبر مؤيد له وهو كنيث كلارك.

وبدأ جونز في عام 1928 في كتابة قصيدة له عن الحرب واستغرقت وقتًا طويلا جدا، إلا أنه عانى من انهيار عام 1932 بسبب مرضه ثم تعافى وبدا في استكمال القصيدة إلا أن المرض داهمه مرة أخرى بشكل حاد بعد وقت قصير من الحرب العالمية الثانية، ومكث جونز في لندن أثناء مداهمة المرض له، وهناك قدم واحدة من أجمل لوحاته وهي Aphrodite in Aulis، حيث قدم أفروديت باعتبارها إله الحب للجنود المتوفيين الألمانيين والبريطانيين.

ومن بين أعمال جونز اللافتة للنظر كانت النقوش المرسومة حيث قدم حوالى 80 منها بداية من منتصف الأربعينات فصاعدا، وتجسد النقوس البساطة من خلال الكلمات المرسومة على الورق، وكانت هذه النقوش تمثل كلمات في شكل فني عميق وصنعها جونز لأشخاص كان يعرفهم، وكان يرسلها إلى أصدقائه في أعياد الميلاد أو المناسبات مثل حفلات الزفاف.

وقضى جونز معظم أوقاته في غرف الفنادق، وبعد الحرب استقر في منزل Harrow على التل، وفي بيت التمريض في Calvary وكان بصحبة عدد من الأصدقاء مثل رينيه لاهاي والصحافي الكاثوليكي توم بيرنز وغيرهما، ويقدر هؤلاء جونز نظرا لفنه المثير ولشجاعته أيضا في ظل الضغوط، وأشار صديقه بيتر ليفي إلى حصول جونز على المعاش المدني بعد أن أصبح فقيرا ولذلك أصبح يمكنه استخدام سيارة الأجرة وشراء أرقى الأحذية من خلال المعاش.

وتشير الدلائل إلى وجود جونز على حافة الانتعاش بعد فترة طويلة من الإهمال النسبي، حيث أقيم معرض لأعماله في "تيت" عام 1982، ومن المقرر افتتاح معرضين له في تشرين الأول/أكتوبر ويعقد أحدهما في Pallant House في شيشستر برعاية بول هيلز وآريان بانكس واللذان شاركا في كتاب يتناول السيرة الذاتية لديفيد جونز، ويقام المعرض الثاني في متحف Ditchling Museum of Art and Craft، ويعتبر Edmund de Waal من محبي الفنان جونز ككاتب وصانع للفن، واعترف بتأثير نهج جونز عليه عندما بدأ في العمل في مجال الخزف.

ويركز معرض Ditchling على الحيوانات التي اعتبرها جونز بمثابة شهود أسطورية على التاريخ، واعترف أحد معلمي جونز في الجامعة بموهبته قائلا "أنظر إلى فنه.. إنه ساحر"، ويمكننا استعادة هذا السحر من خلال معارض الخريف التىيتعرض أعمال ديفيد جونز.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنان التشكيلي ديفيد جونز يجسّد بموهبته قصص الحرب الفنان التشكيلي ديفيد جونز يجسّد بموهبته قصص الحرب



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ صوت الإمارات
المخرجة اللبنانية نادين لبكي باتت حديث الجمهور خلال الساعات الماضية بعد أن تم اختيارها لتكون عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لنسخة مهرجان كام السينمائي الـ77، والتي ستقام ما بين 14 و25 مايو القادم، وذلك بعد أن سبق لنادين لبكي وقد شاركت كعضو في لجنة تحكيم في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة "نظرة ما" عام 2015، وبمجرد أن تم الإعلان عن الخبر حرص جمهور نادين لبكي على تسليط الضوء على أجمل إطلالاتها التي ظهرت بها في بعض المهرجانات الفنية والتي تميزت بالبساطة والرقي في كل مرة. نادين لبكي سبق وقد ظهرت في إحدى الفعاليات الفنية بأحد المهرجانات مؤخرًا وهي مرتدية فستان باللون الأسود الذي يبدو وأنها تعشق الظهور به باستمرار، وجاء الفستان طويلًا ومجسمًا وبصيحة الكب، مع فتحات عند منطقة الخصر، وانسدل الفستان مريحًا بداية من تلك المنطقة�...المزيد

GMT 23:44 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 صوت الإمارات - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 02:26 2012 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

معرض لمقتنيات رواد المسرح والموسيقي

GMT 10:42 2013 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بدء معرض الخرج الأول للعملات السعودية والعالمية الاحد

GMT 22:30 2013 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح الدورة السادسة من مهرجان سماع الدولي 16 نوفمبر

GMT 18:28 2016 الإثنين ,15 شباط / فبراير

منتجع "جبل نوح" يوفر تجربة سياحية فريدة من نوعها

GMT 02:10 2013 الخميس ,25 إبريل / نيسان

معرض لنوادر ومقتنيات الدكتور جمال حمدان

GMT 13:18 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

"إبداعات مصرية" معرض تشكيلي في الأوبرا

GMT 18:13 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مطعم ياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 10:01 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"الكفاح الأميركي" أحسن فيلم في رأي نقاد نيويورك

GMT 11:44 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إقامة معرض للکتب الایرانیة في أفغانستان

GMT 16:18 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

هايدي كلوم بثوب أسود عاري الصدر والظهر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates